استمع إلى الملخص
- **استجابة السلطات والمساعدات**: زار مسؤولون المناطق المتأثرة ووعدوا بتدخلات عاجلة، مشيرين إلى الحاجة لمخيمات، أمصال العقارب، مواد غذائية، وآليات لسحب المياه، مع تعهد رئيس مجلس السيادة بتقديم الدعم.
- **تفاقم الأوضاع الإنسانية**: أعلنت غرفة طوارئ ولاية نهر النيل عن مقتل طفلتين وتضرر 62 منزلاً و60 ألف فدان زراعي، مع مناشدات للمنظمات المدنية والدولية لتقديم المساعدات العاجلة.
شهدت منطقة السير شمالي السودان، اليوم السبت، سقوط أمطار غزيرة تسببت، وفقاً للسلطات المحلية، في سقوط العديد من المنازل والأسقف ودورات المياه، فيما امتلأت جميع الشوارع بالمياه، ما أدى لمضاعفة معاناة المواطنين جراء السيول في السودان وتزايد حالات لدغات العقارب، طبقاً لما أوردته وكالة السودان للأنباء الحكومية.
ووعد مدير وحدة شرق النيل الإدارية النور علي النور، الذي زار المناطق المتأثرة بتدخلات عاجلة لتخفيف معاناة السكان وتقليل حجم الكارثة بالمنطقة، موضحاً أن المتضررين بحاجة عاجلة لمخيمات وأمصال العقارب ومواد غذائية وآليات لسحب المياه ومساعدات صحية، ورش المياه الراكدة لتقليل آثار الكارثة.
السيول في السودان تهدم 70 ألف منزل
وكانت أمطار غزيرة قد هطلت في الأسابيع الماضية، تسببت في سيول ووفاة ما لا يقل عن 65 شخصاً وإصابة أكثر من مائة آخرين، وقد هدمت كذلك ما يزيد عن 70 ألف منزل. وفي أحدث تقرير لغرفة طوارئ بوزارة الصحة السودانية أعلنت الوزارة عن تسجيل 25 حالة جديدة بالإسهالات المائية الحادة، لترتفع الحالات تراكمياً إلى 192حالة في ثلاث ولايات، هي كسلا والخرطوم والجزيرة، ولفت التقرير إلى أن معظم الحالات من ود الحليو وكسلا، إلى جانب دخول محلية ريفي كسلا، بتسجيل حالة واحدة أمس بمنطقة ودشريفي. إضافة إلى وفاة شخص واحد بالإسهال المائي، ليصبح العدد التراكمي 12 وفاة، بولاية كسلا.
وأضح التقرير أن عدد المحليات المتأثرة بخريف هذا العام في كل السودان وصل إلى 38 محلية، في حين لقي نحو 53 شخصاً مصرعهم وأصيب 208، وتضررت تسعة آلاف و777 أسرة. وعددت غرفة الطوارئ المشكلات التي تواجهها، ومنها عدم وصول الميزانيات والنقص في الوقود.
من جانبه، زار رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح، أمس الجمعة، المتضررين بمدينة أبي حمد، شمالي السودان، وتعهد بوقوف الدولة بكافة أجهزتها مع المتضررين وتقديم كل ما من شأنه تخفيف وطأة الكارثة عليهم، موجهاً مؤسسة الدولة الاتحادية والولائية بتسخير كل الإمكانات لمساعدة المواطنين في تلك المناطق وتقديم الدعم والعون لهم.
ويشكو خالد محمد، أحد المتضررين، لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، من عدم استجابة الحكومة الاتحادية والولائية لتوجيهات البرهان، إذ ما زال المتأثرون يعانون من نقص حاد في المخيمات وانتشار البعوض والذباب ونقص في الإمداد الغذائي وتدنٍّ في الخدمات، محذراً من عواقب وخيمة لو سارت الأوضاع على تلك الوتيرة.
من جهة أخرى، أعلنت غرفة طوارئ ولاية نهر النيل، شمال البلاد، عن مقتل طفلتين بمنطقة المسيكتاب، نتيجة أمطار ضربت محلية شندي مساء أمس الجمعة، موضحة أن نحو 62 منزلاً تضررت جراء تلك الأمطار في كل من حي التراجمة الغابة، والدوشين، كما تضرر 60 ألف فدان زراعي وأتلفت الأمطار 1200 من جوالات البصل.
وتمكنت جهود الدفاع المدني بمنطقة ابي حمد، من إنقاذ عالقين بمناطق التعدين، وانتشال جثة واحدة من مجرى المياه، ووجهت غرفة الطوارئ مناشدة للمواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري المياه في الأودية والخيران.
بينما تفاقمت معاناة المتأثرين بالأمطار من منطقة جبل الداير بجنوب كردفان، حيث يواجه ثمانية آلاف شخص أصعب الظروف الإنسانية، ويقول عثمان محمد إنهم نزحوا من مناطقهم الأصلية منذ فترة، وجاءوا إلى ولاية النيل الأبيض، وبعد هطول الأمطار الغزيرة فقدوا كل شيء، وتعيش بعض الأسر واقعاً مؤلماً في مخازن ومظلات بسوق للمحاصيل، داعياً منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لسرعة تقديم المساعدات لهم، بما يشمل الإيواء والغذاء والدواء.