الأمم المتحدة: اللجوء "أزمة إنسانية كبرى" على خلفية حرب أوكرانيا

31 مارس 2022
أكثر من نصف أطفال أوكرانيا هم نازحون أو لاجئون (جيف جاي ميتشل/ Getty)
+ الخط -

أُضيف نحو 40 ألف لاجئ في 24 ساعة إلى أكثر من أربعة ملايين فرّوا من أوكرانيا منذ الغزو الروسي، وذلك في عملية لجوء وصفتها الأمم المتحدة بأنّها "أزمة إنسانية كبرى تتفاقم في كلّ ثانية". ومنذ 22 مارس/ آذار الجاري، تباطأ تدفّق اللاجئين بشكل ملحوظ، علماً أنّ عتبة الأربعة ملايين التي توقّعتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بداية الحرب تمّ تخطّيها أمس الأربعاء.

وقد اضطرّ أكثر من عشرة ملايين شخص، أي أكثر من ربع سكان أوكرانيا، إلى مغادرة منازلهم إمّا عن طريق عبور الحدود بحثاً عن ملجأ في البلدان المجاورة وإمّا عن طريق البحث عن ملاذ آمن آخر في داخل البلاد. وتقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين في أوكرانيا بنحو 6.5 ملايين.

وقد أحصت مفوضية اللاجئين أربعة ملايين و59 ألفاً و105 لاجئين أوكرانيين على موقعها المخصّص لهذه الأزمة، اليوم الخميس، عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت غرينيتش. وقد زاد العدد 39 ألفاً و818 لاجئاً مقارنة بالحصيلة الأخيرة التي نُشرت أمس الأربعاء، علماً أنّ أوروبا لم تشهد تدفّق لاجئين مشابهاً منذ الحرب العالمية الثانية.

وبحسب التقديرات، فإنّ 90% من الذين فروا من أوكرانيا هم من النساء والأطفال. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ثمّة مليونَا طفل تقريباً بين الفارين. وتقدّر المنظمة كذلك أنّ أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7.5 ملايين هم نازحون أو لاجئون. من جهة أخرى، فرّ نحو 204 آلاف شخص غير أوكراني من البلد المأزوم، ويواجه هؤلاء أحياناً صعوبات في العودة إلى بلدانهم الأمّ.

الصورة
لاجئون أوكرانيون عبروا الحدود البولندية (أنجيلوس تزورتزينيس/ فرانس برس)
90% من الذين فروا من أوكرانيا هم من النساء والأطفال (أنجيلوس تزورتزينيس/ فرانس برس)

البلدان المضيفة

وتحتضن بولندا وحدها أكثر من نصف اللاجئين من أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي. وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخل ستّة من كلّ 10 لاجئين أوكرانيين إلى بولندا. ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي وحتى 30 مارس/ آذار الجاري، دخل مليونان و44 ألفاً و362 لاجئاً أوكرانياً إلى بولندا.

بدورها استقبلت رومانيا حتى 30 مارس الجاري 616 ألفاً و592 لاجئاً أوكرانياً، علماً أنّ لاجئين كثيرين يقررون مواصلة طريقهم بمجرّد أن يصبحوا بأمان.

أمّا مولدوفا، البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 2.6 مليون نسمة وهو واحد من أفقر البلدان الأوروبية، فقد دخله 388 ألفاً و837 لاجئاً أوكرانياً حتى 30 مارس الجاري. لكنّ المفوضية الأوروبية تشجّع اللاجئين الأوكرانيين على مواصلة رحلتهم للاستقرار في إحدى دول الاتحاد الأوروبي الأكثر قدرة على تحمّل العبء المالي.

وفي المجر ثمّة 368 ألفاً و807 لاجئين أوكرانيين، وفي سلوفاكيا 283 ألفاً و824 لاجئاً، وذلك أيضاً حتى 30 مارس الجاري.

كذلك لجأ 350 ألفاً و632 شخصاً إلى روسيا حتى 29 مارس الجاري، في حين ذكرت مفوضية اللاجئين أنّه ما بين 21 و23 فبراير الماضي، عبر 113 ألف شخص من الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا.

من جهتها، استقبلت بيلاروسيا 11 ألفاً و821 لاجئاً حتى 30 مارس.

طريقة التعداد

تجدر الإشارة إلى أنّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذفت من تعدادها القسم المتعلق بالدول الأوروبية الأخرى. وأوضحت أنّه بالنسبة إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا والتي تُعَدّ جزءاً من منطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا)، فإنّ الأرقام التي قدّمها المفوض السامي فيليبو غراندي هي لأشخاص عبروا الحدود ودخلوا البلاد. وتقدّر المفوضية أنّ "عدداً كبيراً من الأشخاص واصلوا طريقهم إلى دول أخرى". إلى ذلك، تشير إلى أنّها لا تحتسب الأشخاص من البلدان المجاورة الذين يغادرون أوكرانيا للعودة إلى ديارهم.

(فرانس برس)

المساهمون