أهالي السويداء يعيشون في رعب متواصل بسبب عصابات يحميها النظام السوري

15 سبتمبر 2021
أهالي السويداء يخشون مغادرة منازلهم ليلاً (Getty)
+ الخط -

تبدو الحركة محدودة في شوارع وأسواق مدينة السويداء جنوبي سورية، الأربعاء، كما توقفت حركة التنقل عبر طريق "السويداء - دمشق"، والذي يمر في وسط بلدة "عتيل"، وهي معقل "عصابة راجي فلحوط"، والتي قامت خلال الأيام الماضية بخطف عدد من المدنيين، وإطلاق النار في الشوارع، مما تسبب بسقوط قتيل وإصابة آخرين.

وقال أبو إبراهيم زين الدين، من سكان السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن "الليلة الماضية شهدت إطلاق رشقات رصاص، ولم تتوقف فيها سيارات المسلحين عن الحركة، واليوم كانت الحركة ضعيفة في الأسواق. شخصياً لم أرسل أبنائي إلى المدارس، فلم تستقر الأمور بعد، وفي أي وقت قد نشهد عودة المظاهر المسلحة إلى شوارع المدينة. العصابات زادت من تعدياتها على الأهالي خلال الفترة الأخيرة، وبعضهم يتفاخر بانتمائه إلى الأجهزة الأمنية، وأصبح من الطبيعي أن يقوم أحد أفرادها بإطلاق النار في السوق رغم وجود الأطفال والنساء".

وأضاف أن "هناك عادات جديدة بين من يستقلون السيارات من أفراد العصابات، فإن أردوا إلقاء التحية على بعضهم البعض يتبادلون إطلاق النار في الهواء، وإن كان الطريق مزدحماً بالسيارات تجدهم يستخدمون إطلاق النار عوضاً على صوت التنبيه، والأمر نفسه يتكرر في أقل خلاف على محطة الوقود، أو غيرها من الأماكن".
وقالت أمال، وهي موظفة طلبت عدم الكشف عن اسم عائلتها، لـ"العربي الجديد": "لم يعد أفراد العصابات يحترمون أحداً، ويتطاولون على المارة، وعلى أصحاب السيارات، وعلى أصحاب المحال التجارية، ومحطات الوقود، وحتى على موظفي الدوائر الرسمية، فإن كانت لديهم أي معاملة لم تنجز لسبب ما تجدهم يهددون الموظف بسلاحهم، وحتى الكادر الطبي. لا مكان نستطيع اللجوء إليه لتقديم شكوى، فالشرطة لا تستطيع حمايتنا، والأمن يدعمهم، ويسهل حركتهم رغم أن كثيراً منهم متهمون بقضايا قتل وخطف وسرقة، وهم قادرون على الذهاب إلى اللاذقية، ودمشق".
وأضافت: "لم أذهب اليوم إلى العمل رغم خلو شوارع المدينة من المظاهر المسلحة، فلهؤلاء العصابات أزلام قد يقومون بأي عمل في محاولة لخلق إرباك، أو محاولة تخفيف الحصار عن أكبر تلك العصابات في بلدة عتيل. منذ سنوات و(حركة رجال الكرامة) والمرجعيات تطالب برفع الغطاء عن العصابات، وتفعيل القانون، لكن ممثلي الحكومة يقولون إن الملف الأمني سلة واحدة، ويجب أن تقبلوا أن يلتحق أبناؤكم بالقوات النظامية، وتطلقوا يد الأمن في المجتمع حتى نستطيع التدخل، وهذا الأمر يرفضه الأهالي".

وقالت سمر، وهي طالبة في جامعة دمشق، لـ"العربي الجديد": "كانت ليلة أمس مزعجة بالنسبة لي، فاليوم كان لدي امتحان جامعي، وعندما سمعت أن طريق عتيل مغلق، وأنه لا وجود لوسائل نقل إلى دمشق، شعرت بالرعب، فعدم تقديم الامتحان سيتسبب في تأجيل تخرجي لفصل دراسي كامل، ففكرت في عدم الذهاب خشية أن يحدث إطلاق نار ونحن على الطريق، أو أن تقوم العصابة بخطف مدنيين، فلا يوجد أي رادع لهم. لكن تم تحويل السيارات إلى طريق فرعي، وذهبت إلى دمشق، تقدمت للامتحان وعدت، والطريق آمن لأن حركة رجال الكرامة تحميه، وننتظر اجتثاث تلك العصابات التي قتلت وخطفت وسرقت، وأثارت الذعر بين الناس".

وتنتشر في المنطقة العديد من العصابات، ومنها عصابة فلحوط، وعصابات معتز ورامي مزهر، وسليم حميد، ومجدي نعيم، وجميعها مرتبطة بالأجهزة الأمنية، وقامت العصابات خلال الأيام الماضية باستهداف "قوة مكافحة الإرهاب" بعد اكتشافها تورط عصابة فلحوط في التخطيط لاغتيال شخصيات أمنية.

المساهمون