ارتفاع التكلفة وضعف الفعالية يعوقان انتشار علاجات كوفيد-19

30 ابريل 2022
تكلفة علاج فايزر الجديد باهظة (تويتر)
+ الخط -

باتت العديد من وسائل العلاج الخاصة بكوفيد-19 متوافرة، لكن الفترات الزمنية الضيقة لتناولها، وانعدام المساواة في الوصول إليها، إضافة إلى ضعف فعاليتها في مواجهة المتحورات الجديدة، تحد من قدرتها على القضاء على الوباء.

الأسبوع الماضي، أوصت منظمة الصحة العالمية "بشدة" بعقار "باكسلوفيد" المضاد للفيروسات من إنتاج شركة "فايزر" أمام عقارات منافسة مثل "مولنوبيرافير" من تصنيع "ميرك"، واستندت التوصية إلى تجارب جديدة أظهرت أن "باكسلوفيد" قلل من مخاطر دخول المستشفى بنسبة 85 في المائة، بينما أثبت "مولنوبيرافير" أنه أقل فعالية بشكل ملحوظ.

تعمل العقاقير التي تثبط قدرة الفيروس على التكاثر في خلايا الجسم على علاج العدوى في مراحلها المبكرة، وتقلل شدة الأعراض ومدتها، وحتى الصين التي رفضت اللقاحات الأجنبية، وافقت بشروط على باكسلوفيد في فبراير/شباط، فيما تأمل "فايزر" أن تنتج أكثر من 120 مليون جرعة خلال هذا العام.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الأسبوع، إنها ستضاعف عدد المراكز التي يمكن عبرها للأميركيين الحصول على العقار الذي سيخصص لمرضى معرضين للخطر. وتتناول نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي ثبتت إصابتها، الثلاثاء، عقار باكسلوفيد.

لكن حتى مع تعزيز وتيرة الإنتاج، لم يتم وصف العقار بكميات كبيرة في العديد من الدول. في فرنسا، حيث يعد باكسلوفيد مضاد الفيروسات الوحيد الذي نال موافقة السلطات، فإن 3500 علاج فقط أعطيت من بين 100 ألف علاج وزعت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

وقال مدير معهد الصحة العامة بجامعة جنيف، أنطوان فلاهو، إن علاجات كوفيد-19 "أساسية" لإنقاذ الأرواح وخفض الضغط على المستشفيات، موضحا أن "هذه العقاقير الفعالة لم تُستخدم بشكل كاف، وهو ما تكشفه أعداد الوفيات التي لا تزال تسجل. لا تزال العقبة الرئيسية لوجستية".

ويتعين بدء العلاج بباكسلوفيد بعد خمسة أيام من ظهور الأعراض، وهي فترة زمنية قصيرة يجب أن تسير فيها الأمور بشكل سلس.

وقال فلاهو: "على الناس التفكير في إجراء فحص (بي سي آر) في حال ظهور أعراض، أو مخالطة شخص يعتقد أنه مصاب، وعلى الطبيب أن يصف الدواء المناسب، وعلى الصيدلية أن توفره خلال الفترة الزمنية القصيرة الضرورية".

وينبغي عدم إعطاء مضادات الفيروسات لمرضى يتناولون أدوية أخرى لأنها يمكن أن تحد من امتصاص الجسم لها.

ضعف الفعالية يعوق انتشار 4 عقارات متاحة لعلاج كوفيد-19

يمكن استخدام الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة، التي تستهدف الشوكة البروتينية لفيروس كورونا، إما كإجراء وقائي للأشخاص غير المحصنين المعرضين للخطر، أو لمرضى في المستشفيات يحتاجون إلى دفعة من الأجسام المضادة، وثبت أنها تقلل من خطر الاستشفاء والوفاة بنسبة تصل إلى 80 في المائة، ولكن يجب أن تُعطى من طريق الحقن، أو إدخالها في الوريد في المستشفى.

وتشمل العلاجات الرئيسية بالأجسام المضادة عقار "إيفوشلد" من تصنيع أسترازينيكا، و"رونابريف" من تصنيع "روش"، و"كيسفودي" من تصنيع غلاكسو سميث كلاين وفير. غير أن تلك العلاجات تتطلب أيضا مهلة زمنية قصيرة، وتواجه صعوبة في مواكبة المتحورات الجديدة.

وقال فلاهو إن "الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة التي كانت فعالة ضد المتحورة دلتا لم تعد فعالة ضد أوميكرون بي إيه.1، والأجسام المضادة التي ظلت فعالة ضد بي إي.1 لم تعد فعالة ضد بي إيه.2. من النادر في الطب أن تتطور المعرفة بمثل هذه الوتيرة، وكل ذلك يعقد وصف تلك الأدوية".

تخلت العديد من البلدان بشكل أساسي عن "رونابريف" بسبب فقدان الفعالية ضد أوميكرون. والجمعة، قالت السلطات الصحية الفرنسية إنها لن تسمح باستخدام العقار "كسيفودي" للمرضى المصابين بالمتحورة بي إيه.2 بسبب فعالية الدواء المنخفضة بشكل كبير.

في تلك الأثناء ضاعفت الولايات المتحدة الجرعة الموصى بها من "إيفوشيلد" للرد على ضعف فاعليتها.

كما كانت الحال بالنسبة للقاحات المضادة لكوفيد-19، حظيت البلدان الغنية بفرص أكبر في الوصول إلى العلاجات مقارنة بالدول الفقيرة، وأثار عدم المساواة مرة أخرى نقاشًا حول رفع التنازل عن حقوق الملكية الفكرية، وهذه المرة مع إحراز مزيد من التقدم.

العام الماضي وافقت شركتا "فايزر" و"ميرك" على السماح لبعض الشركات المصنعة لتركيبات الأدوية، بتصنيع أدوية أرخص ثمنا، بموجب برنامج تدعمه الأمم المتحدة. ووقعت "فايزر" اتفاقا الشهر الماضي، مع 35 شركة لتصنيع تركيبات الأدوية في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية لإرسال "باكسلوفيد" إلى 95 دولة.

لكن منظمة الصحة العالمية دعت فايزر الأسبوع الماضي، إلى بذل مزيد من الجهود، قائلة إنها "قلقة للغاية" من أنه في ما يتعلق بالعلاجات، فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط "ستدفع مرة أخرى إلى أسفل قائمة الانتظار".

كما دعت المنظمة شركة فايزر إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن الأسعار، وسط تقارير عن أن تكلفة العلاج الكامل بعقار باكسلوفيد تصل إلى 530 دولارًا في الولايات المتحدة.

(فرانس برس)

المساهمون