"إمباكت" تدعو لتدشين صناديق للتعويضات عن عبودية الأطفال

"إمباكت" تدعو سويسرا وأوروبا لتدشين صناديق للتعويضات عن عبودية الأطفال

29 نوفمبر 2022
أطفال يفرزون حبوب الكاكاو أثناء عملية التجفيف بمدينة بساحل العاج (سيا كامبو/فرانس برس)
+ الخط -

دعت مؤسسة "إمباكت" الدولية لسياسات حقوق الإنسان، سويسرا والاتحاد الأوروبي إلى تدشين صناديق للتعويضات عن عبودية الأطفال التي مارسها ولا يزال عدد من الشركات السويسرية والأوروبية عبر سلاسل التوريد في سبيل تحقيق أرباح مالية طائلة.

ورحّبت المؤسسة ومقرها لندن في بيان صحافي أصدرته الإثنين، بإعلان شركة نستله السويسرية عن دفع تعويضات للمزارعين مقابل إبعاد الأطفال عن حقول الكاكاو، في خطوة من شأنها أن تعزز جهود الحدّ من عمالة الأطفال في صناعة الشوكولاتة التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار سنويا.

وقالت "إمباكت"، إنّ "القرار المذكور خطوة مهمة تتطلب من الشركات العالمية الأخرى الاقتداء بها واتخاذ إجراءات فعلية للحد من عمال الأطفال في صناعة الشوكولاتة وغيرها من المجالات".

ويأتي هذا القرار فيما يتزايد استهلاك منتجات الشوكولاتة المختلفة حول العالم، إذ تستورد شركات الشوكولاتة الشهيرة ، ثمار الكاكاو من مزارع في ساحل العاج وغانا، يتم فيها تشغيل أطفالٍ بين (5 – 14) عاما، يتعرضون لظروف قاسية تهدد سلامتهم الشخصية.

وحثّت "إمباكت"، شركة نستله على بحث تقديم تعويضات مالية إلى عشرات آلاف الأشخاص الذين عملوا في طفولتهم في المزارع والحقول، ويُعتقد أن حوالي 1.5 مليون طفل يعملون في حقول الكاكاو في ساحل العاج وجارتها غانا، وهما معاً تنتجان 60% من الكاكاو في العالم.

وجاء قرار نستله في وقت يعمل الاتحاد الأوروبي على صياغة قوانين، تفرض على الشركات العالمية الكبرى إثبات أن جميع حبوب الكاكاو التي تنتجها لا تعتمد على عمالة الأطفال بحلول عام 2024.

وقرّرت شركة نستله البدء في الدفع مباشرة للمزارعين مقابل إبعاد الأطفال عن حقولهم، علما أن الشركة حققت مبيعات بقيمة 90 مليار دولار العام الماضي.

ويعيش مزارعو الكاكاو في ساحل العاج، على دخل يقدر بنحو 0.78 دولار في اليوم، فيما يحصلون في غانا على دولار واحد تقريباً، وكلاهما أقل بكثير من خط الفقر المدقع الذي حدده البنك الدولي وهو 152 دولاراً في اليوم.

ويهدف مشروع نستله إلى منح المزارعين الأموال لتوسيع إنتاجهم من الكاكاو وأنشطتهم التجارية الأخرى، إذ مولت إنشاء بنوك مجتمعية تديرها زوجات المزارعين، من خلال تمكينهن من الحصول على قروض للاستثمار في صالونات تجميل وبيع الفاكهة وغيرها من الأعمال التجارية، قبل سدادها من الأرباح.

وسبق أن كشفت دراسة أجرتها مؤسسة "إمباكت" عن تورط شركات شوكولاتة شهيرة مثل "نستله" و"هيرشيز" و"مارس"، ببيع منتجات تتخلل عملية إنتاجها عمالة قسرية للأطفال في مناطق غربي أفريقيا بظروف أشبه بالعبودية. وقالت المؤسسة الدولية إنه "وفي الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك منتجات الشوكولاتة المختلفة حول العالم، فإن شركات الشوكولاتة الشهيرة تستورد ثمار الكاكاو من مزارع في ساحل العاج وغانا، يتم فيها تشغيل أطفالٍ بين (5 – 14) عاما، حيث يتعرضون لظروف قاسية تهدد سلامتهم الشخصية، ويُكرهون على القيام بأعمالٍ شاقةٍ لفتراتٍ تمتد لتصل- في كثيرٍ من الحالات- إلى (80 – 100) ساعة أسبوعيا".

وكشفت الدراسة أنه يتم تهريب الآلاف من الأطفال من البلدان الأفريقية المجاورة إلى ساحل العاج للعمل في مجال الزراعة، إذ يعمل نحو ثلثي الأطفال الذين يعيشون في مناطق زراعة الكاكاو في إنتاجه لساعات طويلة تحت ظروف عملٍ مجحفة، يتلقون خلالها كمياتٍ غير كافيةٍ من الغذاء، ويتعرضون للعنف الجسدي أو التهديد خاصةً إذا ما حاولوا الفرار.

كما وجدت الدراسة أن عددا كبيرا من الأطفال في مزارع غرب أفريقيا يعمل على أساسٍ تطوعيٍ ودون تلقي أجور، إذ قُدر عدد الأطفال العاملين دون أجرٍ بنحو ضعفي عدد أولئك الذين يتلقون أجورا مقابل عملهم في مزارع الكاكاو.

وتدفع الظروف الاقتصادية الصعبة العائلات في كل من ساحل العاج وغانا إلى إرسال الأطفال للعمل في مزارع الكاكاو بدلًا من التعليم؛ بهدف توفير دخلٍ ماديٍ محدودٍ يغطي حاجاتهم الأساسية، فيما يميل مالكو المزارع إلى تشغيل الأطفال بسبب تدني مستويات أجورهم مقارنةً بأجور البالغين.

وطالبت "إمباكت" شركات إنتاج الشوكولاتة التي تعتمد في إنتاجها على ثمار الكاكاو المستوردة من كل ساحل العاج وغانا بتتبع خطوط استيراد الكاكاو، والتأكد من خلو المزارع التي يتم التعامل معها من عمالة الأطفال، بهدف وضع حدٍ لتشغيل واستغلال الأطفال غربي أفريقيا.

المساهمون