أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة، الجمعة، تسجيل 21 إصابة بجدري القرود في البلاد، حيث يمكن أن يكون المرض الذي سجّلت أكثر من 700 إصابة به في العالم بصدد التفشي محلياً. ومن بين الحالات التي سجّلت في الولايات المتحدة تم رصد 20 في 11 ولاية، أما الإصابة الحادية والعشرون فقد رصدت وحصلت في الخارج.
وغالبية الإصابات لدى الأميركيين على صلة بسفرات إلى الخارج، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها؛ الوكالة الفدرالية الصحية الرئيسية في البلاد، لكن بعضاً من الإصابات الأخرى على صلة بحالات أخرى معروفة في الولايات المتحدة، وبالنسبة لأحد المصابين لم يتم تحديد مصدر العدوى إلى الآن.
وكانت 16 من أول 17 إصابة أولى في الولايات المتحدة، لرجال قالوا إنهم يقيمون علاقات جنسية مع رجال، وفق تقرير جديد لمراكز الصحة الأميركية. لكن جميع المصابين في مرحلة التعافي، أو تعافوا بالفعل، ولم ترصد أي وفاة ناجمة عن الإصابة.
وحث مسؤولو الصحة الأميركيون الأطباء، اليوم الجمعة، على إجراء اختبارات جدري القرود في حالة الاشتباه فيها، قائلين إنه قد يكون هناك انتشار على مستوى المجتمع، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان المرض سيتحول إلى وباء، مضيفين أنّ المخاطر على الصحة العامة لا تزال منخفضة.
New @CDCMMWR: people w/ #monkeypox have been identified in the US CDC has initiated an emergency response to monitor & investigate cases. While monkeypox is rare in the US, people w/ unexplained rashes or lesions should contact their health care provider: https://t.co/R9AsxMCuyx pic.twitter.com/u2m38JHz20
— CDC (@CDCgov) June 3, 2022
وحذّرت جينيفر مكويستون، المسؤولة عن استجابة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه "قد يكون هناك تفش محلي" لجدري القرود، مضيفة "لا نزال نعتقد أنّ الخطر على الصحة العامة ضئيل".
وقالت: "يمكن أن يصاب أي شخص بجدري القرود، ونحن نراقب بعناية المرض الذي قد ينتشر في أي مجموعة، بما في ذلك أولئك الذين لا يعرّفون بأنهم رجال يقيمون علاقات جنسية مع رجال".
وأضافت أن مراكز السيطرة على الأمراض تقوم بتوعية خاصة في مجتمعات المثليين، والحالات المشتبه بها "ينبغي أن تكون أي شخص مصاب بطفح جلدي بسمات جديد"، وأي شخص يعتبر موضع شك كبير في حال سفر ذي صلة، أو مخالطة وثيقة، أو أن يكون رجلا يقيم علاقة جنسية مع رجال.
وجدري القرود بحسب منظمة الصحة العالمية مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعانيها المصابون بالجدري، ولكنّها أقلّ شدّة.
ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور طفح جلدي، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة، ويتطلب انتقال عدوى جدري القردة مخالطة وثيقة وطويلة بين شخصين وهو ينتقل خصوصاً عبر اللعاب أو التقرحات الجلدية.
وقالت مكويستون "نعمل بجهد كبير لاحتواء" المرض لكي لا يصبح متوطناً على غرار ما هي عليه الحال في بلدان أفريقية عدة. وتابعت "تتمحور استراتيجية الولايات المتحدة حول تشخيص الحالات والأشخاص المخالطين والحرص على أن اللقاح عرض عليهم، وعلى عزل الحالات المصابة".
ونشرت كندا، الجمعة، حصيلة إصابات جديدة بلغت 77، جميعها في مقاطعة كيبيك، حيث تم تسليم لقاحات.
ورغم أن التفشي الجديد قد يكون مرتبطا بشكل خاص بحفلات للمثليين في أوروبا، لا يعتقد أن جدري القرود مرض ينتقل عن طريق الجنس، لكنه يمكن أن ينتقل من خلال ملامسة البثور الجلدية، أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة، والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف، ويبقى المصاب معديا حتى تتقشر كل البثور، ويتكون جلد جديد.
وقال المسؤول في قسم الأمن الصحي العالمي والدفاع البيولوجي في البيت الأبيض، راج بنجابي، إن 1200 لقاحا و100 جرعة علاج سُلمت إلى ولايات أميركية قدمتها لأشخاص خالطوا مصابين. ويوجد حاليا لقاحان مرخصان هما "أكام 2000" و"جاينيوس"، واللذين طورا أساسا لمكافحة الجدري.
رغم القضاء على مرض الجدري منذ عشرات السنين، تحتفظ الولايات المتحدة بكمية احتياط استراتيجية من اللقاحات في حال استخدامه كسلاح بيولوجي. واللقاح "جاينيوس" هو الأحدث بين الإثنين، ويسبب أعراض جانبية أقل.
في أواخر مايو، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض إن لديها 100 مليون جرعة من "أكام 2000"، وألف جرعة من "جاينيوس"، لكن أوكونيل قالت، الجمعة، إن الأرقام تغيرت، وامتنعت عن الكشف عن الأعداد المحددة لأسباب استراتيجية.
وأجازت مراكز السيطرة على الأمراض عقارين مضادين للفيروس كانا يستخدمان لعلاج إصابات الجدري، هما "تبوكس" و"سيدوفوفير" لاستخدامهما مع مرضى جدري القردة.
(فرانس برس)