تعاني السورية سميحة أحمد دباغ "أمّ عبدو" من صعوبات الحياة بعدما فقدت ستة من أولادها خلال الثورة السورية. وبعد عشر سنوات خلت، تعيش هذه الأم المكلومة اليوم على أمل النصر على النظام وتحقيق حلم الحرية والكرامة.
من مدينة إدلب وفي أحد أحيائها القديمة، وتحديداً حي جبارة، تجلس في بيتها، وتتحدث لـ"العربي الجديد" عن معاناتها. تقول "فقدت أولادي وأحفادي، كما توفي زوجي قبل اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، وتركني مع 14 حفيداً، منهم من رحل مع أمه، ومنهم من بقي معي ومنهم من تزوج وذهب للعيش في منزله".
وتضيف: "في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2012 وصل خبر استشهاد أول اثنين من أبنائي محمود ونادر في أول مواجهة عسكرية بمحافظة إدلب بين الثوار وجيش النظام أثناء تحرير مدينة حارم، غرب إدلب".
وقتل ابنها فادي قنصاً عندما دخل جيش النظام السوري إلى مدينة إدلب عام 2012، كما قتل وائل في معركة السيطرة على المدينة في مارس/آذار 2015.
ولم تستطع "أمّ عبدو" منع ولديها زكريا و عبد الرحمن من الالتحاق بالمعارك لـ"غيرتهم على وطنهم، فقد ارتقيا شهيدين في شهر فبراير/شباط من العام الماضي أثناء محاولة الثوار التصدي لجيش النظام و حلفائه لمنعه من دخول مدينة سراقب".
وتضيف: "ما زال لدي أمل بالنصر للثورة السورية، رغم أنني لا أتابع أخبارها السياسية والعسكرية، بسبب معاناتي الشديدة، فقد فقدت أبنائي الستة، وفقدت معيلي وسندي وعشت مرارة النزوح من مكان إلى آخر".
لا تقتصر معاناة "أمّ عبدو" على فقدان أولادها، فقد أصيبت هي أيضا بشظية في قدمها في إحدى رحلات النزوح أثناء تعرضها لغارة جوية من الطيران الحربي كانت قد استهدفت مدرسة في مدينة معرتمصرين، شمال إدلب، وجرح اثنان من أحفادها وأضاعت الثالث مدة ثلاثة أشهر، حتى التقت به في معبر باب الهوى الحدودي، شمال غرب سورية، بعد تعميم صورته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان قد أسعف إلى تركيا لتلقي العلاج بعد الغارة الجوية التي أفقدته ذاكرته ونطقه وساقه.
في كل كلمة تنطقها أم عبدو تنساب دمعة من عينها: "أعيش على ما يأتيني من أولاد الحلال الذين يطرقون بابي. لدي حاليا أربعة أطفال يستعملون الحفاضات وطفلة تعيش على الحليب. الحمل ثقيل عليّ. أحاول جاهدة تعويض أحفادي حنان الأهل ورعايتهم وتأمين الطعام وتعليمهم".
في الذكرى العاشرة للثورة السورية تدعو "أم عبدو" الله للنصر والتمكين لثوار سورية وتدعوه للرحمة والمغفرة لأبنائها الثوار الستة الذين فقدتهم جميعا في معارك ضد جيش النظام السوري.
يذكر أن النظام السوري كان قد سيطر في بداية العام الماضي ونهاية عام 2019 على مساحات واسعة من محافظات إدلب وحلب وحماة ليقترب مجددا من مدينة إدلب بعد وصوله إلى مدينة سراقب، وذلك التقدم جاء بدعم روسي أسفر عن مقتل وتشريد مئات الآلاف من السكان.