تظاهر نحو 2500 شخص في غرب ألمانيا، اليوم السبت، من أجل وقف سريع لتعدين الفحم في المنطقة، إذ من الممكن هدم قرية بالجرافات لإفساح المجال أمام العمل في منجم. وقد شكّل المشاركون في الاحتجاج سلسلة بشرية طولها أربعة كيلومترات بين قرية لوتسرات المهدّدة وقرية كينبرغ المجاورة. وتقع لوتسرات على بعد بضع مئات من الأمتار من حفرة شاسعة، تستخرج منها شركة المرافق العملاقة الألمانية "آر دبليو إي" الفحم الحجري لحرقه في محطات الطاقة القريبة.
تجدر الإشارة إلى أنّه من المزمع انتهاء العمل في مجال تعدين الفحم بألمانيا بحلول عام 2038، إلا أنّ خبراء بيئيين يرون أنّه لا بدّ من التوقف قبل ذلك التاريخ بعشرة أعوام على أقلّ تقدير، إذا أرادت البلاد أن تلعب دورها في تحقيق هدف اتفاق باريس بشأن المناخ (2015) المتمثّل في الحدّ من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وفي هذا السياق، يقول المتظاهر ميشائيل تسوبيل لوكالة "أسوشييتد برس": "إذا أردنا البقاء على هذا الكوكب، علينا اتّخاذ الإجراءات (المناسبة) الآن... فالبقاء على هذا الكوكب في خطر والأمر يبدأ من هنا، لذلك يجب وقف تعدين الفحم، وسوف يحتاج الأمر إلى تدابير أخرى كذلك".
يُذكر أنّ لوتسرات تقع في ولاية شمال الراين-وستفاليا، وهي واحدة من بين أكثر مناطق ألمانيا تضرراً من الفيضانات في الأشهر الماضية التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص وتسبّبت في خسائر مادية تقدّر بمليارات اليورو. ويشير علماء إلى أنّه على الرغم من صعوبة عزو عواصف معيّنة إلى تغيّر المناخ، فإنّ الطقس المتطرّف من النوع الذي تسبّب في الفيضانات بأجزاء من أوروبا الغربية الشهر الماضي، سوف يصير أكثر حدّة وتواتراً في عالم يزداد احتراراً.
(أسوشييتد برس)