اتجّه سكان مدينة طفس السورية لصيانة المدارس والمؤسسات التعليمية المتضررة مع بداية العام الدراسي الحالي، على نفقتهم الخاصة، إيماناً منهم بأهمية التعليم ورسالته رغم كل الصعوبات والعراقيل.
وتعرضت 400 مدرسة في محافظة درعا جنوب سورية، خلال السنوات الماضية، بعد انطلاق الثورة السورية، لأضرار بالغة، ما أعاق سير العملية التعليمية.
وفي الوقت الذي تتجاهل فيه وزارة التربية التابعة للنظام السوري واقع المدارس والخراب الذي لحق بها، يصرّ أهالي طفس على صيانة المدارس وحمايتها من عمليات السرقة والتخريب.
ويعمل الأهالي في مدينة طفس حاليا على صيانة 10 مدارس، وفق ما أكد الناشط الإعلامي أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" موضحا أن "بعض المدارس ليس فيها ألواح أو مقاعد، وقد اشتراه المبادرون على نفقتهم الخاصة، أيضا وضعوا حراسا على المدارس لحمايتها من السرقة، وتوجيه رسالة للنظام الذي لم يتدخل من أجل دعم هذه المدارس".
واقع مدارس مدينة طفس مشابه لما تعيشه بقية المدارس في عموم محافظة درعا، وهذا ما أوضحه الحقوقي عاصم الزعبي عضو تجمع أحرار حوران لـ"العربي الجديد" قائلا: "بالنسبة لمدارس طفس وحوران بشكل عام، في محافظة درعا حوالي 980 مدرسة، تضرر خلال الحرب منها حوالي 400 بنسب تتراوح ما بين 25- 75 بالمائة. فيما يتعلق بعمليات الترميم التي تقوم بها حكومة النظام هناك نقطتان رئيسيتان، الأولى، عجز كبير في موازنة مديرية تربية درعا ومديرية الخدمات الفنية، وحتى وزارة التربية. أما الثانية، فالنظام منذ العام 2018 بعد التسوية الأولى يعمد إلى معاقبة المدن والبلدات التي وقفت ضده، من بينها طفس، وتتجلى العقوبة في عدم إعادة الخدمات وتأهيل البنية التحتية.
أما دوافع صيانة هذه المدارس كما بيّن الزعبي فهي استمرار تعليم الأهالي لأبنائهم وتلقيهم التعليم، لتجاوز الظروف الصعبة الحالية، وهناك مساهمات جيدة من المغتربين من كل مدينة أو بلدة في هذا الجهد، وهذه المبادرات ليست حكرا على طفس وحدها، بل تجري في عدة مدن وبلدات أخرى في الريف الشرقي ومناطق غيرها.
وأشارت مصادر محلية في مدينة طفس في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن الأهالي يشاركون في عمليات صيانة المدارس، والنظام يتبع سياسة التجاهل لواقع التعليم فيها، ولم يحرك ساكناً لتأهيل المدارس وصيانة مرافقها.
ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، يسعى الأهالي لتوفير مواد التدفئة لهذه المدارس أيضًا، وفقًا للزعبي الذي قال إنه "سيتم تجهيز المدارس بالمدافئ حسب المستطاع".
يذكر أن مدينة طفس تتبع إدارياً ناحية مزيريب في جنوب محافظة درعا، ويبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، وقدر عدد سكانها عام 2004 بنحو 36 ألف نسمة، وتعرضت لتهديدات من قبل النظام خلال الشهرين الماضيين، وهي من المدن التي دخلت في التسوية عام 2018.