بدأت فرق الدفاع المدني والأمن التونسي عملية إجلاء شاملة لسكان بلدة ملولة الحدودية الواقعة على الشريط الغربي للبلاد مع الجزائر، مع تجدّد الحرائق في غابات المنطقة واقترابها من المناطق السكنية، علماً أنّ فرق الحماية المدنية نجحت في السيطرة بشكل كامل على حريق في المنطقة في اليومَين الماضيَين.
ويوم الثلاثاء الماضي، اندلع حريق في غابة ملولة، شمال غربي تونس، أدّى إلى إتلاف 500 هكتار من الغابات الممتدّة في المنطقة، قبل أن يتمكّن الدفاع المدني من إخماده والسيطرة عليه.
لكنّ النيران عادت لتندلع مجدّداً اليوم الاثنين، واقتربت من الأحياء السكنية، الأمر الذي استلزم إجلاء شاملاً للسكان عبر المسالك البرية وبحراً بواسطة زوارق.
وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع الوطني معز تريعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحرائق اندلعت في غابات ملولة مجدداً بكثافة، الأمر الذي استوجب حماية حياة السكان من خلال إجلائهم من الأحياء السكنية نحو مناطق آمنة من محافظة جندوبة، وفقاً لما قرّرته اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث".
أضاف تريعة أنّ "كلّ الوسائل المتاحة سوف تُستخدَم لنقل المواطنين نحو مراكز إيواء مؤقتة"، مشيراً إلى أنّ "الزوارق التابعة للحرس البحري والصيادين استُخدمت لإجلاء المواطنين من التجمّعات السكنية القريبة من البحر، والتي يصعب الوصول إليها بوسائل برية".
وتابع تريعة أنّ "الطقس الحار وهبوب رياح الشهيلي الجنوبية أدّيا إلى اندلاع الحريق مجدداً في الغابة المتاخمة للحدود الجزائرية"، مشدّداً على أنّ "إنقاذ الأرواح البشرية يمثّل الأولوية المطلقة في المرحلة الحالية".
يُذكر أنّ تونس سجّلت، اليوم الاثنين، درجات حرارة هي الأعلى على الإطلاق منذ بدء موجة الحر قبل أسابيع، وقد بلغت 49 درجة مئوية في بعض المناطق، بحسب مصالح الرصد الجوي، في حين تحدّث مواطنون عن 57 درجة مئوية سجّلوها عبر وسائل قياس خاصة.
وتتكرّر في تونس مع ارتفاع درجات الحرارة مخاطر نشوب الحرائق في المناطق الغابية الممتدّة أساساً على الشريط الغربي للبلاد، الأمر الذي يتسبّب في خسائر في الغطاء الغابي، الذي يؤثّر بدوره على نوعية الحياة والهواء في المناطق السكنية والمدن المحاذية للغابات التي تلتهمها النيران.
وفي الأسبوع الماضي، أدّى الحريق في المنطقة إلى إغلاق المعبر الحدودي "ملولة أم الطبول" بين تونس والجزائر، علماً أنّ بلدة ملولة تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود الجزائرية، قبل أن يُعاد فتحه أمام حركة الأفراد والمركبات بعد السيطرة الشاملة على الحريق.
ويُعَد شهر يوليو/ تموز من بين الأشهر الصعبة في المناطق الغابية، إذ ترتفع مخاطر اندلاع حرائق في مساحات واسعة تنجم عن ارتفاع في درجات الحرارة أو بفعل فاعل.
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات التونسية رصدت 78 حريقاً في الفترة الممتدة ما بين بداية يناير/ كانون الثاني الماضي و18 يوليو الجاري، علماً أنّها اندلعت بمعظمها في الغابات. وبمقارنة سنوية، انخفض عدد الحرائق بنسبة 50 في المائة، إذ تراجع عدد الحرائق من 156 حريقاً في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 الماضي إلى 78 حريقاً في عام 2023 الجاري.
وأمس الأحد، أعلن محافظ جندوبة رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة سمير كوكة السيطرة التامة على حريق غابة ملولة في طبرقة. وعلى الأثر، تبيّن أنّ الحريق تسبّب في تضرّر نحو 500 هكتار من غابات الصنوبر الحلبي، إلى جانب أضرار مختلفة في أربعة منازل.
وكانت تونس قد أعدّت "خطة وطنية لحماية الغابات من الحرائق" تشارك فيها أربع وزارت، الفلاحة والدفاع والداخلية والتجهيز، وتهدف إلى تقليص المساحات المحروقة ودعم الإنذار المبكر والتدخّل السريع.
تؤدّي حرائق الغابات إلى خسائر كبيرة في الغطاء النباتي بتونس، وتؤثّر على حياة المواطنين في المناطق ذات الصلة بسبب تضرّر الأنشطة الرعوية وتربية النحل وخسارة أشجار الفلين والصنوبر الحلبي التي يحتاج تعافيها إلى عقود من الزمن.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.