أكثر من 19 ألف حريق في العراق خلال 8 أشهر

14 اغسطس 2023
تتأثر الحرائق في العراق باستمرار مخالفات السلامة العامة (محمد فلال إبراهيم/ الأناضول)
+ الخط -

كشف الدفاع المدني العراقي، اليوم الاثنين، تسجيل أكثر من 19 ألف حريق منذ بداية العام الحالي في كل المحافظات، ما يؤكد استمرار تفاقم أزمة الحرائق في البلاد، وتأثرها باستمرار مخالفات شروط السلامة العامة.

وباتت الحرائق شبه يومية في العراق، وتترافق مع خسائر بشرية ومادية غير بسيطة، وتعود غالبيتها بحسب مسؤولين إلى إهمال تطبيق إجراءات السلامة في معايير البناء، ما يتسبب في ضحايا وخسائر وأضرار كبيرة.

وفي الأشهر السابقة شددت مديرية الدفاع المدني العقوبات ضد مخالفي شروط السلامة في المباني والمؤسسات الأهلية والحكومية، والتي تتسبب في حرائق، وهددت بفرض غرامات مالية كبيرة لردعهم.

وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني، العميد جودت عبد الرحمن، شهد العراق أكثر من 19 ألف حريق منذ بداية العام الحالي، لكنه أعلن في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أن هذا العدد انخفض بنسبة 20 في المائة عن العام السابق.

وعلّق بأن "الانخفاض جاء بفضل تزايد وعي المواطنين في تطبيق شروط السلامة، واعتماد طرق حديثة في البناء والتشييد لتفادي أسباب لحرائق". وأمل في أن تتراجع الحرائق بنسبة أكبر.

لكن مسؤولاً في مديرية الدفاع المدني، رفض ذكر اسمه، قلل في حديثه لـ"العربي الجديد" أهمية الحديث عن تراجع نسبة الحرائق، "لأن الرقم ما زال كبيراً، ولا يمثل في كل الأحوال تراجعاً آمنا". 

وتابع: "ما زال تطبيق إجراءات السلامة ضعيفاً في غالبية دوائر الدولة وتلك الأهلية، وهناك إهمال واضح في التعامل مع احتمالات اندلاع حرائق".

وأشار إلى أن "مديرية الدفاع المدني نظمت ورشاً للتوعية خلال الفترة السابقة، لكن الاستجابة للتوجيهات تظل ضعيفة. وقد اقترحت المديرية في تقرير أرسلته إلى مجلس شورى الدولة رفع قيمة الغرامات إلى 10 ملايين دينار (الدولار يعادل 1500 دينار)، فهذا مبلغ مثالي لردع المخالفين".

وكانت مديرية الدفاع المدني أعلنت مطلع العام الحالي أن 855 شخصاً توفوا في حوادث حرائق خلال ثلاث سنوات، وحذرت من أن 2023 سيشهد مزيداً من الحرائق، خصوصاً في مبانٍ آيلة للانهيار، كما ستزداد الخسائر إذا لم تعالج الأسباب.

وسبق أن أقرت المديرية بصعوبة التحديات التي تواجهها فرقها نتيجة الحوادث اليومية المختلفة التي تسجل في البلاد، وأكدت وجود نقص كبير في كوادرها وآلياتها، ما يزيد حجم مخاطر الحوادث اليومية.

ويسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية والمنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها هذا الصيف يثير القلق حول إجراءات الوقاية التي تعهدت وزارة الداخلية اتخاذها قبل نحو عامين بعد سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات ودوائر مختلفة، وتسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

المساهمون