أفغانستان: نحو مليون نازح خلال 3 أشهر

05 اغسطس 2021
لا يدركون أنّ انتقالهم من بيوتهم هو تهجير ومأساة (أديك بيري/ فرانس برس)
+ الخط -

في أحد مخيمات النزوح في العاصمة الأفغانية كابول، يبتسم الأطفال الثلاثة للمصوّر. لا يدركون أنّ انتقالهم من بيوتهم هو تهجير ومأساة وليس "مغامرة"، فأيّ منهم لم يبلغ بعد العاشرة من عمره، وبالتالي لا تسمح لهم سنواتهم المعدودة بفهم ذلك.

وكشفت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان عن نزوح نحو مليون شخص في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بسبب تزايد الاشتباكات وتصاعد أعمال العنف في مناطق عدّة داخل البلاد. وقالت عضو اللجنة بنيفشا يعقوبي، في تصريحات صحافية، أمس الخميس، إنّ أعمال العنف والاشتباكات المتصاعدة أخيراً، رفعت أعداد النازحين في البلاد.

وأضافت يعقوبي أنّ أكثر من 950 نازحاً اضطروا إلى ترك بيوتهم، موضحة أنّ ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان شهدت أكبر موجات نزوح في البلاد. وأشارت إلى أنّ 77% من النازحين قلقون على حياتهم، في حين أنّ أكثر من 34% منهم يعانون من عدم توفّر مياه صالحة للشرب.

وطلبت السلطات الأفغانية من سكان مناطق الحرب في مدينة لشكر كاه مركز إقليم هلمند، ومدينة قندهار مركز إقليم قندهار، مغادرة منازلهم، والذهاب إلى أماكن آمنة، في حين تقول وزارة شؤون اللاجئين الأفغانية إنه بسبب المعارك الأخيرة، شردت نحو 60 ألف أسرة في مختلف مناطق البلاد.

وقال نائب وزير اللاجئين، شير عالم أمله وال، في تصريح صحافي، في مدينة مزار شريف مركز إقليم بلخ، إنّ الحكومة تبذل قصارى الجهد من أجل مساعدة المشردين مؤخراً بسبب المعارك بين حركة "طالبان" والقوات الأفغانية في مختلف المناطق، مضيفاً أنه "لا توجد في الوقت الراهن أرقام دقيقة للنازحين داخلياً بسبب الحرب، إلا أنّ الأرقام التقريبية تشير إلى أنّ عدد النازحين خلال الشهرين الماضيين قد وصل إلى 60 ألف أسرة، وأن الحكومة، بالتنسيق مع المؤسسات الدولية، تسعى لمساعدتهم".

وتؤكد مؤسسة حقوق الإنسان الوطنية، في تقرير، أنّ الأشهر الستة الماضية شهدت نزوح 62400 أسرة من منازلها، مطالبة أطراف الحرب بتجنب أي عمل يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمدنيين.

وكانت وزارة اللاجئين الأفغانية قد أكدت، في بيان سابق لها، أنّ الحرب أدت إلى نزوح أربعة ملايين شخص في مختلف مناطق أفغانستان خلال السنوات الماضية.

وتشهد مناطق مختلفة في أقاليم قندهار، وهلمند، وهرات، وتخار، وجوزجان معارك ضارية بين حركة "طالبان" والقوات الحكومية، كما تلجأ الحكومة إلى قصف المناطق التي تدخل إليها "طالبان"، ما يؤدي إلى نزوح أهالي تلك المناطق.

وتقدر السلطات المحلية في قندهار، أنه قتل وأصيب 25 مدنيا جراء المعارك خلال الـ24 ساعة الماضية، كما قتل خمسة مدنيين جراء سقوط قذائف الهاون على منازل سكنية في منطقة تركمنان بمدينة قندوز.

وكان مستوى العنف قد تصاعد في أفغانستان في مطلع مايو/ أيار الماضي، مع اتساع رقعة نفوذ حركة "طالبان" تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.

يُذكر أنّ أفغانستان تعاني منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن حكم حركة "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنّى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة الأميركية.

المساهمون