التزمت العديد من المدارس في كل من مدن الباب وقباسين وعفرين بإغلاق أبوابها أمس الخميس، في يوم إضراب كامل للقطاع التعليمي بعموم منطقة الريف الشمالي والشمالي الغربي لمحافظة حلب في الشمال السوري، وذلك عقب بيان صدر عن معلمين في المنطقة، احتجوا فيه على واقع المدارس والطلاب فيها.
ونقلت صفحة مدينة الباب على "فيسبوك"، عن ممثل للمعلمين في مدارس الباب وقباسين وريفيهما، توضيحات بخصوص أسباب الإضراب، قائلاً إن المعلمين طالبوا "بتحسين العملية التعليمية وتطويرها لتكون نموذجاً يحتذى به، لكن للأسف العملية التعليمية ما زالت تراوح مكانها مع تكرار ذات الأخطاء وتعمد اتخاذ قرارات تعسفية، منها فصل المعلم أو نقله التعسفي ومطالبته بما يفوق طاقته".
وأضاف ممثل المعلمين أنه "بناء على الواقع الحالي، وجه المدرسون خطاباً لمكتب التعليم في المجلس المحلي ومديرية التربية والمستشارين الأتراك، كما طالبوا بلقاء الوالي التركي، لكن لم يكن هناك تجاوب، والرد هو مجموعة من الوعود فارغة المضمون والتنفيذ" على حد وصفه.
وأكد أنّ الخطوة التي تلت الخطاب هي وقفة احتجاجية تمت أمام مديرية التربية لم تلق أي صدى.
ومضى قائلاً: "بعد عودة المدارس من العطلة الإجبارية خلال التخوف من انتشار جائحة كورونا في المنطقة، لم تتغير طريقة التعامل مع المعلمين والتلاميذ، واستمرت عمليات إذلال المعلمين والضغط عليهم أكثر وأكثر، نتيجة كل ما سبق ومن منطلق واجب المعلم لتقديم أفضل جودة تعليمية. وبعد استنفاد كل الخيارات بالتواصل مع المسؤولين، تم التوافق على انتخاب مجموعة من المعلمين عن كل مدرسة لتنوب عنهم، وتم اجتماع المندوبين الممثلين عن مدارس مدينتي الباب وقباسين وريفيهما، كما تم إصدار بيان تحذيري، أبرز بنوده: نقص الكادر التعليمي، ونقص الكتب المدرسية كماً ونوعاً، وزيادة عدد طلاب الشعبة الواحدة عن 50 طالباً، وتفشي فيروس كورونا دون اتخاذ إجراءات وقائية، وتردي المستوى المادي والمعيشي للمعلم لأسوأ حال".
وأكد المعلمون في البيان، الذي أصدروه بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفضهم مصطلح منحة، لنيله من كرامة المعلم أخلاقياً وقانونياً، إذ إن قيمة ما يتقاضونه في الوقت الحالي لا تتجاوز 85 دولاراً، على اعتبار أن المبلغ كان يساوي ضعف هذه القيمة خلال السنوات السابقة.
بدوره، أعلن الكادر التدريسي في مدرسة أم شكيف، في مدينة بزاعة، تأييده تحرك المعلمين في المنطقة، وذلك في بيان صدر عنه مساء أمس الخميس، ووقع عليه ثمانية من المدرسين، دعوا فيه الجهات المسؤولة للاستجابة لمطالب المعلمين. وبالتزامن، صدر بيان عن معلمي مدرسة العزيزية، أكدوا فيه التضامن مع المعلمين في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون في أحقية المعلم بعيش حياة حرة وكريمة، ووقع على البيان 19 مدرساً.
كما أصدر معلّمو مدينة السفيرة المهجرين في الشمال السوري والعديد من الكوادر التعليمية في عموم مدارس المنطقة بيانات تضمنت مطالب مماثلة. وأكد المدرس أيمن طاوي وقوفه إلى جانب زملائه في مطالبهم، من أجل تحسين الواقع المعيشي، مضيفاً أن مطالب المعلمين محقّة وشرعية.
بدوره، أوضح أحد المدرسين من المشاركين في الإضراب، لـ "العربي الجديد"، أن "ما دفع إلى الإضراب في الدرجة الأولى هو تدني أجور المدرسين، في الوقت الذي تزداد الصعوبات المعيشة في منطقة درع الفرات بشكل كبير، ويعادل إيجار البيت في الوقت الحالي راتب مدرس خلال شهر واحد".
ووفق إحصائيات محلية، بلغت نسبة إغلاق المدارس في عموم منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات 90 في المائة مع بدء الإضراب يوم أمس الخميس، مع التأكيد على مواصلته من قبل المعلمين حتى تلبية مطالبهم.