ارتفاع حاد في عدد ضحايا الألغام المضادة للأفراد في العالم

14 نوفمبر 2023
خلال عملية إزالة ألغام في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

ارتفع عدد ضحايا الألغام المضادة للأفراد بنسبة تزيد عن 50 في المائة في العام الماضي، ويعود ذلك خصوصاً إلى استخدامها في ميانمار وفي أعقاب الحرب الروسية-الأوكرانية، بحسب ما ذكره مرصد الألغام الأرضية في تقريره السنوي اليوم الثلاثاء.

يشير التقرير الذي يُعَدّ أساساً للعمل المنتظم للدول الـ 164 الموقّعة على اتفاقية أوتاوا (1997) الخاصة بحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، إلى أنّه في فترة التوثيق (عام 2022 والنصف الأول من عام 2023)، استُخدمت هذه المتفجّرات من قبل أوكرانيا، وهي دولة موقّعة على المعاهدة، وميانمار وروسيا اللتَين لم تنضمّا إليها.

وفي هذا العام، أدرج المرصد أرمينيا في قائمته للدول المصنّعة للألغام المضادة للأفراد، ليرتفع العدد إلى 12 دولة (من بينها الصين وروسيا)، علماً أن أيّا منها لم توقّع على اتفاقية أوتاوا.

وقد قُتل أو أصيب 4710 أشخاص من جرّاء الألغام ومخلّفات الحرب في 49 دولة وإقليمَين آخرَين في العام الماضي، بحسب التقرير.

لكنّ مارك هيزناي، أحد معدي التقرير، أشار في مؤتمر صحافي إلى "ثغرات كبيرة" تخلّلت جمع البيانات المتعلقة بأفغانستان.

وأوضح لوران بيرسي، خبير آخر شارك في التقرير، لوكالة فرانس برس أنّ عدد الأشخاص الذين قُتلوا أو أصيبوا بسبب الألغام "ارتفع بما يزيد عن 50 في المائة بقليل".

أضاف أنّ "هذه الزيادة في عدد ضحايا الألغام المضادة للأفراد تعود بصورة رئيسية إلى استخدام الألغام في ميانمار".

ولم يتمّ بعد تصنيف البيانات الخاصة بأوكرانيا بما يكفي لتمييز ضحايا الألغام الأرضية عن ضحايا الذخائر الأخرى بسبب الوضع المعقد للنزاع الدائر هناك، لكنّ بيرسي أكّد تسجيل "زيادة هائلة في عدد الضحايا في أوكرانيا" مهما كان نوع المتفجّرات.

يُذكر أنّ الألغام المضادة للأفراد تستمرّ في قتل الناس وتشويههم حتى بعد انتهاء النزاعات بمدّة طويلة. وهي تُفعّل ذاتياً عندما يقترب منها شخص أو يلمسها.

وتنتشر الألغام المضادة للأفراد في 60 دولة ومنطقة، من ضمنها 33 دولة تعهّدت بإزالتها، بحسب التقرير.

وللعام الثالث على التوالي، سجّلت سورية، وهي ليست من الدول الموقّعة على معاهدة الحظر، أكبر عدد من الضحايا الجدد، مع 834 ضحية ألغام مضادة للأفراد أو مخلفات حربية قابلة للانفجار.

تلتها أوكرانيا مع 608 ضحايا جدد، علماً أنّ عدد الضحايا المدنيين ارتفع فيها عشرة أضعاف مقارنة بعام 2021.

ثمّ يحلّ اليمن وميانمار مع أكثر من 500 ضحية جديدة في الام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ "روسيا استخدمت الألغام المضادة للأفراد على نطاق واسع في أوكرانيا منذ هجومها في فبراير/ شباط 2022".

وأشار هيزناي إلى أنّ ثمّة "أدلة ذات مصداقية تبيّن أنّ الجيش الأوكراني استخدم الألغام المضادة للأفراد في انتهاك للمعاهدة في مدينة إيزيوم وحولها في العام 2022، عندما كانت روسيا تسيطر على المدينة".

من جهتها، أوضحت كاترين أتكينز، خبيرة شاركت في التقرير، أنّ أوكرانيا طلبت في مارس/ آذار الماضي تمديد الموعد النهائي لإزالة الألغام لمدّة عشرة أعوام. وسوف يُنظر في هذا الطلب خلال الاجتماع الحادي والعشرين للدول الأطراف في المعاهدة الذي سوف يُعقَد في مقرّ الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية ما بين 20 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

والدول ليست الوحيدة التي تستخدم هذا السلاح الفتاك. فقد لجأت مجموعات مسلحة غير حكومية إلى الألغام المضادة للأفراد في خمس دول على أقلّ تقدير في الفترة المذكورة، وذلك في كولومبيا والهند وميانمار وتايلاند وتونس، بحسب المرصد.

(فرانس برس)

المساهمون