احتجاجات جامعات أميركا متواصلة وسط تنديد بقمع الشرطة

27 ابريل 2024
طلاب من جامعة نيويورك يشاركون في احتجاج داعم للفلسطينيين، في 26 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الطلاب في جامعات أمريكا يواصلون الاحتجاجات ضد استدعاء الجامعات لقوات الشرطة لتفريقهم، مما أدى إلى اشتباكات واعتقالات، وتبرز جامعة كولومبيا في مفاوضات مع الطلاب المعتصمين دعمًا للفلسطينيين.
- الاحتجاجات تشمل مطالب بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل وتواجه اتهامات بمعاداة السامية، مما يعقد النقاش حول حرية التعبير والنشاط الطلابي.
- إدارات الجامعات تحت ضغط متزايد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مع تصويتات بحجب الثقة وتحديات في إدارة الاحتجاجات مع اقتراب موسم التخرج.

تتواصل احتجاجات جامعات أميركا، مع تمسّك الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والذين اشتبك بعضهم مع شرطة مكافحة الشغب، بموقفهم، اليوم السبت، وتعهّدوا بمواصلة تظاهراتهم، رغم إدانة العديد من أعضاء هيئات التدريس رؤساء الجامعات الذين استدعوا قوات إنفاذ القانون لإبعاد المتظاهرين. 

في الوقت الذي تواصل فيه جامعة كولومبيا المفاوضات مع الطلاب المعتصمين في مخيم طلابي مؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة نيويورك، أصدر مجلس الشيوخ في الجامعة قرارا، يوم الجمعة، بإنشاء فريق عمل لمراجعة قيادة الإدارة، التي استدعت الشرطة الأسبوع الماضي، في محاولة لإزالة مخيم الاحتجاج، ما أدى إلى اشتباكات واعتقال أكثر من 100 شخص، في أهم تصعيد شهدته احتجاجات جامعات أميركا حتى الآن.

وعلى الرغم من وضع الجامعة موعداً نهائياً لإزالة المخيم، إلا أن الجامعة أرسلت بريدا إلكترونيا إلى الطلاب، ليلة الجمعة، قائلة إن إعادة الشرطة "في هذا الوقت" ستكون لها نتائج عكسية، مضيفة أنهم يأملون أن تظهر المفاوضات مؤشرا على تقدم "ملموس الليلة".

ومع تزايد عدد شهداء الحرب في غزة، تطالب احتجاجات جامعات أميركا بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل وسحب استثماراتها من الشركات، التي يقولون إنها تساعد في استمرار حرب الإبادة. في الوقت ذاته، قال بعض الطلاب اليهود إن الاحتجاجات انحرفت إلى "معاداة السامية" وجعلتهم يخشون دخول الحرم الجامعي، في خلط بين مضمون احتجاجات جامعات أميركا المناهض لحرب الإبادة في غزة والتحريض على اليهود.

دفعت قرارات استدعاء قوات إنفاذ القانون، التي أدت إلى مئات الاعتقالات في جميع أنحاء البلاد، أعضاء هيئة التدريس في جامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس إلى بدء أو تمرير تصويتات بحجب الثقة عن قياداتهم، والتي تشكل توبيخا رمزيا إلى حد كبير، من دون أن تكون لها القدرة على عزل رؤسائها. لكن التوترات تزيد الضغط على مسؤولي الجامعات، الذين يسعون بالفعل إلى فض معظم تجمعات احتجاجات جامعات أميركا مع اقتراب احتفالات التخرج في مايو/أيار.

أعطت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، هومبولت، المتظاهرين الذين تحصّنوا داخل المبنى منذ يوم الاثنين حتى الساعة الخامسة مساء الجمعة للمغادرة أو القبض عليهم على الفور. جاء الموعد النهائي وانتهى ولم يغادر سوى بعض المتظاهرين، وتضاعف عدد الطلاب. وبعد أن تصدى المتظاهرون للشرطة في وقت سابق من الأسبوع، تم إغلاق الحرم الجامعي لبقية الفصل الدراسي.

في كولورادو، داهمت الشرطة مخيما يوم الجمعة في حرم أوراريا الجامعي في دنفر، الذي يضم ثلاث جامعات وكليات، واعتقلت حوالي 40 متظاهرا بتهم التعدي على ممتلكات الغير، وهي اتهامات تسعى إلى تعطيل مد احتجاجات جامعات أميركا، ورغم ذلك عمت مجمل الولايات المتحدة الأميركية.

وقال الطلاب الذين يمثلون مخيم كولومبيا، الذي ألهم موجة احتجاجات جامعات أميركا، يوم الجمعة: إنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الإدارة ويعتزمون مواصلة احتجاجهم. بعد اجتماعات يومي الخميس والجمعة، قال المفاوضون الطلاب إن الجامعة لم تلب مطلبهم الأساسي بسحب الاستثمارات، على الرغم من إحراز تقدم في الدفع نحو إفصاحات مالية أكثر شفافية.

قال جوناثان بن مناحيم، طالب الدكتوراه في السنة الرابعة: "لن يهدأ لنا بال حتى تسحب كولومبيا استثماراتها". فيما أفادت رئاسة الجامعة في رسالة إلى طلاب كولومبيا ليلة الجمعة، "إننا ندعم المحادثات الجارية مع قادة الطلاب في المخيم".

من جهتها، واجهت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت مينوش شفيق، انتقادات واسعة من أعضاء هيئة التدريس يوم الجمعة، لكنها لا تزال تحتفظ بدعم مجلس أمناء الجامعة. وكشف تقرير صادر عن اللجنة التنفيذية لمجلس الشيوخ في الجامعة، التي تمثل أعضاء هيئة التدريس، أن شفيق وإدارتها اتخذتا "العديد من الإجراءات والقرارات التي أضرت بجامعة كولومبيا". وشملت تلك الإجراءات استدعاء الشرطة، والسماح باعتقال الطلاب من دون استشارة أعضاء هيئة التدريس، وتحريف وتعليق مجموعات الاحتجاج الطلابية، وتوظيف محققين خاصين.

قال إيجي يوماوساك، أستاذ الفلسفة الذي كان عضوا في فريق هيئة التدريس التي تحمي المخيم: "لقد فقدت هيئة التدريس الثقة تمامًا في قدرة شفيق على قيادة هذه المؤسسة". وردا على ذلك، أفاد المتحدث باسم الجامعة بن تشانغ في المساء: "نحن ملتزمون بالحوار المستمر، ونقدّر المشاركة البناءة لمجلس الشيوخ في إيجاد طريق للمضي قدما".

تراجع المتظاهر في جامعة كولومبيا، خيماني جيمس، يوم الجمعة أيضا، عن التعليقات التي أدلى بها في مقطع فيديو عبر الإنترنت في يناير/كانون الثاني والذي حظي باهتمام جديد مؤخرا. قال جيمس في الفيديو إن "الصهاينة لا يستحقون الحياة"، ويجب أن يشعر الناس بالامتنان لأن جيمس لم يقتلهم. أوضح جيمس في بيان: "ما قلته كان خطأ. يستحق كل فرد في مجتمعنا أن يشعر بالأمان من دون أي مؤهلات". جيمس، الذي عمل كمتحدث باسم المخيم المؤيد للفلسطينيين كعضو في جامعة كولومبيا لإلغاء الفصل العنصري، تم منعه من دخول الحرم الجامعي يوم الجمعة، وفقا لمتحدث باسم جامعة كولومبيا. وقال منظمو الاحتجاج إن تعليقات جيمس لا تعكس قيمهم. ورفضوا وصف مستوى مشاركة جيمس في المظاهرة.

اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين يوم الخميس في جامعة إنديانا، بلومنغتون، حيث ألقت القبض على 34 شخصا؛ وجامعة ولاية أوهايو، حيث تم اعتقال نحو 36 شخصا؛ وفي جامعة كونيتيكت حيث تم القبض على شخص واحد.

ألغت جامعة جنوب كاليفورنيا حفل التخرج الذي كان مقررا في 10 مايو/أيار، الخميس، بعد يوم من اعتقال أكثر من 90 متظاهرا في الحرم الجامعي. وقالت الجامعة إنها ستستمر في استضافة العشرات من فعاليات التخرج، بما في ذلك جميع الاحتفالات الجامعية الفردية التقليدية. أما الجامعات التي بدأ فيها أعضاء هيئة التدريس أو أقروا تصويتا بحجب الثقة عن رؤسائهم تشمل كال بولي هومبولت، وجامعة تكساس في أوستن، وجامعة إيموري.

 

(أسوشييتد برس)

المساهمون