أونروا: إسرائيل تحاصر 400 ألف فلسطيني شماليّ غزة وتهدد تطعيم الأطفال

09 أكتوبر 2024
في 4 سبتمبر انتهت المرحلة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة تحاصر 400 ألف فلسطيني، مما يهدد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ويؤدي إلى إغلاق الملاجئ وانتشار الجوع.
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يشير إلى أن أوامر الإخلاء لا تضمن سلامة المدنيين في غزة، حيث يفتقرون للمأوى والطعام والدواء، ويطالب بوقف إطلاق النار.
- منذ 7 أكتوبر 2023، الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في سقوط أكثر من 139 ألف شهيد وجريح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار المستمر منذ 18 عاماً.

أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية الراهنة في شمال قطاع غزة تحاصر ما لا يقل عن 400 ألف فلسطيني وتهدد تنفيذ المرحلة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال.

وقال لازاريني، في منشور عبر منصة إكس: "يوجد ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة" شمالي قطاع غزة، مضيفاً أنّ "أوامر الإخلاء الأخيرة من السلطات الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مراراً وتكراراً، وخصوصاً من مخيم جباليا".

وأردف لازاريني: "الكثيرون يرفضون (الإخلاء) لأنهم يعرفون جيداً أنه لا مكان آمناً في غزة"، مضيفاً أنّ "الملاجئ تُجبر على الإغلاق والخدمات تتوقف، وبعضها لأول مرة منذ بدء الحرب. ومع عدم توافر أي إمدادات أساسية تقريباً، ينتشر الجوع ويتعمق مرة أخرى"، مؤكداً أنّ "العملية العسكرية (الإسرائيلية) الراهنة تهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال"، مشدداً على أنّ "الأطفال هم أول وأكثر من يعانون"، بينما "يستحقون (التوصل إلى) وقف إطلاق النار".

يذكر أنّ المرحلة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة انتهت في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي. ويوم الجمعة الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية بوجوب تلقّي الأطفال الفلسطينيين في القطاع المستهدف جرعتهم الثانية من اللقاح المضاد للمرض الفيروسي، ابتداءً من 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مشيرة إلى أنّها تتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتأكيد الموعد. 

 وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عبر إكس: "نحو 400 ألف شخص في غزة يتعرضون للضغط مرة أخرى للانتقال جنوباً إلى منطقة مكتظة بالسكان وملوثة وتفتقر إلى أساسيات الحياة"، مؤكداً أن "إصدار (جيش الاحتلال الإسرائيلي) الأوامر للمدنيين بالإخلاء لا يضمن سلامتهم إذا لم يكن لديهم مكان آمن يذهبون إليه ولا مأوى أو طعام أو دواء".

والأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في مناطق بشمال قطاع غزة، ولا سيما بلدة ومخيم جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة". والاثنين، أنذر جيش الاحتلال مجدداً الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شماليّ القطاع، والتوجه جنوباً عبر "ممر آمن" مزعوم، فيما حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من الاستجابة له، معتبرة ما يحدث "خداعاً وكذباً".

ومراراً أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين بإخلاء مساكنهم والتوجه عبر ممرات محددة إلى ما زعم أنها "مناطق آمنة"، لكن كثيرين منهم تعرضوا لقصف إسرائيلي في الطريق أو في تلك المناطق، ما أودى بحياة الآلاف وأصاب آخرين.

وبدعم أميركي، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، أدت إلى سقوط أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وإلى ما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة، متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة. حيث حوّلت قوات الاحتلال قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالى 2.3 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شحّ شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون