أخرجت السلطات الإيرانية المزيد من الجثث من تحت الأنقاض في اليوم الثامن على انهيار برج "متروبل" التجاري في مدينة عبادان (جنوب غرب)، ليرتفع عدد الضحايا إلى 32 شخصا، وسط حديث عن بقاء نحو 40 شخصا تحت الأنقاض.
بموازاة ذلك، دفعت الكارثة، والانتقادات والاحتجاجات التي أعقبتها ضد الفساد في قطاع البناء، السلطات الإيرانية إلى البحث عن المباني المتهالكة في عموم البلاد، وخاصة في العاصمة طهران، ومطالبة أصحابها ببدء إجراءات لتحصينها.
وأعلن رئيس محافظة خوزستان صادق خليليان، في تصريحات للتلفزيون الإيراني الإثنين، ارتفاع عدد قتلى الحادث إلى 32 شخصا، مؤكدا أنه بعد "إحضار معدات ثقيلة إلى مكان الحادث، فإن عمليات إزالة الركام تسارعت. 37 مواطنا آخرون أصيبوا، لكن اثنين فقط يتلقيان العلاج في المستشفى، والبقية بصحة جيدة، وعمليات البحث ستتواصل حتى الوصول إلى آخر جثة".
وكشف رئيس نادي نقابة عمال البناء، أكبر شوكت، الإثنين، أن 14 عاملا توفوا خلال الحادث، وأنه "لا توجد بعد أرقام دقيقة بشأن عدد الوفيات لأن هناك عدد آخر تحت الأنقاض".
في غضون ذلك، شهدت مراسم الحداد على الضحايا في مدينة عبادان، مساء الأحد، دخول عشائر عربية إلى المدينة للمشاركة، وتخللتها اتهامات للسلطات بالتسبب في الحادث، وأوردت وكالة "فارس" الإيرانية أن محتجين قطعوا كلمة رجل الدين محسن حيدري آل كثير، مشيرة إلى أن الشرطة طلبت من الناس مغادرة المكان للحفاظ على الأمن.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن الحاضرين عبروا عن احتجاجهم من خلال "التصفير والتصفيق، ومحاولة التعدي على كاميرا التلفزيون الإيراني"، قبل قيام الشرطة بتفريق المحتجين بعد انتهاء مراسم الحداد الحكومي.
وشهدت الأيام الماضية تجمعات احتجاجية في مدن إيرانية، شملت هتافات ضد المسؤولين، ودعوات لمحاكمة المتسببين بالحادث، وتظهر مقاطع فيديو متداولة أن بعض الاحتجاجات سجلت إطلاق الشرطة القنابل المسيلة للدموع.
وأعلنت الحكومة الإيرانية، الأحد، حدادا عاما على أرواح الضحايا، وتضامنا مع أسرهم، وأمام غضب الشارع والمخاوف من تكرار حوادث مشابهة، أصدرت الحكومة تعليمات بإجراء مسح بشأن المباني غير الآمنة، والبدء بتحصين المباني المتهالكة.
آلاف المباني المتهالكة بحاجة إلى صيانة في طهران
وحسب البيانات الرسمية، يوجد نحو 34 ألف مبنى غير آمن في العاصمة طهران، من بينها 9600 مبنى بحاجة إلى تحصين عاجل، و129 مبنى في "أوضاع خطيرة للغاية".
وهدد مجلس بلدية طهران بقطع المياه والكهرباء عن المباني المتهالكة التي تمتنع عن إجراء التحصينات اللازمة، معلنا أنه أرسل إنذارا إلى المباني الـ129 المعرضة للخطر، وتوقع عضو مجلس بلدية طهران، مهدي بابائي، إجراء التحصينات اللازمة لتقويم تلك المباني المتهالكة في غضون 6 أشهر.
إلى ذلك، توعد رئيس منظمة إطفاء الحريق في طهران، قدرت الله محمدي، بالكشف عن أسماء المباني التالفة، قائلا إن مالكي المباني الـ129 غير الآمنة "ليسوا إلا تجار موت".
وأعلنت مؤسسة "المستضعفين" أنها ستخلي مبنى "ألومينيوم" في طهران بشكل مؤقت لكونه غير آمن، والقيام بإجراءات لتحصينه في أسرع وقت ممكن.
والإثنين الماضي، انهار جزء من برج "متروبل" حديث الإنشاء والمكون من عشرة طوابق في مدينة عبادان، ما خلف الكثير من الضحايا، وأثار غضبا في الشارع من تكرار حوادث انهيار المباني، خاصة في ظل تحذيرات سابقة من احتمال انهيارها بسبب ارتكاب مالكيها مخالفات.
واعتقلت السلطات الإيرانية حتى الآن 13 شخصا بسبب تورطهم في انهيار برج "متروبل"، من بينهم 5 رؤساء بلديات حاليين وسابقين في عبادان.
وأعاد الحادث إلى الأذهان واقعة انهيار برج "بلاسكو" للملابس في عام 2017، الذي تسبّب في مقتل 26 شخصا، من بينهم 16 من رجال الإطفاء، في حين أكد وزير الداخية أحمد وحيدي، الإثنين، أن حادث "متروبل" أكثر تعقيدا من واقعة "بلاسكو".
وتواجه عملية إزالة الركام والبحث مخاوف من انهيار الجزء المتبقي من برج "متروبول" بعد تداعي أساسياته، وكُشف عن صدور تصريح ببناء 6 طوابق، لكن أُضيفت 4 طوابق بالمخالفة للقانون.