استمرار تداعيات اختطاف سائقين أردنيين من عصابة مسلحة في سورية

03 سبتمبر 2024
حاجز للنظام السوري في درعا، سبتمبر 2021 (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاصيل الاختطاف والمطالبة بالفدية**: اختُطف السائقان الأردنيان ماهر صوفي ومحمد عويضة في 26 أغسطس/آب، وطُلبت فدية 150 ألف دولار أميركي. شوهدت سيارتهما في بلدة "لبين" بحوزة عصابة رياض أبو سرحان.

- **نشاط العصابات في المنطقة**: عصابة رياض أبو سرحان، المتورطة في سرقة السيارات والاتجار بالمخدرات، تنشط بين درعا والسويداء، وتسيطر على خطوط التهريب. نوع السيارة المختطفة نادر في سورية، مما يزيد من احتمالية إخفائها.

- **ردود الفعل والتحقيقات**: أهالي المخطوفين استبعدوا تورط جهات أمنية، وأكدوا متابعة وزارة الخارجية الأردنية. موقع الراصد أشار إلى تورط عصابة من قرية الجسري، ومصدر في اللجاة أكد قدرة الأمن العسكري السوري على تحديد مكان الخاطفين.

تتواصل تداعيات اختطاف سائقين أردنيين في محافظة درعا جنوبي سورية، يوم 26 أغسطس/آب الماضي، لدى الرأي العام الأردني، معيدة طرح التساؤلات مجدداً حول ما تدعيه حكومة النظام السوري عن الاستقرار والسيطرة الأمنية على ما يُطلق عليها "مناطق حكم النظام"، كما أثارت الحادثة الجدل حول الاتفاقات السياسية والأمنية بين البلدين وما آلت إليه اتفاقات ضبط الحدود والمعابر وأمن وسلامة العابرين من الطرفين.

تفاصيل اختطاف سائقين أردنيين والمطالبة بفدية

فُقد السائقان الأردنيان وهما الشابان ماهر صوفي ومحمد عويضة، منذ يوم الأحد الماضي، عندما سافرا إلى سورية، لإيصال أمانات من العاصمة عمّان إلى دمشق، وعند عودتهما بحكم عملهما في شركة سفريات رافقهما ركاب، قبل أن يُفقد الاتصال بهما.

شقيق أحد السائقين ناشد عبر تسجيل مصور، بثه على حسابه في فيسبوك، أهالي محافظة درعا والسلطات السورية، لمعرفة مصير شقيقه وزميله، بعد انقطاع الاتصال بهما أثناء عبورهما بسيارتهما الخاصة، الأوتوستراد الدولي دمشق – عمّان بالقرب من جسر جباب، شمالي مدينة درعا.

وأشار المتحدث إلى أن الأخبار انقطعت عن المختطفين منذ 26 أغسطس/آب، حتى يوم 2 سبتمبر/أيلول، حيث كشفت عائلة محمود عويضة عن اتصال "واتساب" من أحد الخاطفين مع والدته عبر هاتفه الذي كان بحوزته يطالبها بفدية 150 ألف دولار أميركي، من دون أن توضح العائلة إن كان هذا المبلغ يشمل زميله ماهر الصوفي أو يخصه وحده.

مصدر خاص أكد لـ"العربي الجديد"، أن السيارة التي كان يستقلها الأردنيان من نوع "دودج درينغو"، لونها أبيض، شوهدت في بلدة "لبين" الواقعة في الريف الغربي لمحافظة السويداء بالقرب من بلدات محافظة درعا. وأضاف المصدر، أنها بحوزة عصابة خطف وتهريب وتجارة مسروقات يتزعمها المدعو" رياض أبو سرحان"، لتتقاطع هذه المعلومة مع ما نشره موقع" تجمع أبناء حوران" الذي أكد أن السيارة بيعت لـ"أبو سرحان" من قرية "لبين" في ريف السويداء الغربي.

وأوضح المصدر أن "أبو سرحان" يتزعم عصابة تقوم بأعمال سرقة السيارات وبيعها بين محافظتي السويداء ودرعا، بالإضافة لكل أعمال السطو والاتجار بالمخدرات، منذ بداية الحرب في سورية عام 2011، مؤكداً على متانة علاقاته مع الأجهزة الأمنية، وذلك ما يشهد به العديد من أهالي السويداء.

من جهته قال محمد النزال أحد سكان منطقة اللجاة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، لـ"العربي الجديد" إن عصابات الخطف والسرقة والاتجار بالبشر والمخدرات تنشط بين المحافظتين عبر خطوط تهريب، أهمها عصابة "رياض أبو سرحان"، وعصابات من قرى جدل والمسيكة، وصولاً إلى قرية جسري، وغالباً ما يتم بيع السيارات المسروقة من درعا في السويداء والعكس، عبر هذه العصابة المسيطرة وبالشراكة مع عصابات من درعا، على معظم البلدات الحدودية في منطقة اللجاة بين المحافظتين. وأضاف "من المعروف لدى جميع أبناء المحافظتين أن كل سيارة مسروقة تمر على عدد كبير من الحواجز الأمنية والعسكرية خلال نقلها من تاجر إلى آخر وقبل أن تتغير ملامحها وأرقامها لتصبح متداولة في السوق.

وأردف النزال، أن نوع هذه السيارة الأردنية نادر الوجود في سورية، لذلك لا يُمكن تداولها بسهولة، بسبب سرعة كشفها أينما وُجدت، وبالتالي سيتم إخفاؤها لحين الحصول على الفدية.

أما أهالي المخطوفين فقد استبعدوا خلال تصريحات سابقة، أن يكون قد تم اعتقال ابنيهما من قبل أي جهة أمنية أو عسكرية، موضحين عبر وسائل الإعلام الأردنية، أن وزارة الخارجية الأردنية تتابع مع السلطات السورية المختصة عمليات البحث عن المواطنين المفقودين.

من جهة أخرى، كشف موقع الراصد المحلي نقلاً عن مصادر محلية متقاطعة أن عصابة من قرية الجسري وراء عملية الخطف بهدف مقايضة الأردنيين بسجناء لدى السلطات الأردنية على خلفية قضايا تتعلق بالمخدرات، وأن طلب الفدية جاء بعد استحالة تنفيذ طلب العصابة. ويرى مصدر لـ"العربي الجديد" يقطن في منطقة اللجاة أن مسألة تحرير سائقين أردنيين بيد جهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري، فهو الذي يتحكم بالعصابات، وقادر على تحديد مكان الخاطفين بسهولة.

المساهمون