اعتداء على طفلة يكشف غياب الرقابة في مدارس النظام السوري

22 فبراير 2024
الطفلة السورية تسنيم حداد تعرضت لضرب مبرح على يد زميلاتها (فيسبوك)
+ الخط -

ما زالت تداعيات الاعتداء على الطفلة تسنيم حداد من طرف زميلاتها في مدرسة "هشام بن عبد الملك" بمدينة حلب، شمال سورية، الخميس الماضي، متواصلة حتى اليوم، إذ أعلنت مديرية التربية إنهاء تكليف مديرة ومعاونتها وثلاث موجهات إداريات بالمدرسة بسبب الإهمال، فيما تم إعلام القضاء المختص وقسم الشرطة المختص، حيث تم توقيف الطالبات المعتديات.

وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة حول دور الكادر التدريسي في المدارس والإهمال الحاصل في الرقابة ومنع وقوع حوادث الضرب والاعتداء.

ووقعت حادثة الاعتداء على الطفلة يوم 15 فبراير/شباط، في مدرسة هشام بن عبد الملك في محلة الزبدية بمدينة حلب، وتسببت لها بحالة صدمة نتيجة إصابتها برضوض وكدمات في مناطق مختلفة من جسدها.

وفي تفاصيل الحادثة، قالت الطفلة في تسجيل مصور لها إنها كانت مع باقي طلاب صفها في باحة المدرسة خلال حصة الرياضة، ولم تكن المعلمة موجودة معهم، حيث نزلت طالبات من الصف الثامن وأخذن الكرة من تسنيم وصديقاتها وبعدها أمسكن بالطفلة وشرعن بضربها.

وأضافت: "أمسكت بي طالبتان من الخلف وواحدة كانت تضربني من الأمام، وضعنني بجانب الباب وأحطن بي في حلقة حتى لا يستطيع أحد أن يقترب مني ويخلصني من بين أيديهن، ثبتنني على الجدار كي تكون الضربة أشد وأكثر إيلاما، كانت واحدة تدوس على رجلي وتضربني ولم أكن قادرة على الوقوف، فقد غبت عن الوعي بعدها".
من جهته، أوضح موفق حداد، والد الطفلة، في التسجيل المصور، أن كل ما يريده في الوقت الحالي أن تتعافى ابنته وتتمكن من السير مجددا، وأن يأخذ القضاء حقها بعد ادعائه على كل الفتيات اللواتي اعتدين عليها وعلى مديرة المدرسة.

وقال: "أحمل المسؤولية لإدارة المدرسة، هل يتكرر هذا الأمر مع كل البنات؟ أين الكادر التدريسي، قضيتي وصلت للقضاء وأنتظر أن يقول كلمته، وجرى توقيف 9 فتيات بموجب الدعوى".

بدوره، أوضح عبد الكريم المصري، المقرب من عائلة الفتاة، لـ"العربي الجديد"، أنّ وزارة تربية النظام تكفلت بعلاج الفتاة وهي في الصف السابع، واتخذت إجراءات بحق الكادر الإداري في المدرسة، مضيفا أن وضع الطفلة الصحي في الوقت الحالي مستقر وهي موجودة في مشفى مارتيني، ومن المقرر أن تبقى فيه لمدة أسبوع وذلك للاطمئنان على وضعها الصحي بشكل كامل.

وأضاف "يشرف عليها فريق طبي في الوقت الحالي بإدارة الطبيب تحسين مارتيني، وهي تعاني من إصابة في إحدى عينيها جراء الضرب الذي تعرضت له".

وأضاف المصري: "سجل والد الطفلة الشكوى يوم الأحد 18 فبراير/شباط، وبدأت الإجراءات بحق الكادر الإداري في المدرسة من قبل وزارة التربية، أي أن الإجراءات القضائية أخذت مجراها، والأب في الوقت الحالي يطالب بمحاسبة كل المقصرين في المدرسة"، وأشار إلى توقيف عدد من الطالبات، إضافة لفتح تحقيق مع إدارة المدرسة، ومن الطبيعي أن يأخذ القرار القضائي وقتا حتى يصدر الحكم.

من جهتها، أفادت مديرية تربية حلب في بيان توضيحي لها، أن الاعتداء على الطالبة تسنيم تم من طرف 9 طالبات، وذلك بسبب خلاف على الكرة أثناء درس الرياضة.

وبناء عليه، قالت في بيان لها إنه تم إنهاء تكليف مديرة المدرسة ومعاونتها وثلاث موجهات إداريات بالمدرسة بسبب الإهمال، وعدم متابعة الطالبات أثناء الانصراف، وعدم إعلام مديرية التربية، فيما تم إعلام القضاء المختص وقسم الشرطة المختص، حيث تم توقيف الطالبات التسع بإشراف القضاء أصولاً.

المساهمون