إرجاء محاكمة 36 مهاجراً سرياً على خلفية مأساة مليلية للمرة الثالثة

12 يوليو 2022
مهاجرون ينددون بمأساة مليلية الأخيرة (أنطونيو رويث/Getty)
+ الخط -

قرّرت المحكمة الابتدائية في الناظور شمال شرقي المغرب، اليوم الثلاثاء، للمرّة الثالثة على التوالي، إرجاء جلسة محاكمة 36 مهاجراً سرياً اعتُقلوا على خلفية أحداث مليلية التي وقعت في 24 يونيو/ حزيران الماضي وأدّت إلى مصرع 23 مهاجراً في تلك المأساة.

وحدّدت المحكمة الابتدائية في الناظور يوم 18 يوليو/تموز الجاري، لاستئناف محاكمة المهاجرين السريين، في حين كشفت مصادر حقوقية لـ"العربي الجديد " أنّ التأجيل مردّه إلى عدم جهوز الملف وغياب فريق الدفاع.

وصباح اليوم الثلاثاء، تخلّف عن حضور جلسة المحاكمة المهاجرون الذين شاركوا في عملية الاقتحام الجماعي لمعبر مليلية والذين يحمل أغلبهم الجنسية السودانية. وكان دفاع المتّهمين قد قدّم في الجلسة المنعقدة يوم الإثنين الماضي، التماساً مشتركاً لملاحقتهم في حالة سراح مؤقت، استناداً إلى أوضاعهم كلاجئين، غير أّن المحكمة الابتدائية رفضت الالتماس.

ويواجه المهاجرون السريون الذين اعتُقلوا على خلفية أحداث مليلية الأخيرة تهماً ثقيلة، بعدما أمرت النيابة العامة في المغرب بحبس 31 مهاجراً سرياً من جنسيات مختلفة احتياطياً، على خلفية عملية اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور ومدينة مليلية المحتلة.

ويأتي ذلك في وقت ينتظر فيه المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب (حكومي)، يوم غد الأربعاء، الإعلان عن نتائج المهمة الاستطلاعية التي قامت بها لجنة تابعة له، على أثر الأحداث المأساوية والعنيفة المترتّبة عن محاولات عبور مئات المهاجرين السريين السياج الحدودي.

وكان السياج الحدودي الفاصل ما بين مدينة مليلية المحتلة ومحافظة الناظور قد عرف منذ الساعات الأولى من صباح 24 يونيو الماضي، محاولات اقتحام نفّذها مهاجرون أفارقة، وقد صفتها وسائل إعلام إسبانية بأنّها "عنيفة ومنظمة"، مشيرة إلى أنّ المجموعة التي تمكّنت من الاقتراب من السياج كانت محمّلة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.

وتُعَدّ مليلية وكذلك سبتة المحتلّتان نقطتَي عبور معروفتَين للمهاجرين السريّين الذين يحاولون الوصول إلى "الفردوس الأوروبي". وقبل أسابيع من الحدث المأساوي تجاوز عدد المهاجرين الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد الذي دخل في الفترة نفسها من عام 2021.

ومن أجل مواجهة تدفّق المهاجرين السرّيين، أقامت سلطات المدينتَين سياجَين شائكَين زوّدتهما بأجهزة لاستشعار الصوت والحركة على مسافة 12 كيلومتراً من مليلية وثمانية كيلومترات من سبتة. وقد موّل الاتحاد الأوروبي عبر وكالته لحماية الحدود الخارجية (فرونتكس) السياجَين بقيمة 66 مليون يورو أي 72 مليون دولار أميركي في ذلك الحين.

تجدر الإشارة إلى أنّ المهاجرين السريّين الراغبين في العبور إلى مدينة مليلية المحتلة ومنها إلى أوروبا، يختبئون في غابة غوروغو في انتظار الفرصة الأولى لاقتحام سياج ثلاثي يمتدّ على نحو 12 كيلومتراً.

المساهمون