الأبواب مغلقة في وجه المرأة الأفغانية

15 ديسمبر 2021
مشاكل المرأة الأفغانية تزداد يومياً (هكتور ريتامال/ فرانس برس)
+ الخط -

تواجه المرأة الأفغانية مصيراً مجهولاً بعد سيطرة حركة "طالبان" على الحكم في أفغانستان في منتصف أغسطس/ آب الماضي، إذ لم تسمح حكومة الحركة حتى الآن بالتحاق النساء بالدوائر الحكومية، باستثناء قطاع الصحة والتعليم الابتدائي، ومنعت الفتيات من الصف السادس حتى الثانوية من الذهاب إلى المدرسة، بحجة أن الحركة تعمل لوضع آلية تعليم تتطابق مع الشريعة الإسلامية.
ووسط الحال المأساوية السائدة، أصدر زعيم "طالبان" الملا هيبة الله أخوند زاده في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بياناً تناول حقوق المرأة وحالتها الاجتماعية، خصوصاً في المناطق الريفية، لكنه تغاضى بالكامل عن ملفات تعليمها والسماح لها بالعمل في الدوائر الحكومية، ما حتم تباين ردود الفعل على البيان. ورحبت نساء وهيئات تهتم بشؤونها ببيان زعيم "طالبان"، لكن أخريات اعتبرنه مجرد وسيلة لمحاولة لفت أنظار العالم إلى الملفات المهمة، وأبرزها تعليم الفتيات والسماح للمرأة بالعمل في الدوائر الحكومية التي شكلت مصدر رزق شريحة كبيرة لعدد كبير منهن، في عهد الرئيس السابق أشرف غني.

وقالت الناشطة صفية وزيري التي عملت في العقدين الماضيين على محاولة تحسين حال المرأة الريفية في أفغانستان، لـ"العربي الجديد": "تباع المرأة الأفغانية وتشترى من قبل الرجال في عائلتها. وقد منعت طالبان الرجال والآباء خصوصاً من فعل ذلك، وهو أمر مهم للغاية. كما أن زواج الفتيات في الصغر ومن دون إذن الفتيات ظاهرة متفشية في البلاد. وقد منع بيان زعيم طالبان الآباء من فعل ذلك، استكمالاً لاهتمام الحركة بكل الملفات مثل التعليم والصحة والعمل".
في المقابل، علّقت منظمة العدالة للنساء في أفغانستان على البيان الأخير لزعيم "طالبان" بأن "ما تحدث عنه ليس إلا جزءاً يسيراً من مشاكل المرأة الأفغانية التي تزداد يومياً. وأكدت في بيان أصدرته في 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن "المرأة الأفغانية تمر بظروف قاسية، وأن طالبان يجب أن تهتم جدياً بالتنسيق مع المجتمع الدولي لمعالجة القضايا. وفعلياً، حرمت المرأة من العمل منذ سيطرة طالبان على كابول، وكذلك الفتيات من التعليم، وهذه أهم الصعوبات التي تواجهها".

المرأة ممنوعة من العمل منذ عودة "طالبان" إلى الحكم (هكتور ريتامال/ فرانس برس)
المرأة ممنوعة من العمل منذ عودة "طالبان" إلى الحكم (هكتور ريتامال/ فرانس برس)

كما أكدت المنظمة إثر اجتماع عقده أعضاؤها في منزل بالعاصمة كابول بعيداً عن عدسات الكاميرات خوفاً من "طالبان"، أن "المرأة الأفغانية حققت تقدماً كبيراُ في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال العقدين الأخيرين، لكن سيطرة طالبان على كابول أغلقت كل الأبواب في وجهها، رغم أنها تشكل نصف المجتمع. ويجب أن تهتم طالبان بتحسين حال المرأة انطلاقاً من كونها شريحة مهمة في المجتمع، كما يجب أن يضغط المجتمع الدولي على الحركة من أجل منح المرأة حقوقها".
من جهتها تقول البرلمانية السابقة فوزيه كوفي إن "الأهم لنساء أفغانستان حالياً هو السماح لهن بالعمل في كل المجالات الحياة، والذهاب إلى المدارس والجامعات. ومن الضروري أن تهتم طالبان بهذه القضايا، وليس فقط بالزواج وغيرها، رغم أنها مهمة أيضاً على طويل المدى. ويعرف الجميع أن المرأة حرمت من العمل والتعليم خلال فترة الحكم السابق لطالبان في تسعينيات القرن العشرين، ولم تسمح لمدارس البنات فوق الصف السادس بفتح أبوابها، ومنعت الجامعات الحكومية من استقبالهن".
وترى الناشطة والمدرّسة الجامعية ملاله زاده التي عملت سابقاً في القسم النسائي بوزارة الحج والشؤون الدينية، لـ"العربي الجديد" أن "المشكلة الأساسية تتمثل في أن طالبان لا تدرك جيداً ما تواجهه نساء أفغانستان، لذا لم يتحدث زعيم طالبان في بيانه إلا عن ملفات قديمة تخصها، في حين هناك تغيير ملحوظ في كل الجوانب بسبب تزايد وعي المرأة خلال العقدين الأخيرين وتأثير التعليم. وفي كل الأحوال، يفرض تغيّر الواقع مساعدة المرأة في الحصول على التعليم والوعي، وليس حث الرجال على التعامل الحسن معها وحسب".

المرأة
التحديثات الحية

ويقول الناطق باسم "طالبان" وزير الثقافة والإعلام ذبيح الله مجاهد لـ"العربي الجديد" إن "ما أورده بيان زعيم الحركة يهم النساء في أفغانستان. ومن واجب الحكومة أن تهتم بكل الملفات، وهي تدرس خطة متكاملة لتعليم المرأة وعملها في مجالات مختلفة، لذا على الجميع أن يطمئنوا إلى أن طالبان تسمح للمرأة بالعمل والتعليم، وتهتم بكل القضايا التي تخصها".

المساهمون