الأسرى الفلسطينيون لن يخوضوا إضرابهم عن الطعام بعد انتزاع اتفاق بتلبية مطالبهم

24 مارس 2022
دعماً للأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية في كلّ خطواتهم (مصطفى الخاروف/ الأناضول)
+ الخط -

قرّر الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، عدم تنفيذ الإضراب الجماعي عن الطعام الذي كان مقرّراً انطلاقه يوم غدٍ الجمعة، بعد انتزاعهم اتفاقاً يقضي بتلبية إدارة مصلحة سجون الاحتلال مطالبهم. وجاء في بيان صحافي صادر عن لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة أنّه "بعد وقفتكم المشرفة إلى جانبنا، وبعد أن أدرك العدوّ الصهيوني ممثلًا بإدارة سجونه مدى حضور قضية الأسرى في وجدان شعبنا بكافة أطيافه وقواه وفصائله، أُجبِرَ هذا العدو على التراجع عن كافة إجراءاته بحقّنا؛ والتي سعى لفرضها خلال الفترة الأخيرة، ظاناً أنّنا لقمة سائغة وأنّنا لسنا قادرين على مواجهته، ولكنّ إرادة أسرانا الصلبة أثبتت كما فعلت دائماً أنّها قادرة بوحدتها الوطنية على ردّ العدوان وكسر شوكة عدوّنا".

أضاف الأسرى في البيان نفسه: "لقد تمكنّا بفضل الله أولاً ثمّ بوقفة أبنائكم الأسرى الموحّدة ووقوف شعبنا من خلفهم من وقف التغوّل الذي خُطِّطَ له للنيل من مكتسباتنا، بل نجحنا في تحقيق العديد من الاختراقات في مطالب ومنجزات عملنا عليها منذ سنوات لتحقيقها". وتابعوا: "لقد خضنا هذه المعركة ضدّ إدارة السجون بشكل وطني وبوحدة لم نعشها منذ عدّة سنوات، الأمر الذي كان له الدور الحاسم في فشل إدارة السجون بالانفراد والتفرّد بأيٍّ من فصائلنا داخل الأسر، حيث سعت لمحاولة كسر وحدتنا لكنّها فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً، ومن هنا ندعو فصائلنا وقوانا الحيّة إلى إنهاء الانقسام وترسيخ الوحدة الوطنية في مواجهة عدوّنا الصهيوني".

‎بالتزامن، أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر في بيان صحافي أنّ "الأسرى حقّقوا انتصاراً حقيقياً على دولة الاحتلال وأدواتها، بعد شهر ونصف من انتفاضتهم الموحّدة، والتي استطاعوا من خلالها إجبار إدارة السجون على الاستجابة لمطالبهم الحياتية والصحية، إذ كانوا على موعد مع إضراب مفتوح عن الطعام في سبيلها يوم غد الجمعة". وثمّن أبو بكر جهود القيادة الفلسطينية ممثلة بتعليمات الرئيس محمود عباس، وبالمتابعة المباشرة من رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ الذي أبدى حرصه واهتمامه لتحقيق مطالب الأسرى وإعادة واقع السجون إلى ما كان عليه سابقاً، وعدم السماح للاحتلال بالتفرّد بهم.

بدوره، أصدر نادي الأسير الفلسطيني بياناً صحافياً قال فيه إنّ "هذه المعركة أثبتت مجدداً أنّ وحدة أسرانا وتضافر كافة الجهود، وتوظيف الأدوات المتاحة، وتحديداً القناتَين السياسة والأمنية في نصرة وإسناد أسرانا، شكّلت عوامل مهمة لهذا الإنجاز". وأشاد بالدور النضالي والوحدوي الذي قادته لجنة الطورائ الوطنية العليا للأسرى المنبثقة عن كلّ الفصائل في السجون، والتي حرصت كلّ الحرص على أن يكون صوتها واحداً. وبارك نادي الأسير لكلّ أبناء الشعب الفلسطيني ولعائلات الأسرى والأسيرات "هذا الإنجاز الذي يشكّل جزءاً من مسار نضاليّ لم يتوقف يوماً"، داعياً إلى "الاستمرار في إسناد الأسرى والأسيرات بكافة الوسائل والأدوات المتاحة والممكنة حتى نيل حريتهم".

من جهتها، هنّأت حركة "حماس"، مساء اليوم الخميس، الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي بما عدّته "الإنجاز الكبير والصمود في وجه صلف إدارة السجون الصهيونية، وتسجيل العديد من الإنجازات وإجبارها على التراجع عن الإجراءات القمعية بحق أسرانا وأسيراتنا". أضافت "حماس" في تصريح وُزّع على وسائل الإعلام أنّ "هذا الإنجاز البطولي، ما كان ليحدث لولا إرادة أسرانا وأسيراتنا، وتكاتف أبناء شعبنا الفلسطيني وتضامنه بفصائله ومكوّناته كافة، في الوقوف خلف قضية أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات، ومنع العدوّ الصهيوني من محاولاته المساس بحقوقهم المشروعة أو استمرار الاعتداء عليهم". وشدّدت "حماس" على أنّه أمام هذا "الانتصار الكبير"، فإنّها "تؤكّد عهدها ووفائها مع أسرانا الأحرار بأن تظلّ قضية تحريرهم كافة من سجون العدوّ على رأس أولوياتها"، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله إلى الاستمرار في الفعاليات الوطنية الدّاعمة لصمودهم في معركتهم البطولية ضدّ السجّان الإسرائيلي".

وكانت مصادر خاصة قد أكّدت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم الخميس، أنّه من المرجّح عدم ذهاب الأسرى الفلسطينيين إلى خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام يوم غدٍ الجمعة، وذلك بعد تدخّل سياسي فلسطيني، تحديداً من قبل رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ. يُذكر أنّ الأسرى كانوا قد أعلنوا في الأسابيع الماضية عن قرارهم الإضراب المفتوح عن الطعام في 25 مارس/ آذار الجاري، رداً على سحب إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي منجزات للحركة الأسيرة وللمطالبة بإعادتها وإلغاء عقوبات بحقّ الأسرى.

ولفتت مصادر "العربي الجديد" ذاتها إلى أنّ حوارات جرت بين إدارة مصلحة سجون الاحتلال وممثلين عن الأسرى الفلسطينيين، وجرى تناول قضية إعادة الهاتف العمومي إلى أقسام المرضى قبل شهر رمضان المقبل، فيما طُرحت قضية إعادة الهاتف العمومي إلى أقسام الأسيرات بعد شهر رمضان. كذلك جرى تناول موضوع إعادة عشرات الأصناف التي سبق سحبها من "الكنتينا" (بقالة السجن)، وكذلك وقف قضية نيّة إسرائيل تجميع أسرى المؤبدات في سجنَي عوفر أو ريمون، وكان حديث عن إعادة النظر بالعقوبات التي فُرضت على الأسرى بشكل تعسفي وقضايا أخرى متعلقة بحياة هؤلاء اليومية.

المساهمون