أصدرت الهيئة الطلابية المشتركة للكتل الطلابية بالداخل الفلسطيني، مساء أمس الأربعاء، نتائج استطلاع للرأي يخصّ الطلاب العرب بالجامعات الإسرائيلية، وذلك أياماً قليلة قبل افتتاح الموسم الجامعي بها (31 ديسمبر) بعد تأجيله بسبب الحرب المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ83.
يستهدف الاستطلاع الطلابي الذي أُجري في فترة الحرب جمهور الطلاب الفلسطينيين في المعاهد العليا بشكل خاص، إذ شارك فيه أكثر من 800 طالب عربي من مختلف الجامعات والكليات في البلاد ومن مختلف المناطق.
الحرب أثرت على الطلاب العرب نفسياً واقتصادياً
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن هناك صعوبات مادية ونفسية يعاني منها الطلاب الفلسطينيون في الداخل حيث عبّر أكثر من 90% منهم عن أن الحرب أثرت عليهم نفسيًا واقتصاديًا بشكل سلبي، كما أفاد 80% منهم بأنهم لا يشعرون بالأمان حتى في التجول في البلاد التي توجد بها الجامعات والكليات، وبنسب متشابهة أيضًا داخل الحرم الجامعي والمساكن الطلابية التابعة للجامعات والكليات.
وفي ما يتعلق بملاحقة الطلاب العرب، يفيد المستطلعون بنسبة تزيد عن 70% بأنهم مراقبون من طرف ما (مؤسسات يمينية، زملاء يهود، الجامعات) بكل ما ينشروه في شبكات التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بهم. كما يظهر الاستطلاع أن أكثر من 90% من الطلاب الفلسطينيين في الداخل يشعرون بأن الأجواء معادية للعرب بشكل عام وبنسبة تزيد عن 85% يشعرون بارتفاع ملموس بالتحريض والتعامل العنصري ضد طلبة فلسطينيي الداخل بشكل خاص، وهو ما يعبر عن شبه إجماع بينهم على أن الأجواء عدائية تجاههم وأن وتيرة العنصرية والتحريض عليهم في إسرائيل تصل إلى ذروتها في حالة الحرب التي نعيشها.
الحرب أظهرت تحيز الجامعات
ووفقاً للمصدر نفسه، في ما يخص مؤشر الثقة بالمؤسسات الأكاديمية والطلابية الرسمية من قبل الطلاب الفلسطينيين في الداخل، يقول المستطلعون بنسبة تزيد عن 64% إن الجامعات والكليات لم تكن منصفة في تعاملها مع الطلبة في فترة الحرب منذ بدايتها في السابع من أكتوبر الماضي، وبنسبة 76% عبروا عن عدم ثقتهم بإدارة الجامعة أو الكلية التي يدرسون فيها بأن تكون عنوانا لحمايتهم من أي اعتداء أو ملاحقة عنصرية قد يتعرضون لها، وأكدّوا بنسبة تجاوزت 91% أن النقابة الطلابية في إسرائيل لا تمثلهم.
أما المعطى الذي يجيب عن تخوفات الطلاب من العودة إلى مقاعد الدراسة في هذه الظروف، فقد عبر أكثر من 50% منهم عن أنهم فكروا أو يفكرون في تعليق أو ترك الدراسة جراء الخوف من الأوضاع الحالية في البلاد، وبنسبة تزيد عن 58% يفكرون بالقرار نفسه بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تسببت به الحرب.
وعقّبت الهيئة الطلابية المشتركة على نتائج الاستطلاع قائلة: "من الواضح أن النتائج التي يعكسها هذا الاستطلاع تعبر عن وضع مقلق جدًا يعيشه الطلاب العرب في المعاهد العليا الإسرائيلية، حيث شعورهم بالأمن والأمان يوجد في أدنى مستوياته وينعكس ذلك حتى على وجودهم داخل الحرم الجامعي والمساكن الطلابية والتنقل بينهم، وهذا ما يأتي بتأثير الجو العام العدائي لكل ما هو عربي وفلسطيني والتحريض المستمر من قبل القيادات السياسية والاستوديوهات الإعلامية الإسرائيلية، إضافة إلى تعامل الشرطة بكل تسامح مع الذين حاولوا الاعتداء على الطلاب العرب في نتانيا وعدم توقيف أي من المعتدين دون حسيب ورقيب".
موجة تحريض ضد الطلاب الفلسطينيين في الداخل منذ بداية الحرب
وأضافت الهيئة الطلابية أن "انعدام الثقة التي يعيشها الطلاب العرب في المعاهد العليا الإسرائيلية سواء بالمؤسسات التعليمية أو النقابة الطلابية الإسرائيلية يأتي نتيجة تواطؤ هذه المؤسسات الواضح مع موجة التحريض الكبيرة التي لاحقت الطلاب العرب منذ بداية الحرب، كما تم تحويل مئات الطلاب العرب إلى لجان الطاعة على مجرد منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي تعبّر عن موقف سياسي، بالإضافة إلى ملاحقة محاضرين والتحريض عليهم علنًا لتعبيرهم عن موقف سياسي يعارض الحرب الدموية الحاصلة، كما ساهمت النقابة الطلابية الإسرائيلية بالتحريض المباشر على الطلاب العرب من خلال ممثليها وصفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما يوضح فقدان الثقة التام بهذه النقابة".
وأضافت الهيئة الطلابية المشتركة في بيانها، أنها ستلحق هذا الاستطلاع بخطوات عملية على رأسها المرافعة الدولية أمام السفارات المختلفة والجامعات الشريكة للمؤسسات الإسرائيلية لزيادة الضغط عليهم في ما يتعلق بالطلاب العرب، كما سيتم التوجه لمجلس التعليم العالي ووزارة التعليم والجامعات والكليات المختلفة في البلاد لأخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار وتحميلهم مسؤولية هذه المعطيات المقلقة التي وصلنا إليها نتيجة نهج مسيء وعدائي انتهجته العديد من المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل تجاه الطلاب الفلسطينيين.
ورغم كل هذه المعطيات المقلقة، أكدت الهيئة أن "تكاتف طلابنا وعملهم الجماعي سيؤديان إلى تجاوز هذه الحملة والظروف التي تستهدفهم وتستهدف عموم الشعب الفلسطيني، وسيستمر الطلبة الفلسطينيون في الداخل في تحقيق نجاحات هامة على المستوى الأكاديمي والعلمي رغم كل العنصرية والتحريض المستمر، للانخراط في خدمة مجتمعهم وشعبهم والنهوض به".
ومن الجدير بالذكر أن هذا الاستطلاع أشرفت عليه الهيئة الطلابية كجزء من الهيئة العربية للطوارئ بواسطة 26 كتلة طلابية فاعلة فيها، وبالتعاون مع لجنة متابعة قضايا التعليم العربي ومختصين بعلم الإحصاء والاستطلاعات.