الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم... إحصاءات مقلقة حول الجوع والنزوح

الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم... إحصاءات مقلقة حول الجوع والنزوح

05 مايو 2024
يتمسك الفلسطينيون بمنازلهم في رفح رغم الاستهداف الإسرائيلي، 5 مايو 2024 (حاتم خالد/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- غزة تعاني من تداعيات حرب مستمرة لسبعة أشهر، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 34,600 فلسطيني وتدمير 29,820 وحدة سكنية، ونزوح 1.7 مليون شخص.
- الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل حاد، مع تقارير عن جوع كارثي يؤثر على 1.1 مليون شخص ووفاة 28 طفلًا بسبب سوء التغذية منذ فبراير، وتحذيرات من مجاعة كاملة في شمال غزة.
- البنية التحتية الصحية تحت الضغط الشديد، مع تشغيل 11 مستشفى فقط بشكل جزئي ونقص حاد في الإمدادات والكهرباء، إضافة إلى أزمة مياه وصرف صحي تهدد بتفشي الأمراض المعدية.

تتفاقم معاناة الفلسطييين في قطاع غزة مع دخول الحرب الإسرائيلية على القطاع شهرها السابع منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023،  والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 34 ألفا و600 فلسطيني، فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مع مخاوف من وجود آلاف الشهداء تحت الأنقاض، وفي ما يلي نتناول بعض تفاصيل الأزمة الإنسانية في غزة:

نزوح أهالي غزة

  • 1.7 مليون شخص تركوا بيوتهم وانتقلوا إلى أماكن أخرى داخل غزة، ، أي ما يعادل أكثر من 75 بالمائة من السكان، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة، وفقا لتقدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
  • 29 ألفا و820 وحدة سكنية تم إتلافها أو تدميرها، أي ما يعادل 62 بالمائة من جميع منازل القطاع، وفقا لتقييم مبدئي للأضرار أصدره البنك الدولي في مارس/ آذار
الصورة
نزوح أهالي غزة إلى مخيمات مؤقتة في رفح، 19 يناير 2024 (فرانس برس)
نزوح أهالي غزة إلى مخيمات مؤقتة في رفح، 19 يناير 2024 (فرانس برس)

وبينما يتكدس النازحون في ملاجئ داخل أو بالقرب من مرافق أونروا مثل المدارس، وفي خيام مؤقتة أو منازل لم تدمر تماما خلال العدوان الإسرائيلي، لاذ كثيرون بمدينة رفح على الحدود مع مصر حيث يهدد الاحتلال الإسرائيلي منذ شهور بشن هجوم الأمر الذي أذكى المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

ويقدر مسؤول بدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن إزالة تلك الكمية الهائلة من الأنقاض بما في ذلك الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق نحو 14 عاما.

الأزمة الإنسانية في غزة: جوع كارثي

  • 1.1 مليون شخص في غزة يعانون من مستويات جوع كارثية. وتزداد الأوضاع سوءا في الشمال، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة
  •  28 طفلا على الأقل، معظمهم لم تتجاوز أعمارهم 12 شهرا، توفوا منذ فبراير/ شباط نتيجة سوء التغذية والجفاف، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

  • ما بين 16 و25 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهرا في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وما بين اثنين إلى أربعة بالمائة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي يغطي الفترة حتى 20 إبريل/ نيسان.

  • ما بين ثلاثة إلى سبعة بالمائة من الأطفال في جنوب غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي يغطي الفترة حتى 20 إبريل/ نيسان

الصورة
الجوع في غزة يحاصر الأهالي في ظل ضعف المساعدات، 1 إبريل 2024 (علي جاد الله/الأناضول)
الجوع في غزة يحاصر الأهالي في ظل ضعف المساعدات، 1 إبريل 2024 (علي جاد الله/الأناضول)

ولم يسبق أن أعلنت أي منظمة تابعة للأمم المتحدة رسميا وجود مجاعة في غزة، إذ إن مثل هذا الإعلان يعتمد على مجموعة من المعايير لقياس مدى الجوع الذي يعاني منه السكان ثم يتم تقييمه من خلال التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي، وهي مبادرة من أكثر من 12 منظمة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إقليمية وجماعات إغاثة، غير أن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين قالت لشبكة (أن.بي.سي نيوز) إن هناك الآن "مجاعة كاملة" في شمال غزة، في إشارة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

وفي مقتطفات من مقابلة تليفزيونية، أضافت مكين أنها تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى يمكن تسليم مزيد من المساعدات بشكل أسرع، موضحة: "توجد مجاعة، مجاعة كاملة في الشمال، وهي في طريقها نحو الجنوب. لذا فإن ما نطلبه وما نطالب به باستمرار هو وقف إطلاق النار والقدرة على إدخال (المساعدات) دون قيود".

سيخريد كاخ: ندرة الغذاء وغيره من السلع الضرورية أدت إلى انهيار النظام العام في غزة، كما أنه لا وجود لسيادة القانون

تأتي هذه التعليقات بعد أن قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في 25 إبريل/ نيسان إن إدخال المزيد من المساعدات ضروري لتفادي حدوث مجاعة في شمال غزة، رغم ما وصفه بزيادة طفيفة في عمليات التسليم وبعض التقدم في إمكانية الوصول إلى ذلك الجزء من القطاع.

وأعيد تشغيل أربعة مخابز في شمال غزة بنهاية إبريل/ نيسان بدعم من برنامج الأغذية العالمي، في ما وصفته أونروا بقطرة في محيط، وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ في 24 إبريل/ نيسان إن ندرة الغذاء وغيره من السلع الضرورية أدت إلى انهيار النظام العام، كما أنه لا وجود لسيادة القانون. 

مستشفيات غزة وتدهور الوضع الصحي

  • 11 مستشفى فقط تعمل جزئيا من أصل 36 مستشفى في غزة، خمسة في الشمال وستة في الجنوب. وأنشا مانحون ستة مستشفيات ميدانية في جنوب غزة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
  •  8 مراكز صحية تعمل من أصل 24 مركزا صحيا تديرها أونروا في القطاع وذلك اعتبارا من 18 إبريل/ نيسان، وفقا لأونروا.
  • ما يقدر بنحو 9 آلاف مريض في حالة حرجة بحاجة إلى الإجلاء من غزة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
الصورة
يكافح مرضى الفشل الكلوي للحصول على العلاج في غزة، 3 مايو 2024 (أشرف عمرة/الأناضول)
يكافح مرضى الفشل الكلوي للحصول على العلاج في غزة، 3 مايو 2024 (أشرف عمرة/الأناضول)

قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ في 24 إبريل/ نيسان إن البنية التحتية الصحية في غزة دُمرت. والمستشفيات القليلة التي لا تزال موجودة تكافح من أجل العمل بسبب النقص الحاد في الإمدادات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مضيفة: "مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تهدد الأمراض المعدية باجتياح غزة".

وفي لمحة عن الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن تدهور الخدمات الطبية، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أعدادا كبيرة من مرضى الالتهاب الكبدي والأمراض الجلدية والإسهال تتدفق يوميا على نقطتين طبيتين قرب أكبر موقع للنازحين في شرق خانيونس وأنه تبين وجود انخفاض حاد في الإمدادات الطبية خلال زيارة لمسؤولي الأمم المتحدة في التاسع من إبريل.

أزمة في المياه والصرف الصحي في غزة

كانت غزة تعاني من أزمة مياه قبل سنوات من بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وتفاقمت الأزمة بشكل ملحوظ منذ بدء العدوان،  وحذرت منظمات الإغاثة في فبراير/ شباط من أن غالبية الناس لا يحصلون على مياه شرب نظيفة وأن خدمات الصرف الصحي غير فعالة تماما، إذ لا يعمل أي من أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي، وكان تفشي الإسهال والالتهاب الكبدي الوبائي (إيه) من بين المؤشرات على تدهور خدمات المياه والصرف الصحي. إذ حثت منظمات الإغاثة على توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات المياه والصرف الصحي الضرورية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون