إطلاق نار على صالون تجميل في ضاحية بيروت بعد افتتاحه بعرض راقص

06 ديسمبر 2021
تم تكسير واجهته الزجاجية وإلحاق الأضرار ببعض محتوياته (فيسبوك)
+ الخط -

أطلق مجهولون، فجر اليوم الإثنين، الرصاص على أحد صالونات التجميل النسائي في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى تكسير واجهته الزجاجية وإلحاق الأضرار ببعض محتوياته.

الصالون الذي تملكه خبيرة التجميل آية صبرا، والكائن منذ شهر إبريل/نيسان 2021 في منطقة حارة حريك بالقرب من أوتوستراد "السيد هادي نصرالله" و"ميدان شهداء المقاومة"، كان قد احتفى، ليل السبت – الأحد الماضي، بعملية توسيع المحل، وسط أجواءٍ احتفاليّة وعروضٍ موسيقيّة وناريّة، فضلاً عن عرضٍ راقص لشابّين عاريَي الصدر، أثار حفيظة البعض.

وفي اتصالٍ لـ"العربي الجديد"، أوضحت الموظّفة في الصالون المذكور روان أبي حيدر، أنّ "الاحتفال ليل السبت كان رائعاً وراقياً، ولم يشهد أيّ حادثة تُذكر. وقد تمّت الاستعانة بشركة تنظيم احتفالات قدّمت عروضاً متنوّعة، من عروض نار وموسيقى، غير أنّ العرض الأخير لم يكن ضمن البرنامج، بحيث بادر أحد موظّفي الشركة المذكورة إلى تقديم أداء راقص وهو عاري الصدر، شاركه فيه شاب آخر كان قد قدّم عروض النار، وذلك رغبة منه بمنحنا هدية رمزية. وقد لقي عرضه تفاعلاً واسعاً بين الحضور".

وأضافت: "غير أنّنا فوجئنا فجر اليوم الإثنين بخبر إطلاق النار على الصالون، وليس إحراقه كما تداول البعض. إنّه فعلاً حادث مؤسف، كاد يذهب ضحيته عامل التنظيف الذي كان يقوم بمهامه ليلاً، لكن شاءت الصدف أن يكون في الطبقة الثانية من المحل. كما أنّ العناية الإلهية أنقذت الصالون من الانفجار وأنقذت بذلك سكان المبنى، إذ يوجد داخل المحل قارورة غاز ومواد قابلة للاشتعال".

وإذ رفضت توجيه أصابع الاتّهام لأيّ جهة أو حزب أو مجموعة، أكّدت أبي حيدر أنّ "آية، صاحبة الصالون لا تستحق هذا التعامل السيئ، فقد ثابرت منذ سنواتٍ على التخصّص في مجال التاتو والتجميل وبناء سمعة طيبة، بعيداً عن أيّ انتماء سياسي أو حزبي".

وسألت: "هل سبب ذلك الرغبة في الحصول على الخوة (إتاوة)، أم أنّ أحداً يستهدفنا أم أنّها غيرة ومنافسة؟ صدقاً، لا نعرف، علماً أنّنا لا نعاني أيّ مشاكل على الإطلاق مع أيّ أحد"، مرجّحةً أن "يكون الأداء الراقص هو السبب".

الحادثة التي تعدّدت الروايات حول أسبابها ووقائعها، أدّت إلى انقسام المغرّدين والناشطين. ونددت مجموعاتٍ بالاعتداء وقطع أرزاق المواطنين، لا سيّما في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة، متسائلين: "لمَ لا يتمّ التعرض لسارقي جيوب اللبنانيّين من المصارف وأصحاب الاشتراك بالمولّد الكهربائي وتجار المخدرات وأصحاب الخوة (إتاوة) في الضاحية؟".

كما أعربت هذه المجموعات عن امتعاضها من استمرار صبغ الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بثقافةٍ أشبه بما يمارسه تنظيم "داعش" والمجموعات المتطرّفة، معلّقةً بسخرية "الرقص ممنوع في الضاحية".

في حين انبرى آخرون متشدّدون يدافعون عن الاعتداء، مبرّرين ذلك بأنّه "مشهد لا يليق بالضاحية الجنوبية"، والتي توصف عادة بأنها "معقل" "حزب الله".

من جهتها، عبّرت روان أبي حيدر عن أسفها لتعثّر انطلاقة عمل الصالون اليوم، كما كان مفترضاً، قائلة: "جهّزنا المحل على أكمل وجه، فمن يعوّض علينا اليوم، علماً أنّه ما من جهة تواصلت معنا، باستثناء موظّفين في البلدية، لم يقدّما بدورهما أي وعود".

وتابعت: "أردناه احتفالاً متميّزاً وعصريّاً يقدّم صورة مختلفة وجديدة عن الضاحية الجنوبية، وكذلك الحال بالنسبة للتصميم الذي اعتمدناه للصالون، غير أنّ البعض للأسف يمعن في العودة بنا إلى الوراء وفي ترسيخ مشهدٍ واحدٍ عن الضاحية، لا سواه. لقد كانت طريقة تعبيرهم هجومية، رغم أنّنا نتقبّل النقد ومنفتحون على مختلف الأفكار والآراء".

من جهته، أكّد رئيس ​اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية​ ​محمد درغام، لـ"العربي الجديد"، أنّه لا عِلم له بالحادثة على الإطلاق.

المساهمون