شرعت المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية، اليوم الاثنين، بتنفيذ أولى فعاليات حملة "الحياة حق" لمساندة الأسرى، وخاصة المرضى منهم، وخطواتهم لصدّ سياسة الاحتلال بحقهم، إذ نفذت اعتصامات أمام مقار الصليب الأحمر الدولي في مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي حملة "الحياة حق" في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، خاصة المرضى والإداريين، ومحاولة إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي فرض إجراءات عقابية على الأسرى وسحب منجزاتهم، ويواصل الأسرى خطوات عدة لمواجهة سياسات الاحتلال بحقهم.
📹 فيديو ||
— عِمادُ الدِّيـن • 𓂆 (@EmadOtol) February 14, 2022
الإهمال الطبي في سجون الاحتلال يفتك بالأسرى ، راح ضحية هذا الإهمال 72 شهيداً من الأسرى ..#الحياة_حق
+ pic.twitter.com/3mUXXmhoOm
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة الأسرى والمحررين أمين شومان لـ"العربي الجديد"، على هامش اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، "إن 11 اعتصاماً نفذت أمام مقار الصليب الأحمر في مختلف المحافظات الفلسطينية، وسوف تستمر الفعاليات الأخرى حتى تحقق الحملة أهدافها بتراجع إدارة مصلحة سجون الاحتلال عن إجراءاتها بحق الأسرى".
وأكد شومان أن إدارة سجون الاحتلال نقضت اتفاقاتها مع الأسرى، وبدأت بفرض عقوبات وإجراءات، وسحبت إنجازات الحركة الأسيرة، وكذلك مواصلة سياسة الإهمال الطبي، وقابل الأسرى ذلك بخطوات عديدة منذ تسعة أيام، بينها تنفيذهم إضراب اليوم، علاوة على مواصلة الإدارييين مقاطعة محاكم الاحتلال رفضا لاعتقالهم الإداري منذ شهر ونصف، وامتناع بعضهم عن تناول الدواء.
من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد": "إنّ الأسرى بدأوا بخطوات احتجاجية موحدة ردّا على إجراءات إدارة سجون الاحتلال، ويجب على الجميع التقاط ذلك بالتوحد في الخارج".
وخلال الاعتصام في مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة، قال فارس، "إن الأسرى، اليوم، يضربون عن الطعام في كافة السجون، ضمن خطوات لمواجهة سياسة الاحتلال من خلال رؤية موحدة وقيادة موحدة، وعلينا في الخارج أن نعكس ذلك على الأداء والعمل".
وقرر الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ الشروع، اليوم، بإضراب مفتوح عن الطعام ليوم واحد، وسيشارك فيه معظم الأسرى، وذلك رفضا لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقّهم، والتي كان آخرها حرمانهم من زيارة الأهل و"الكنتين" (بقالة السجن) شهراً كاملاً، ومحاولتها مؤخرا إجراء تغيير واسع على نظام "الفورة" (الخروج لساحة السجن).
وهذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضاليّ الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية مؤخرا، والذي ارتكز بشكلٍ أساسي على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون، وبمشاركة كافة الفصائل.
في هذه الأثناء، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر لـ"العربي الجديد": "إنّ الفعاليات المساندة للأسرى سوف تستمر، في ظل الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال من خلال قيام إدارة سجون الاحتلال بسحب كل منجزاتهم".
وخلال الفعالية، أكد القيادي بحركة حماس حسين أبو كويك أنّ الهجمة الاحتلالية ضد الأسرى تقتضي من الجميع الانتصار للأسرى الذين توحدوا في لجنة طوارئ تمثل جميع الأسرى، ولا بد من الجميع أن يُضحي لأجلهم.
وأطلقت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، أمس، حملة تحت شعار "الحياة حقّ" لفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى، وتسليط الضوء على سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) داخل السجون، وإعلاء صوت الأسرى في ضوء ما يتعرضون له من ظلم وإجحاف، يتمثل بتجاوز وخرق واضح للأنظمة والقوانين الدولية التي تكفل للأسير الحق في العلاج والحياة، وإطلاع المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال المتمثلة بسياسة الإهمال الطبي.
يُشار إلى أن أكثر من 550 أسيرا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، بينهم أسرى يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (82) عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّا.