تعيش عائلة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام رائد يوسف ريان، 28 عاماً، من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس، وسط الضفة الغربية، في ظل مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إهمال مطالبه التي يخوض إضراباً عن الطعام لتحقيقها منذ مائة وخمسة أيام، ويقبع حالياً داخل "عيادة سجن الرملة"، في ظل تدهور حالته الصحية.
وشرع رائد ريان في إضرابه عن الطعام في السابع من إبريل/ نيسان من العام الجاريّ، رفضاً لاعتقاله الإداريّ المستمر، حيث كان الفارق بين الإفراج عنه من اعتقاله الأول، الذي بدأ عام 2019 واستمر 22 شهراً، إلى أن أعيد اعتقاله، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، هو سبعة أشهر فقط.
عائلة ريان المكونة من ستة أفراد إضافة للوالدين لم تهنأ برؤية رائد بعد اعتقال استمر 22 شهراً في سجون الاحتلال، حيث قضى سبعة أشهر فقط مع عائلته قبل إعادة اعتقاله وتحويله للاعتقال الإداري مدة ستة أشهر، وأصبح طموح الشاب العشريني رهين اعتقالات إداية، كما يؤكد والده في حديث لـ"العربي الجديد".
تخرج رائد ريان قبل سنوات من جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، بتخصص خدمة اجتماعية، ولم يجد عملاً في تخصصه، فعمل بمجال المقاولات في محاولة للاستقرار وتكوين أسرة، لكن اعتقالات الاحتلال المتكررة له حرمته هذا الاستقرار الذي تشتاقه العائلة لابنها.
دعم الأسرى
يأتي دخول ريان يومه الـ105 في ظل تأكيد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، أنّ جهوداً حثيثة يبذلها الأسرى في سجون الاحتلال في سبيل إسناد وتحقيق مطلب رفيقيهما المعتقلين خليل عواودة ورائد ريان المضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهما الإداريّ.
وأوضح نادي الأسير أن جلسة جرت بين ممثلي الأسرى والمعتقلين خليل عواودة ورائد ريان في سجن "الرملة"، وستكون هناك جلسة أخرى غداً الخميس، وسيكون يوماً حاسماً، بحيث تُبنى عليه خطوات الأسرى المساندة للمعتقلين عواودة وريان، ومن المفترض أن تشرع مجموعة من الأسرى بالإضراب عن الطعام إسناداً لهما في حال واصل الاحتلال تعنته ورفض الاستجابة لمطلبهما، علماً أن مجموعة من أسرى الجهاد الإسلامي شرعت، أمس الثلاثاء، بإضراب إسنادي لهما.
ظروف صحية صعبة
ويواجه الأسير ريان ظروفاً صحية صعبة وفقاً لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، حيث يعاني من وجع رأس مستمر وتشويش في الرؤية وحرارة عالية في كل جسده، وانخفاض في السكر والأملاح ويفقد وعيه باستمرار، ورغم تردي وضعه الصحي فإن الإدارة تحاول مراراً التنكيل به عن طريق التفتيشات المستمرة.
يقول والده، يوسف ريان لـ"العربي الجديد": "إن رائد يعاني ظروفاً صحية صعبة، كما أن سلطات الاحتلال تهمل إضرابه وحالته الصحية المتردية، ولا تزال ترفض سلطات الاحتلال حتى اللحظة الاستجابة لمطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري، ونأمل أن تؤدي جهود الأسرى لإنهاء معاناته ومعاناة زميله في الإضراب الأسير خليل عواودة، في ظل تدهور حالتهما الصحية، إلى نتيجة".
تعاني عائلة رائد ريان من قلق متواصل على حياته، في ظل الاستجابة لمطالبه، بل ما يزيد القلق عدم السماح للعائلة بزيارته، ما يضاعف القلق والتوتر، وينغص على عائلته حياتها وفرحتها بالعيد، وفق والده.
"قوات الاحتلال حرمتنا الفرحة"
رغم معاناته، فإن رائد ريان مصر على الإضراب عن الطعام وعن تلقي الفحوصات الطبية وتناول المدعمات، ولا يتناول سوى الماء والملح فقط، وهو مصر على الإضراب من أجل إنهاء معاناته من الاعتقال الإداري، وتسانده العائلة بهذا الإصرار في محاولة لإنهاء تلك المعاناة، وفق والده.
يقول والد رائد: "لقد حرم ابني رائد من المشاركة بمناسباتنا الاجتماعية، ونحن نريد أن يكون بيننا، حتى في الأعياد يصر أن ينغص علينا، كان رائد اجتماعيًا ومبادرًا في زيارات العيد، ويجعل للعيد أجواء مميزة"، ويضيف: "إن اعتقال رائد كما المعتقلون الإداريون مرهون بملف سري يتحكم فيه ضابط مخابرات إسرائيلي، وإن ابني هو ضحية لسياسة الاعتقال الإداري".
رائد ريان الشاب المقبل على الحياة حرمه الاحتلال من العيش بين أحضان عائلته، ويقول الوالد: "لقد بنينا له منزله وهو في الاعتقال الأول، وبعد الإفراج عنه وقبل أيام فقط من اعتقاله الأخير بدأنا بتشطيب منزله، إلا أن قوات الاحتلال حرمتنا الفرحة برائد واعتقلته مجدداً".