أول حالة وفاة بمرض الكوليرا شمال غربي سورية.. وأعداد المصابين تتزايد

06 أكتوبر 2022
حملة للوقاية من الكوليرا والتوعية في مخيم للنازحين في بلدة سرمدا (عارف وتد/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد مسؤول شعبة الأمراض المزمنة والصحة المجتمعية في مديرية صحة إدلب، دريد الرحمون" لـ"العربي الجديد"، أول حالة وفاة لشخص مصاب بمرض الكوليرا، في مناطق شمال غربيّ سورية.

وقال الرحمون إن "حالة الوفاة سجلت في منطقة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، لرجل كبير في السن".

والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة، ولا يزال المرض يشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على غياب المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.  

بدورها أعلنت شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، مساء أمس الأربعاء، حالة الوفاة، دون ذكر تفاصيل كثيرة عنها. وقالت الشبكة في بيان لها، إن "عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا في مناطق شمال غرب سورية، وصل إلى 42 شخصاً، فيما بلغ عدد المشتبه في إصابتهم بالمرض 605 حالات". أما في مناطق شمال شرقي سورية، فقد بلغ عدد الحالات المؤكدة 137 حالة، فيما لم تسجل أي حالة وفاة جديدة، ليبقى العدد مستقراً عند 23 حالة، فيما وصل عدد الحالات المشتبه في إصابتها إلى 8634، بعد استقبال الجهات الطبية في المنطقة 406 أشخاص يوم أمس الأربعاء، وفقاً للمصدر نفسه.

ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتيريا في برازهم لمدة تراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة، ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصاً آخرين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج. 

ولم تسجل الشبكة أي حالة وفاة ناتجة من المرض في مناطق رأس العين، وتل أبيض نبع السلام المسيطر عليها من قبل الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، إذ بلغ عدد المصابين بالمرض 24 شخصاً، وعدد المشتبه في إصابتهم 132 حالة. وفي السياق نفسه، أعلنت "وزارة الصحة" التابعة للنظام السوري، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الوفيات نتيجة إصابتهم بالكوليرا إلى 39 حالة. وأضافت الوزارة أن "عدد المصابين بالكوليرا وصل إلى 594 شخصاً، معظمهم بمدينة حلب، حيث سجلت إصابة 386 حالة". وكان الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد أكد خلال مؤتمر صحافي له، أمس الأربعاء، أنه رُصد أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بالكوليرا في سورية خلال الستة أسابيع الماضية.

فيما أوضح دريد الرحمون لـ"العربي الجديد"، أن "الإصابات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، تخص الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالمرض، وكل من يشتبه في إصابته يُعَدّ ضمن أعداد المصابين، بحسب اللجنة الصحية، وتطبق عليه شروط المصاب، من حجر صحي، وطريقة العلاج". وسبق أن حذر محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، في حديث مع "العربي الجديد" من تزايد تسجيل حالات إضافية ضمن المخيمات المنتشرة في المنطقة بمرض الكوليرا، وتحولها إلى بؤرة كبيرة. وناشد "منسقو استجابة سورية"، الأمم المتحدة عبر وكالاتها والدول المانحة، العمل على تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة الكوليرا ضمن المخيمات في سورية، وذلك من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها، لتمكينها من مواجهة المرض الذي بدأ بالانتشار.

وتعتبر منظمة الصحة توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة أمراً حاسماً للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها، وتوصي بعلاج حالات الكوليرا الوخيمة بالحقن الوريدي والمضادات الحيوية، إلى جانب إعطاء اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا بالاقتران مع إدخال تحسينات على خدمات إمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي لمكافحة فاشيات الكوليرا والوقاية منها في المناطق شديدة التعرض للمخاطر.

المساهمون