استمع إلى الملخص
بدأت في سبتمبر، تستهدف تلقيح 640 ألف طفل، وتأتي بعد تسجيل أول حالة منذ 25 عامًا، مع اتفاقات لهدن مؤقتة لتسهيل الحملة.
- **تنسيق الجهود الدولية والمحلية:**
بالتعاون مع "أونروا"، ومنظمة الصحة العالمية، و"يونيسف"، تم توفير مليون و600 ألف جرعة، وتشكيل لجان لتقييم المخاطر وتكثيف الرصد النشط.
- **التحديات والجهود المستمرة:**
رغم المعوقات، تعمل وزارة الصحة الفلسطينية لضمان نجاح الحملة، مع مناشدة المجتمع الدولي لتسهيل إيصال المستلزمات الطبية.
تتواصل حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في غزة، والتي بدأت في سبتمبر/ أيلول الجاري، ضمن المرحلة الأولى التي تستمر حتى الـ12 من سبتمبر، والتي من المقرر أن تتبعها المرحلة الثانية بعد أربعة أسابيع، والتي تهدف إلى تلقيح قرابة 640 ألف طفل في القطاع.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في الـ24 من الشهر الماضي، عن أول حالة مؤكدة أصيبت بشلل الأطفال بمدينة دير البلح، لرضيعة تبلغ من العمر عشرة أشهر، وذلك للمرة الأولى في القطاع منذ 25 عامًا، ما دفع المؤسسات الإغاثية والدولية لتكثيف جهودها من أجل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يقضي بتنفيذ هدن مؤقتة لتنفيذ حملة التطعيم.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، الجمعة الماضي، استعدادها لإطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بعدما أنهت فرز الطواقم الطبية اللازمة، وتحديد نقاط مراكز التطعيم، والانتهاء من عملية التدريب بالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وجميع المؤسسات المحلية والدولية.
ويقول مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة الفلسطينية، عفيف العطاونة، خلال حديث مع "العربي الجديد": "إنّ الوزارة في اليوم التالي من تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال عملت على تشكيل لجان متخصصة تهدف لتقييم الخطر من وجود حالة، وانبثقت لجنتان، الأولى فنّية، والأخرى تسييرية لمتابعة مخاطر انتشار الفيروس".
ويتابع: "لدينا لجنة استشارية خاصة بالتطعيمات، وخلال الأسبوعين الماضيين تركّز العمل مع اللجان لتقييم المخاطر، وجاءت التوصيات من اللجان المكوّنة من الخبراء الفلسطينيين، والتي تضم في عضويتها ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، ويونيسف، وخلصت إلى أن قطاع غزة بحاجة لإطلاق حملة وطنية ضد شلل الأطفال، كون وجود حالة واحدة من هذا الفيروس في أيّ مكان بالعالم يعني وجود وباء في المنطقة".
وعدا عن التوصية بإطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، أشارت اللجنة في توصياتها إلى ضرورة تكثيف عمليات الرصد النشط في قطاع غزة، أي متابعة سحب العينات من الصرف الصحي وفحصها لمتابعة تطور الفيروس ومدى انتشاره، وفور الإعلان عن الاتفاق على السماح بدخول التطعيمات، تبنّت الوزارة هذا القرار من خلال التواصل مع "يونيسف" والصحة العالمية التي كان لها الدور الأساسي في متابعة القضية، عبر "المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال" والتي تبنّت تزويد وزارة الصحة بالتطعيم عن طريق يونيسف وبعد توقيع وزير الصحة على الأوراق اللازمة لطلب الكميات التي يحتاجها القطاع.
مليون و600 ألف جرعة لمكافحة شلل الأطفال
عملت لجان وزارة الصحّة وفق منهج تحليل علمي بحسب ما يقوله العطاونة، مضيفًا: "حددنا الفئة المستهدفة عمريا، وعدد الأطفال الذين من المقرر أن يتلقوا التطعيم، وتبيّن لنا أننا بحاجة لمليون و600 ألف جرعة، والتي وصلت لنا عبر المؤسسات المتعاونة إغاثيًا، ثم أرسلنا بالتنسيق المشترك التطعيم إلى غزّة بواقع مليون و260 ألف جرعة بشكل مبدئي، وخلال الأسبوع الجاري سيتم تزويدهم بـ400 ألف جرعة إضافية".
وفي إجابة العطاونة عن سؤال "العربي الجديد" حول التنسيق مع وزارة الصحة في غزة، يقول: "هناك تنسيق كامل متكامل، ونعمل بشكل متوازٍ معهم بهذا الخصوص من الألف إلى الياء، ونتعامل كوزارة صحة فلسطينية واحدة موحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، دون تحديد من يتبع لمن، والطواقم الطبية من كل المؤسسات الصحية تعمل في القطاع لإنجاح حملة التطعيم".
وكانت صحيفة يسرائيل هيوم قالت إن طبيب الأطفال يوآف يحزقالي، والبروفيسور في علوم الأوبئة والأمراض سيشوم ليفي، وعددًا من منظمات الصحة، أرسلوا رسالة عاجلة إلى وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الصحة أورييل بوسو، يطلبون فيها وقف حملة التطعيم، ويحذرون من أن أنواع اللقاحات التي وصلت إلى غزة تشكل خطرًا حقيقيًا ومخاطرها كثيرة.
وردّ العطاونة، قائلًا: "نحن لا نتحدث عن تطعيمات صنعت في وزارة الصحة، بل تطعيمات مرجعيتها عالمية، وتم توزيعها سابقًا على أكثر من 40 دولة في العالم، بواقع مليار جرعة، عدا عن كون منظمة الصحة العالمية تتابع إنتاج التطعيم، فيما تتابع يونيسف نقله بين الدول، بمعنى أن مأمونية اللقاح عالية، وتم التأكد منها بعدما وصلتنا، والشائعات التي بثت حوله مغرضة".
ولفت العطاونة إلى أن الوزارة تسعى منذ الفترة التي سبقت الحرب، وبعدها إلى إيصال المستلزمات الطبية لرفد قطاع غزة بما يحتاجه صحّيًا. ويضيف: "حتى اللحظة نحن على استعداد بأن نرسل كل ما هو موجود لدينا في المخازن، والمستودعات المركزية للوزارة في محافظتي رام الله ونابلس، إلى قطاع غزة، غير أن معيقات إيصال المستلزمات أكبر من الجميع، ولا يوجد سماح حتى اللحظة بإيصالها (...) لذا نناشد المجتمع الدولي أن يكون وسيطًا بيننا وبين المؤسسات الصحية في غزة؛ لإيصال أجهزة ومعدات ومستلزمات وأدوية وحتى على مستوى الطواقم البشرية".
ويشير العطاونة إلى أن حملة التطعيم قائمة على مرحلتين، الأولى مستمرة حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، والثانية تبدأ بعدها بأربعة أسابيع، ثم نرجو أن تكون أوضاع الأطفال في القطاع قد باتت أفضل.
في هذه الأثناء، أعلن وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان، مساء أمس الثلاثاء، عن وصول 350 ألف جرعة إضافية من تطعيمات شلل الأطفال إلى قطاع غزة وتم حفظها في ثلاجات السلسلة الباردة في مخازن وزارة الصحة بدير البلح بالتنسيق مع يونيسف.
وقال وزير الصحة، إنّ هذه هي الدفعة الثانية من التطعيمات التي وصلت إلى قطاع غزة، ليصبح عدد الجرعات الواصلة نحو مليون وستمائة ألف جرعة، وهو ما يكفي لتطعيم كافة الأطفال من عمر يوم وحتى عشر سنوات بجرعتين من التطعيم. وأضاف أن طواقم وزارة الصحة تقوم بالتعاون مع طواقم منظمة الصحة العالمية وأونروا ويونيسف بحملة التطعيم منذ الأحد الماضي في محافظة دير البلح وستستمر في محافظة خانيونس والمناطق المجاورة، ومحافظة غزة والشمال. وجدّد وزير الصحة مناشدته للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية بزيادة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف العدوان وتسهيل مهمة الكوادر الصحية في قطاع غزة.