الأسير الفلسطيني خليل عواودة يعلّق إضرابه عن الطعام بعد 111 يوماً

21 يونيو 2022
خاض إضرابه المفتوح عن الطعام لمدة 111 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداريّ (تويتر)
+ الخط -

أكّد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أنّ الأسير خليل عواودة (40 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، والذي استمر لمدة 111 يوماً رفضًا لاعتقاله الإداريّ، وذلك بعد وعود وتعهدات بإنهاء اعتقاله.

وأوضح  نادي الأسير، في بيان صحافي، أنّ عواودة وصل إلى مرحلة صحية خطيرة غير مسبوقة، حيث يقبع في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، وأن الأعراض الظاهرة عليه تشير إلى أنّ مخاطر صحية كبيرة أصابت جسده.

وقال نادي الأسير: "إنّ المعتقل عواودة سطّر أسمى معاني الصمود، وواجه منظومة الاحتلال بمستوياتها المختلفة على مدار 111 يوما، خلالها تعرض لكافة أشكال التّنكيل الممنهجة والسياسات التي من شأنها استهدافه جسديا ونفسيا، وتمكّن على مدار هذه المدة من أن يحمل رسالته ورسالة رفاقه من المعتقلين الإداريين الذين يواصلون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال".

وأضاف نادي الأسير، "إننا وأمام هذا الصمود المتواصل تقع علينا مسؤولية مضاعفة وكبيرة في إسناد ودعم المعتقلين الإداريين، والسعي من أجل إنهاء هذه الجريمة التي سرقت أعمار الآلاف من أبناء شعبنا وما تزال".

وأكد النادي أن هذه المعركة جاءت مكملة لنضال العشرات من الأسرى الذين خاضوا إضرابات عن الطعام، وأبقوا قضية الاعتقال الإداريّ حاضرة أمام الرأي العام العالمي، وقال: "لعل ما نشهده اليوم من مواقف واضحة على صعيد المؤسسات الحقوقية الدولية اتجاه جريمة الاعتقال الإداري، ومن يراقب تطور هذه المواقف، يجد أن لهذه الإضرابات الأثر الأساس في تحويل الرأي العام العالمي لصالح قضية المعتقلين الإداريين".

وأضاف النادي، "أنّ معركتنا ضد جريمة الاعتقال الإداريّ، متواصلة لطالما استمر الاحتلال بها، خاصّة في ظل الظروف الراهنّة التي نشهد فيها تصعيدا واضحًا من قبل الاحتلال باعتقال المزيد من مناضلينا إداريّا".

والاعتقال الإداري هو اعتقال بدون تهمه أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديده مرات غير محدودة.

وولد المعتقل خليل عواودة عام1981 في بلدة إذنا، الخليل، وهو متزوج وأب لأربعة طفلات وهن: تولين، ولورين، وماريا، ومريم، أكبرهن تولين 9 سنوات، وأصغرهن مريم عام ونصف، وهو من عائلة مكونة من عشرة أفراد، فقد أحدهم قبل مواجهته للاعتقال.    ‏

كان خليل من الطلبة المتميزين، حصل على معدل 92 بالثانوية العامة الفرع العلمي، وكان حلمه دراسة الطب في الخارج، إلا أنّه لظروف لم يتمكّن من تحقيق حلمه، والتحق بجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل لدراسة الهندسة، إلا أنّ الاحتلال حرمه من الشروع بدراسته، إذ اعتقله عام 2002، وحكم عليه بالسّجن الفعلي لمدة خمس سنوات ونصف السنة.

وبعد تحرره بفترة وجيزة عام 2007، أعاد الاحتلال اعتقاله وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ لمدة 33 شهرا، ومنذ ذلك الوقت حتّى اليوم تعرض خليل للاعتقال مرات عديدة بين أحكام واعتقال إداريّ.

يعرف عن خليل أنّه شاب مثقف وحافظ للقرآن الكريم، وفاعل اجتماعي على مستوى بلدته، إذ قام بعدة حملات مع مجموعة من المتطوعين لخدمة أهل بلدته.

درس عواودة في السنوات الأخيرة علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة إلى جانب قيامه بأعمال حرة لرعاية عائلته واستكمال دراسته، وهو من أوائل الطلبة في دفعته، وكان من المفترض أن يكون تخرجه من الجامعة هذا العام، إلا أنّ الاحتلال مجددا أعاد اعتقاله في في الـ 27  من ديسمبر/ كانون الأول 2021، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته ستة أشهر.

وفي تاريخ الثالث من مارس/ آذار العام الجاريّ، أعلّن الأسير عواودة إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداريّ الذي يواجهه إلى جانب 640 معتقلا إداريّا في سجون الاحتلال تحت ذريعة وجود "ملف سري".

المساهمون