إغلاق مشفى الغزالي في دمشق بالشمع الأحمر: وفاة شاب بخطأ طبي

18 سبتمبر 2022
الحادثة ناتجة عن إعطاء المريض حقنة مضادة للالتهاب (أرشيف/لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

أغلق النظام السوري، الجمعة، مشفى الغزالي في العاصمة دمشق، بعد وفاة شاب جراء خطأ طبي حدث في المشفى قبل ثلاثة أيام، وأصدرت النيابة العامة أمراً بتوقيف الممرض المناوب المسؤول عن حقن الشاب.

والحادثة ناتجة عن إعطاء المريض حقنة مضادة للالتهاب من نوع "روسيفلكس"، قد تكون قاتلة بالنسبة للمرضى وفق ما بين الطبيب محمد أبو عمار لـ"العربي الجديد"، موضحاً أن بعض المرضى قد يكون لديهم رد فعل تحسسي تجاه هذه الأنواع من الحقن.

وأشار إلى أنه ليس بالضرورة أن يدرك المريض أن لديه حساسية، فقد يبّلغ الطبيب أنه أعطي سابقاً حقناً من هذا النوع من دون التعرض لأي أذى، لكن يمكن عند حقنه أن تحدث لديه صدمة حساسية، وبحال لم يكن الطبيب أو الممرض الذي يتعامل مع حالة المريض سريع البديهة، فغالباً سيفارق المريض الحياة.

وأوضح أبو عمار: "الحقن العضلية ندقق عليها بشكل جيد، فلا يمكن إعطاء المريض حقنة التهاب بشكل عشوائي، وعلى سبيل المثال حتى إن كان الطفل أخذ حقنة تحسسية في السابق، يجب أن يجرى له اختبار تحسسي قبل كل حقنة".

ووفقاً لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، تشير المعلومات الأولية التي حصلت عليها من مصدر في الطب الشرعي، ونشرتها مساء الجمعة، إلى أن وفاة الشاب حامد البارودي ثبتت نتيجة إعطائه حقنة "روسيفلكس" من قبل الممرض المناوب في مشفى الغزالي، حيث أشارت المصادر إلى أن النيابة العامة أوقفت الممرض المناوب ولا تزال التحقيقات جارية لكشف التفاصيل كاملة، كما أغلقت النيابة المشفى بالشمع الأحمر على خلفية الحادثة التي وصفتها بأنها حادثة إهمال أودت بحياة الشاب البالغ من العمر 22 عاماً.

وتكررت الوفيات جراء الأخطاء والإهمال والفساد في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث قضى الخمسيني السوري خالد، بعد دخوله الطوارئ جراء أزمة قلبية نهاية عام 2020، جراء استخدام المشفى قسطرة طبية (قلبية وبولية) مُستعملة سابقاً ومُعاد تعقيمها مرة أخرى، كما تبين للطبيب الذي عالجه بعد خروجه من مشفى المجتهد.

وكشف تحقيق لـ"العربي الجديد"، تحت عنوان "الفساد الصحي في سورية... قساطر ملوثة تقتل المرضى وتفاقم معاناتهم"، عن استخدام قساطر وحقن مستعملة لمعالجة المرضى.

ويعلق المواطن حسّان قدور على قضية وفاة الشاب موضحا أن أغلب الممرضين لا يفهمون المهنة بشكل جيد، واللوم يقع على مدير المشفى الذي ترك مهمة المناوبة للممرض من دون وجود طبيب، مطالبا بعقاب المستهترين الذين يستخفون بأرواح البشر. 

من جانبه، أوضح المحامي عارف الشعال المقيم في دمشق، في إفادته لـ"العربي الجديد"، "أنَّ جرم التسبب بالوفاة للمريض تتراوح عقوبته بين الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات". 

المساهمون