استئناف دراسة الثانوية العامة في غزة مع إجراءات احترازية مشدّدة

استأنف 36 ألف طالب وطالبة من طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة، اليوم السبت، عامهم الدراسي، بعد أن انقطعوا عن الدراسة منذ تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا داخل المجتمع في 24 آب/ أغسطس الماضي.

وشهد الدوام المدرسي اتباع الطلاب والطواقم التدريسية إجراءات احترازية مشدّدة، تمثّلت في فحص درجات الحرارة، وتسجيل جميع البيانات وارتداء الكمامات الطبية، بالإضافة إلى مواد التعقيم الخاصة بكل طالب وطالبة.

وتباعد الطلبة داخل الفصل الدراسي الواحد، إذ جلس كل طالب في مقعد دراسي مخصص له، في الوقت الذي لم تزد أعدادهم داخل الشعبة الدراسية الواحدة عن 25 شخصا، ضمن البروتوكول الذي وضعته وزارة الصحة لاستئناف العام الدراسي.

ووضعت إدارات المدارس لافتات وعبارات قرب الفصول الدراسية تدعو الطلبة لمراعاة التباعد الاجتماعي وعدم المصافحة وتعقيم الأيدي، والمحافظة على النظافة الشخصية وارتداء الكمامات الطبية لضمان عدم الإصابة بفيروس كورونا.

وسيكون الدوام المدرسي للطلبة جزئيا، بحيث يداوم كلّ طالب 3 أيام أسبوعياً، على أن تتم الاستعانة بالصفوف الافتراضية ووسائل التعليم الإلكتروني، في الوقت الذي تحضّر فيه الجهات الحكومية لإطلاق قناة رقمية تعليمية متخصّصة.

في الأثناء، تقول سهام حميد، مديرة مدرسة عوني الحرتاني الثانوية للبنات في بيت لاهيا شمالي القطاع، إنّ عملية استئناف العام الدراسي سبقتها تحضيرات لتهيئة الفصول الدراسية وتحضيرها وفقاً للبروتوكول الذي وضع من أجل عودة الطالبات إلى المدرسة.

وتوضح حميد، لـ"العربي الجديد"، أنّ المدرسة ستقوم بتسجيل درجة حرارة الطالبات يومياً، والتأكّد من ارتدائهنّ للكمامات الطبية، إلى جانب تقسيمهن إلى شعبتين بحيث تداوم كل شعبة ثلاثة أيام، بواقع 50% من الدوام المدرسي.

وتشير إلى أنّ الطالبات اللواتي استأنفن الدوام المدرسي، جرى تقسيمهن إلى مجموعتين بواقع 127 طالبة في كل مجموعة، على أن يتم تعزيز الدوام المدرسي بالأعمال والتكليفات والصفوف الافتراضية من خلال التعليم عن بُعد.

ومنعت الجهات الحكومية عودة الدوام المدرسي في المناطق المصنّفة بأنها حمراء، إذ اقتصرت عودة الطلبة والمدارس على المناطق الآمنة في المرحلة الحالية، منعاً لانتشار فيروس كورونا وتفشيه بصورة أكبر في القطاع.

إلى ذلك، يقول مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم في غزة، محمود مطر، إنّ الخطة التي وضعت تعتمد على عودة المدارس بشكل تدريجي، وعلى ثلاث مراحل، من دون تحديد مواعيد محدّدة لعودة كلّ مرحلة من المراحل.

ويوضح مطر لـ"العربي الجديد" أنّ البداية كانت باستئناف دوام طلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، على أن تكون المرحلة الثانية هي عودة الطلبة من الفصول الدراسية من السابع حتى الحادي عشر، ثم المرحلة الثالثة وهي عودة طلبة المرحلة الأساسية من الأول حتى السادس.

ويشير المسؤول في وزارة التربية والتعليم إلى أنّ عودة بقية المراحل مرتبطة بشروط عدّة، أبرزها نجاح تجربة المرحلة الحالية، للانتقال للمرحلة الثانية، ثم نجاح المرحلة الثانية تمهيداً للمرحلة الثالثة وضمان عدم تسجيل إصابات.

ووفقاً لمطر فإنّ الدوام سيكون جزئياً في المدارس، بحيث لا يزيد عدد الطلبة في الشعبة الدراسية الواحدة عن 25 طالبا أو طالبة، مع مراعاة الإجراءات الصحية والبروتوكول الذي وضعته وزارة الصحة لاستئناف العام الدراسي.

ويبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية 292 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 287 ألف طالب وطالبة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدا عن 60 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة، بواقع إجمالي يقدّر بـ600 ألف طالب وطالبة في القطاع.