إصابات بالتهاب الكبد الوبائي بمخيم كنصفرة شمال سورية

29 ديسمبر 2023
انتشار القمامة وغياب مجاري الصرف في مخيم كنصفرة بالشمال السوري (عدنان الإمام)
+ الخط -

سجّل مخيم كنصفرة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية إصابات بالتهاب الكبد الوبائي بين النازحين، إضافة لحالات في مخيمات قريبة منه، ليزيد من تعميق فصول المعاناة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وقلة المراكز الصحية.

وقال مدير المخيم راغب الحسين، لـ"العربي الجديد"، إنه "جرى تسجيل 20 إصابة خلال هذا الشهر بمرض التهاب الكبد الوبائي، منها 11 حالة تتماثل للشفاء، بينما 9 مصابين يخضعون للعلاج"، مضيفاً أن "الوضع في المخيم سيئ جداً، سواء فيما يتعلق بانتشار القمامة ومجاري الصرف الصحي، أو غياب أي شكل من أشكال الدعم من قبل المنظمات الإنسانية لـ1000 أسرة تقطن بالمخيم".

مطالبات بتدخل المنظمات لكبح انتشار التهاب الكبد

وأضاف الحسين: "ما يزيد الوضع تعقيداً وجود مركز صحي وحيد في المخيم بإمكانيات ضعيفة يوفر المتابعة الصحية للمرضى"، متابعاً: "الوباء يمكن أن ينتشر في المخيم بشكل كبير، لذلك نطالب المنظمات الإنسانية بالتدخل السريع لمنع انتشار المرض".

أما زهر الدين الموسى، ممرض يقيم في المخيم، فقد تحدث عن انتشار المرض في منطقة المخيمات القريبة، وقال لـ"العربي الجديد": "سُجلت إصابتان خلال الفترة الماضية في مخيم ساعد القريب، وكذلك في عدد من المخيمات أيضاً، لكن مخيم كنصفرة هو الأعلى من حيث عدد الإصابات"، وتابع: "المرض منتشر في المخيم والمخيمات القريبة، وأغلب المصابين من الأطفال، ونعرف ذلك من الأعراض، شحوب البشرة واصفرار العينين...، الحالات الشديدة تحول للمشافي".

ويفتقر المخيم لخدمات النظافة وترحيل القمامة، ويعتمد السكان فيه على الحفر كونه غير مجهز بصرف صحي، وهذا من بين الأسباب التي تساعد على انتشار المرض، إضافة لكون المياه التي يعتمدها السكان ليست موثوقة المصدر.

وفي السياق، قال عمار عبد المجيد، من سكان المخيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن القمامة منتشرة في كل المخيم ومياه الشرب ملوثة، وهناك أطفال مصابون بالتهاب الكبد نتيجة انتقال العدوى لهم من المدرسة.

أما علي حاج علي فلديه طفلان مصابان بالتهاب الكبد، وهما في الوقت الحالي يتماثلان للشفاء.

وأفاد حاج علي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأنهما أصيبا بالمرض، وظهرت عليهما الأعراض على شكل ألم في البطن وقيء ونوم زائد، لافتاً إلى أن "المرض بدأ في الانتشار من المدرسة في المخيم، كون الأطفال يتبادلون الأطعمة فيما بينهم".

والمرض يصيب الكبار والصغار على حد سواء، وفق ما بين الدكتور محمد الصالح، المنسق في "شبكة الإنذار المبكر" شماليّ سورية، الذي قال لـ"العربي الجديد" إنّ التهاب الكبد الوبائي من النمط (أ) سببه المياه والأطعمة الملوثة، وينتقل باللمس، ونسبة انتشاره كبيرة ما لم يجري الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين، إضافة إلى إعداد الوجبات الغذائية وطهوها جيداً، لافتا إلى أن الالتهاب يصيب الكبار والصغار، وتظهر على المصاب أعراض واضحة، منها اللون اليرقاني في العين والأغشية المخاطية، والجلد، ويعاني المريض أيضاً من التعب العام وفقدان الشهية وسوء الحالة العامة، وهناك حالات تتطلب العلاج في المشافي.

المساهمون