أدت فيضانات سبّبتها أمطار غزيرة في كوريا الشمالية إلى تضرر أكثر من ألف منزل وإجلاء نحو خمسة آلاف شخص، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي، وغمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
ويأتي التقرير التلفزيوني مع اعتراف بيونغ يانغ في يونيو/حزيران بأن البلاد تعاني أزمة غذائية، ولتدق ناقوس الخطر حيال قطاعها الزراعي المحتضر ومكافحتها لتأمين حاجاتها الغذائية.
والشهر الماضي أشارت توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن كوريا الشمالية تواجه نقصاً في الغذاء بنحو 860 ألف طن هذا العام، محذرة من أن البلاد قد تشهد "فترة قحط قاسية".
وأظهرت لقطات لقناة "كاي سي تي في" التي تديرها الدولة منازل وقد وصلت المياه إلى أسطحها، إضافة إلى طرق وجسور متضررة.
وقال التقرير إنه إضافة إلى المنازل والطرق، غمرت المياه "مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية" في مقاطعة هامغيونغ الجنوبية، حيث انهارت سدود الأنهار.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الرسمية الأحد بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "أصدر أمراً بتقديم دعم مادي ومالي وطني قوي إلى مقاطعة هامغيونغ الجنوبية في حملتها للتعافي".
Severe flooding hit the east coast of North Korea between Aug. 1 and 3.
— NK NEWS (@nknewsorg) August 7, 2021
State media broadcast footage the damage on Thursday, reporting that 1,170 homes were "destroyed or flooded" and that 5,000 people were evacuated in South Hamgyong province.https://t.co/eoxuhkvoI3
وأشارت الوكالة إلى أن المسؤولين في جنوب هامغيونغ ناقشوا خلال اجتماع لهم "تدابير الطوارئ لتحقيق الاستقرار على وجه السرعة في حياة الناس في المناطق المتضررة من الكارثة، وزيادة تشديد أعمال الوقاية من الأوبئة في حالات الطوارئ وتقليل الأضرار التي تلحق بالمحاصيل".
وأفاد نائب رئيس وكالة الأرصاد الجوية التابعة لكوريا الشمالية ري يونغ نام للشبكة بأنه مع تشبّع التربة، قد يسبّب تساقط مزيد من الأمطار أضراراً إضافية.
وقال: "نتوقع أمطاراً غزيرة حتى العاشر من أغسطس/آب في مناطق عدة، تتركز حول منطقة الساحل الشرقي".
ونقلت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، السبت، قوله إن على "كل القطاعات والوحدات" اتّخاذ إجراءات لمنع وقوع "كوارث طبيعية مسبقاً".
وغالباً ما تكون وطأة الكوارث الطبيعية أشد على كوريا الشمالية المعزولة بسبب ضعف بنيتها التحتية، فيما زادت إزالة الغابات الأمور سوءاً، ما جعلها عرضة للفيضانات.
والصيف الماضي سبّبت سلسلة من الأعاصير المدارية التي ضربت كوريا الشمالية فيضانات دمرت الأراضي الزراعية وآلاف المنازل.
وحذر كيم في يونيو/حزيران الماضي من حساسية وضع الإمدادات الغذائية بسبب الأضرار التي خلفتها العواصف، داعياً إلى اتخاذ خطوات لتقليل تأثير الكوارث الطبيعية.
وتعيش كوريا الشمالية في عزلة ذاتية للوقاية من جائحة كوفيد، ما أدى إلى تباطؤ الحركة التجارية مع الصين التي تُعَدّ الشريان الحيوي للبلاد إلى حد كبير.
وسبق أن شهدت كوريا الشمالية مجاعة في تسعينيات القرن الماضي أدت إلى وفاة مئات آلاف الأشخاص بعدما حرمها سقوط الاتحاد السوفييتي الدعم الذي كانت تحتاجه بشدة.
(فرانس برس)