طالب لاجئون من سورية والعراق في الأردن الأمم المتحدة ببذل مزيد من الاهتمام باللاجئين، والعمل على إعادة توطينهم، في ظل الظروف الاقتصادية التي يعانون منها.
وجاء ذلك خلال احتفال الأمم المتحدة في الأردن والمكوّنة من 18 وكالة مقيمة، اليوم السبت، بيوم الأمم المتحدة، بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى، من خلال معرضٍ حول عمل الوكالات المختلفة وبازار لمنتجات المستفيدين من مختلف برامج ومشاريع الأمم المتحدة في الأردن.
اللاجئ العراقي شاكر الزهيري، وهو فنان تشكيلي يمارس النحت والنقش على الخشب، قال لـ"العربي الجديد" إنه يدعو الأمم المتحدة إلى مساعدتهم بشكل أكبر كلاجئين، خاصة في عمليات إعادة التوطين وتقديم المساعدات، مطالباً بحلول منصفة لأوضاعهم المعيشية.
بدورها قالت لاجئة سورية من مخيم الزعتري فضّلت عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد": "كل من يعيش في المخيم يعاني من الصعوبات المادية والنواقص"، داعية إلى زيادة فرص العمل "خاصة أن أكثر من نصف اللاجئين بلا عمل"، ومطالبة بإعادة توطين اللاجئين القاطنين بمخيمات اللجوء، ومنتقدة النسبة المتدنية لإعادة توطين اللاجئين الموجودين في مخيمات اللجوء مقارنة بمن هم خارجها.
وأضافت أنها للمرة الأولى تشارك في البازار، بعد أن تعلمت مهناً يدوية كالتطريز والنحت، وتحاول الاستفادة من تسويق المنتجات لتحسين أوضاعهم المعيشية في المخيم.
وأوضحت الموظفة في الأونروا إيمان عيسى، والتي تعمل في خياطة المطرزات الشرقية، لـ"العربي الجديد"، أن عملهم مرتبط بتمكين المرأة، وتعليم السيدات التطريز والخياطة في مختلف مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، لكي تصبح المرأة اللاجئة منتجة، مضيفة "نوزّع العمل والمواد الخام على السيدات في المخيمات، ثم نحاول تسويق هذه المنتجات بشكل مباشر أو عبر البازارات والمعارض".
أما فدوى الشيخ حسن، وهي أم لخمسة أطفال، فذكرت، لـ"العربي الجديد"، أنها تنتج الصابون وبعض أدوات التجميل من المواد الطبيعية، مشيرة إلى أن جائحة كورونا كانت حافزاً لها لتطوير عملها اليدوي، وقد أضافت أن الإقبال على المنتجات الطبيعية ضعيف وليس كما يجب لكنه بدأ يتحسن.
من جهتها، أعربت الأميرة دينا مرعد؛ ضيفة الشرف في الاحتفال، عن تقديرها العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة على مستوى العالم وفي الأردن.
في حين أشار المنسق المقيم للأمم المتحدة بالإنابة في الأردن دومينيك بارتشان إلى أن الأمم المتحدة لديها علاقة طويلة الأمد مع حكومة الأردن وشعبه، قائلاً "اليوم فرصة لإعادة تأكيد التزامنا بمواصلة دعمنا الحكومة الأردنية، وتقديم المساعدة للأشخاص الأكثر ضعفاً، وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، ومضيفاً أن الأمم المتحدة ستوقع قريباً إطار تعاون جديد مدته خمس سنوات مع الحكومة الأردنية، وسيركز على الإدماج ومعالجة نقاط الضعف والاستدامة.
وتحتفي الأمم المتحدة بيومها في 24 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وهو اليوم الذي دخل فيه ميثاقها حيز التنفيذ عام 1945.
وفي رسالة مصوّرة بمناسبة يوم الأمم المتحدة قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "إننا نحتاج الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى إحياء قيم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه في كل ركن من أركان المعمورة".