سجلت مدينة عفرين الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، الجمعة، واقعة انتحار جديدة لطفل يبلغ عمره 15 سنة، وذلك بعد بضعة أيام على انتحار طفلة تبلغ من العمر 13 سنة في ريف إدلب، ليرتفع عدد حالات الانتحار منذ بداية العام إلى نحو 40، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الطفل انتحر بتناول حبة سامة لأسباب لا تزال مجهولة، في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب.
وسجلت بلدة كفر جالس الواقعة غرب مدينة إدلب، الثلاثاء الماضي، انتحار طفلة تبلغ من العمر 13 سنة، وبنفس الطريقة في منزل عائلتها، وقالت وسائل إعلام محلية إن "الأسباب التي دفعت الطفلة للانتحار هي الضغوط التي تعرضت لها من قبل ذويها بسبب سوء علاماتها الدراسية، وتهديدها بإخراجها من المدرسة".
وقال مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن "مناطق سيطرة المعارضة سجلت منذ مطلع العام الحالي 39 محاولة انتحار، وإن 31 منها أدت إلى الوفاة، وهي موزعة على 11 طفلاً، و11 امرأة، و9 رجال، ومحاولات الانتحار الفاشلة كان من بينها 5 سيدات. بينما في العام الماضي سجلت مناطق المعارضة السورية 19 حالة انتحار فقط، عدد منها في مخيمات النزوح".
وأشار فريق "منسقو استجابة سورية" في آخر تقريرٍ له حول حوادث الانتحار قبل نحو شهر إلى أن "معظم من يحاولون الانتحار من النساء واليافعين"، وأن الأسباب تدور حول عدم وجود من يساعدهم على تخطي الصعوبات والضغوط المختلفة التي تواجههم، مناشداً "المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة مساندة المدنيين والنازحين، وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، والتهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية".
وطالب الفريق "المنظمات الإنسانية بتفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات انتحار محتملة، وذلك بغية منع المجتمع المحلي من الانزلاق إلى مشكلات جديدة تضاف إلى قائمة طويلة من المشكلات التي يعاني منها السكان في المنطقة".
وسجلت مناطق سيطرة النظام السوري منذ مطلع العام الجاري 64 حالة انتحار، 14 حالة منها في مدينة حلب، وأكد رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة للنظام زاهر حجو أن مناطق سيطرة الحكومة السورية سجلت 124 حالة انتحار في عام 2019، و197 في عام 2020، و166 حالة انتحار خلال عام 2021.