ارتفاع معدلات سوء التغذية شرق سورية

25 ابريل 2022
يؤثر سوء التغذية على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات تحديدا (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة في مناطق عديدة شمال شرق سورية، التي تسيطر عليها مليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وتؤثر بشكل خاص على صحة الأطفال والحوامل والمرضعات وذوي الأمراض المزمنة والأعصاب.

ودفعت الكثير من العوامل بمعدلات سوء التغذية إلى الارتفاع في مناطق شمال شرق سورية، منها ما يتعلق بالخدمات الصحية، ومنها ما يرتبط بالبنى التحتية، خاصة مياه الشرب، فضلا عن تراجع دور المنظمات الإنسانية في منح المساعدات الإنسانية التي تسد قسطاً من حاجة العائلات للغذاء.

ووفق أخصائي الأمراض النسائية والأطفال، الطبيب رضوان محمد، فإنّ "سوء التغذية له مسببات خارجية وداخلية تتعلق بنوعية الطعام وكميته، وعدم حصول الجسم على كفايته من المواد الغذائية والعناصر الضرورية للنمو ومناعة الجسم".

وتابع رضوان محمد: "كما أنّ نقص وصول الغذاء للجسم، بسبب صعوبة الامتصاص في المعدة، خاصة عند الأطفال، يضاعف المشاكل، فالجسم لا يمتص المواد الكافية، وقد يسجّل تعفنات معوية أو أمراضا مزمنة لدى المرضى الذين لا يمتص جسمهم المكونات الكافية والمستقبلات المسؤولة عن تحويل الغذاء للطاقة أو تثبيتها". 

ويوصي الطبيب بتزويد الجسم بالمواد الضرورية من نشويات ودهون وبروتينات، مشددا على ضرورة تغذية الإنسان بالأطعمة التي تحتوي على المكونات الغذائية الغنية بهذه المكونات.

دفعت الكثير من العوامل بمعدلات سوء التغذية للارتفاع في مناطق شمال شرق سورية، منها ما يتعلق بالخدمات الصحية، ومنها ما يرتبط بالبنى التحتية، خاصة مياه الشرب

وتابع: "يؤثر سوء التغذية على الأطفال ونموهم الطبيعي وعلى الحوامل والمرضعات بشكل بالغ، وقد يحتاج المرضى إلى تثبيت الطعام، ويجب تعويض النقص بالمكملات الغذائية، حسب العنصر الناقص في الجسم والكالسيوم والحديد والفوليك ومجموعة فيتامينات "ب"، وأخذها بشكل روتيني".

وتحدّث منسّق شؤون الإغاثة للأمم المتحدة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، في فبراير/شباط 2021، خلال إحاطة له في مجلس الأمن الدولي، عن أرقام مقلقة تخص أزمة الغذاء في سورية، موضحا أن 12 مليون سوري لا يحصلون على غذاء منتظم، بينما يعاني قرابة النصف مليون طفل من التقزم، الأمر الذي "سيؤثر عليهم مدى الحياة في النمو والتعليم".

العليان، أب لثلاثة أطفال يقيم في مدينة القامشلي، أوضح في حديثه لـ"العربي الجديد" أن ابنته الكبرى ستتم بعد ثلاثة أشهر عامها السابع. وقال: "ولدت بوزن  يقارب النصف كيلوغرام، وأخبروني أنها تعاني من سوء التغذية، واليوم لا زالت نحيفة للغاية. راجعت طبيباً في السابق فيما يخص تغذيتها وأجرينا لها بعض التحاليل الطبية. تتحسن صحتها في بعض الأحيان وتتراجع فورا في حالة المرض".

وكشفت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة "يونسيف"، في تقرير صدر عنها الأحد، عن ارتفاع معدلات سوء التغذية في محافظة الحسكة خلال يونيو/حزيران 2021، بالتزامن مع نقص المياه الصالحة للشرب، وارتفاع درجات الحرارة، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية.

وبيّن التقرير أن هناك ارتفاعاً في معدلات سوء التغذية في مدينة الشدادي، بسبب غياب المرافق الصحية، ونقص وسائل النقل التي تربط المدينة بالحسكة، حيث توجد معظم الخدمات الصحية.

ولاحظ التقرير ارتفاع معدل سوء التغذية في محافظة الرقة خلال عام 2021، لأسباب منها انتشار وباء كورونا وما رافقه من إجراءات، بالإضافة إلى أزمة المياه، فضلا عن انعدام الخدمات.

وتفاقمت حالات انعدام الأمن الغذائي في مخيم الهول للنازحين، وسط استمرار العجز عن تقديم المساعدات الإنسانية لأسباب، أبرزها وباء كورونا والأوضاع الأمنية، وفق التقرير.

كما خلصت دراسة أجريت على 552 من الأسر النازحة في مخيم العريشة، جنوبي الحسكة، إلى أن 90 في المائة من الأسر تعتمد على الأطعمة النشوية في غذائها، ولا تستطيع تأمين أنواع أخرى من الأغذية، كما أن 67 في المائة من النساء يرضعن أطفالهن مرة واحدة فقط كل 24 ساعة.

وأشار التقرير إلى أن "يونيسف" وصلت إلى 336 ألف طفل بخدمات التغذية الوقائية والعلاجية في محافظتي الحسكة والرقة، مقارنة بـ339 ألف طفل خلال 2020، ويتوقع أن يرتفع عدد الأطفال الذين يحصلون على المساعدات خلال 2022 إلى 377 ألف طفل.

المساهمون