إنقاذ مهاجرة في حالة مخاض عند حدود تونس

أعلن الحرس الوطني في تونس، الخميس، عن إنقاذ مهاجرة في حالة مخاض أنجبت طفلة، وذلك في منطقة غابية بمحافظة القصرَين وسط غربي البلاد، في حين توجَّه إلى تونس اتهامات بسوء معاملة المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك على خلفية أزمة تُسجَّل في البلاد منذ أشهر.

وأوضحت الإدارة العامة للحرس الوطني في منشور على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أنّ أعواناً منها قدّموا المساعدة للمهاجرة التي كانت تلد طفلتها، إلى حين وصول سيارة إسعاف تابعة لفرقة الحماية المدنية في منطقة فريانة التي تولّت نقل الأم ومولودتها إلى المستشفى المحلي في المنطقة ومنه إلى القصرَين لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني في تونس حسام الدين الجبابلي لـ"العربي الجديد" أنّ "الدورية التي أسعفت المهاجرة وساعدتها في عملية الوضع كانت في مهمة تمشيط عادية في المنطقة الحدودية، وقد تنبّهت إلى المهاجرة في ظلّ شجرة وقد دهمها المخاض، الأمر الذي استدعى تدخلاً".

أضاف الجبابلي أنّ "مرور دورية الحرس الوطني في المنطقة الحدودية كان صدفة، وهي لم تُبلَّغ مسبقاً بوضع المهاجرة"، وتابع أنّ "الدورية تولّت إشعار مصالح الدفاع المدني التي التحقت بالمكان من أجل تأمين نقل المهاجرة ومولودتها إلى أقرب وحدة صحية في المنطقة، في ظروف آمنة".

من جهته، قال المدير الجهوي للصحة في محافظة القصرَين عبد الغني الشعباني لـ"العربي الجديد" إنّ "المهاجرة أُدخلت إلى المستشفى المحلي في فريانة القريبة من المنطقة الحدودية حيث تمّت عملية الولادة، والكادر الطبي يراقب وضعها الصحي"، واصفاً إياه بـ"المستقرّ". وأشار الشعباني إلى أنّ "الرضيعة نُقلت إلى المستشفى الجهوي في مقر المحافظة بالقصرَين، حيث وُضعت في وحدة صحية متخصّصة للمواليد الجدد. وهي تشكو من صعوبات تنفّسية نتيجة عملية إنجابها في ظروف قاسية، وذلك قبل أسبوعَين من اكتمال فترة الحمل".

قضايا وناس

التحديثات الحية

منظمات تونسية: وضع المهاجرين صعب ونخشى أزمة صحية

وأوضح الشعباني أنّ "هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، فقد سُجّلت في الفترة الأخيرة ولادات مشابهة لمهاجرات فاجأهنّ المخاض في المناطق الحدودية بمحافظة القصرَين، وقد استدعى الأمر إيواءهنّ في المركز الصحية بالمنطقة".

وتحدّث الشعباني، في سياق متصل، عن "مشكلات واجهتها الطواقم الطبية ووحدات الصحة في خلال عمليات مشابهة، كانت المهاجرات فيها مصحوبات بأطفال، وذلك بسبب عدم توفّر أماكن لاستقبالهم في خلال مكوث والداتهنّ في المستشفيات للمراقبة ما بعد الولادة".

ولم تمنع أزمة المهاجرين في تونس والعنصرية محاولات عبور المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو أراضيها، عبر المسالك الحدودية الجزائرية، مع العلم بأنّ تونس تواجه أزمة سياسية اقتصادية خطرة تدفع كذلك عدداً كبيراً من التونسيّين إلى محاولة الوصول إلى أوروبا عبر الإبحار في قوارب الموت.

وتتّهم منظمات دولية تونس منذ فبراير/ شباط الماضي بأنّها تتعامل بعنصرية مع المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وأمس الأربعاء، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ قوات الشرطة والجيش والحرس الوطني التونسي، بما في ذلك الحرس البحري، ارتكبت انتهاكات خطرة بحقّ المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.