"الأربعاء الأحمر".. إيزيديو سورية يحتفلون بعيد رأس السنة

19 ابريل 2023
إيزيديون يحيون "الأربعاء الأحمر" بإضاءة القناديل(صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -


على أنغام موسيقى الفرق الفنية وبطقوس خاصة، احتفل الإيزيديون في سورية وعموم العالم، اليوم الأربعاء، برأس السنة الإيزيدية "الأربعاء الأحمر"، هو من الأعياد المقدسة لدى الطائفة الإيزيدية.

وتوافدت العائلات من مختلف مناطق شمال شرق سورية، وبعض الجهات الرسمية من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني إلى مكان الاحتفالية الرئيسية في ريف عامودا والذي يدين سكان الكثير من قراها وقرى الجزيرة السورية عموماً بالإيزيدية.

وتخلل الاحتفالية عروض مسرحية وفقرات تمثيلية ورقصات ودبكات شعبية فولكلورية بالإضافة إلى الغناء.

 فيما ألقيت بعض الكلمات من الضيوف والحضور، وتقبلت رسائل تهنئة من جهات سياسية ودينية ومجتمعية من مختلف دول العالم.

ورأس السنة الإيزيدية تصادف يوم الأربعاء في الأسبوع الثالث من شهر إبريل/نيسان من كل عام، ويدعى محلياً بـ"الأربعاء الأحمر". 

ويتبع الأيزيديون التقويم الشمسي الشرقي لتحديد رأس السنة، والذي تعتمده الكنيسة الأرثوذكسية ويختلف عن التقويم الميلادي بـ 13يوماً.


مراسم العيد: تلوين بيض وطعام وأزياء خاصة

عادت المواطنة السورية المغتربة في ألمانيا سولين موسى (39 عاماً)، إلى بلدتها القحطانية (شمال شرق)، لتحتفل برأس السنة، بحسب ما قالته لـ"العربي الجديد".

وأوضحت موسى أنها قدمت من ألمانيا وكانت حريصة على حضور عيد رأس السنة الإيزيدية وأيضاً عيد الفطر مع الأصدقاء والعائلة في الجزيرة السورية.

واستفاضت موسى في الحديث عن طقوس التحضير لرأس السنة قائلة: "تبدأ العوائل الإيزيدية بالتحضير لعيد رأس السنة اعتباراً من مساء الثلاثاء".

وشرحت أنهم "يقومون بتلوين البيض المسلوق وإعداد الطعام والشراب والحلويات وتجهيز الأزياء الخاصة بهذا اليوم".
 
واستطردت "كذلك يضاء 365 قنديلاً في معبد لالش الموجود في جبال سنجار، وذلك بعدد أيام السنة".

وتقطف العائلات نهار الثلاثاء زهور نيسان وتشكل باقات منها لتعليقها على عتبة أبواب المنازل، بحسب موسى.

بينما تحدثت المواطنة عبير حاجو، لـ"العربي الجديد"، عن سر تلوين البيض، موضحة أن "تحضير البيض المسلوق وتلوينه، يعتبر من الأكلات الخاصة بهذا العيد".
 
ويفسر الإيزيديون ذلك، حسب حاجو، بأن البيضة تشبه الأرض، لأنها دائرية مثلها وهذا العيد مرتبط بالطبيعة والتجدد، أي بمعنى تزيين الأرض في الربيع، وبهذا يتم استقبال رأس السنة الإيزيدية "الأربعاء الأحمر".

ما هو الأربعاء الأحمر؟

"الأربعاء الأحمر" وفق تفسير الإيزيديين هو اليوم الذي ضخّ فيه الربّ الدم في أول جسد بدأت منه الحياة، وهو أيضاً "عيد الخليقة"، وموعد تفتّح شقائق النعمان. وحسب الديانة الإيزيدية، يرتبط "الأربعاء الأحمر" بأربعة احتفالات، هي انفجار الذرة البيضاء وتكوّن الماء والتراب والهواء والنار، وغليان الأرض التي تشبه البيضة، وعيد الخليقة، إضافة إلى "عيد الخصوبة".

وفي تقرير سابق، أوضح نسيم فارس، رئيس قسم الديانة الإيزيدية في كلية العلوم الدينية بجامعة روج آفا لـ"العربي الجديد"، أن تسمية الأربعاء الأحمر ربما كانت ترتبط بخلفيات اجتماعية وثقافية، والتسمية الصحيحة في اعتقادي هي الأربعاء الأول من نيسان (عيد الخليقة) ورأس السنة.

ويمنع في إبريل/ نيسان الزواج وعقد القران، لأنه يعدّ جالباً للنحس، فهذا الشهر بالنسبة إلى الإيزيديين بمثابة عروس في كامل زينتها وحضورها، لذلك يسمونه "بوكا سالي" باللغة الكردية، أي "عروس السنة". كذلك يحرم عليهم حرث الأرض، لاعتقادهم أنها حُبلى بالنباتات وغيرها، ويمنعون من السفر بعيداً عن منازلهم أو مكان إقامتهم.

أين هم الإيزيديون؟

وبحسب آخر أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يقدّر عدد الإيزيديين في العالم بحوالى 800 ألف إيزيدي، يعيش حوالى 550 ألفاً منهم في العراق. وتوجد أقلية إيزيدية في سورية يقدَّر عددها بنحو 30 ألفاً تعيش في عدد من قرى محافظة الحسكة وفي منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب.

أما في تركيا، فلم يبق منهم أكثر من 500 إيزيدي يعيشون في مدن مثل ديار بكر وشرناخ وباتمان، بينما كان عددهم أكثر من 25 ألفاً في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وهاجر أغلبهم إلى أوروبا، وتوجد أقليات إيزيدية في كل من جمهورية جورجيا وأرمينيا.
 

المساهمون