أثارت فعالية غنائية باللغة العبرية في إحدى مدارس القدس المحتلة، أمس الإثنين، سخط وغضب المقدسيين بعدما كشف عن ذلك أحد أولياء الأمور الذي توجه إلى المدرسة ليفاجأ بعرض غنائي لتلميذات المدرسة وهن يرقصن على أنغام أغنية المطرب الإسرائيلي إيال غولان.
وفي تسجيل صوتي لولي الأمر، الذي كشف عن فعالية الغناء بالعبرية، ناشد المرجعيات في القدس التدخل ووقف ما يجري في مدارس القدس، خاصة بعدما بث هذا التسجيل ومقاطع الفيديو المصورة لتلميذات المدرسة وهن يرقصن على أنغام الأغنية العبرية.
وتأتي هذه الفعالية لتصب الزيت على النار، إذ سبقها توتر شعبي تسبب به مشهد مسرحي في حفل تخريج طالبات الصف السادس الابتدائي نظمته قبل نحو أسبوعين مدرسة راهبات الوردية في حي بيت حنينا، شمالي القدس المحتلة، ظهرت فيه إحدى الطالبات وهي تلوح بالعلم الإسرائيلي، أعقبه اعتذار لأهالي التلاميذ نشرته المدرسة وبررت فيه استخدام العلم ضمن العرض المسرحي.
من جهته، أكد رئيس اتحاد أولياء الأمور في مدارس القدس زياد الشمالي رفض الاتحاد "استخدام اللغة العبرية في المهرجانات والأنشطة المدرسية".
وقال الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "تواصل مع مديرة المدرسة وأبلغها بموقف الاتحاد القاضي بعدم رفض تعلم اللغة العبرية مثلها مثل باقي اللغات الأجنبية، لكنه يرفض تمريرها على التلاميذ في المهرجانات والأنشطة المدرسية".
أما الخبير التربوي غسان عبد الله، فكشف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قرابة نصف طلبة القدس يتوجهون إلى مدارس المقاولات".
من جهته، رأى المحلل السياسي والإعلامي راسم عبيدات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ما حدث يعبر عن سلب وعي طلابنا وإغراقهم في أنشطة تطبيعية، ضمن خطة ممنهجة من قبل حكومة وبلدية الاحتلال ودائرة معارفها".
وأشار عبيدات إلى أن "11 لجنة من أصل 17 لجنة التي عينتها حكومة الاحتلال للتعامل مع سكان القدس العرب، هم من خلفيات أمنية، بمعنى أنهم كانوا يعملون ضمن أجهزة أمن الاحتلال".
وأوضح أنه "في ما يتعلق بالتعليم في القدس، فالمسؤول عن هذا الملف هم من تم تعيينهم، فهم يعملون على تنفيذ أجندات الاحتلال في ما يتعلق بأسرلة التعليم في القدس".
ولعل الاحتلال، وفق عبيدات، حقق "نجاحات وتقدماً على طريق أسرلة العملية التعليمية في مدينة القدس".
وأشار في هذا السياق إلى زيادة عدد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي بشكل كامل، مضيفاً أن "السبب من وراء ذلك هو دخول المدارس الخاصة في شرنقة ومصيدة المال المشروط الذي تتلقاه من بلدية الاحتلال. وعدم قدرة السلطة على توفير دعم مالي لها، فتح الطريق نحو زيادة أعداد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي بشكل كامل والمنهاج الفلسطيني المعدل".
وتطرق إلى مشكلة "هجرة الطلاب والمدرسين من المدارس التي تتبع المنهاج الفلسطيني"، موضحاً أن "السبب ليس مرتبطاً بعدم وجود حوافز ورواتب مجزية للمدرسين في تلك المدارس، بل غياب البيئة التعليمية، وكذلك تراجع نوعية التعليم فيها".
أما بالنسبة لهجرة الطلبة، بحسب عبيدات، فإنه "وبعد إضراب المعلمين المتواصل لمدة ثلاثة أشهر، فإن قسماً منهم رحل إلى مدارس بلدية الاحتلال والمدارس الخاصة".
كما تحدث عن "المساءلة والمحاسبة للمدارس التي يتعمق فيها المنهاج الإسرائيلي فقد غابت عن قاموس الحكومة الفلسطينية، لتصحو من غيبوبتها بعد حادثة رفع العلم الإسرائيلي في مدرسة راهبات الوردية، وتعلن أنها ستقوم بتشكيل لجنة تحقيق، واتخاذ إجراءات مساءلة ومحاسبة".
وفي مقابل هذه العروض التي بدأت تثير غضب المقدسيين، لجأت بعض المدارس الممولة من قبل دائرة المعارف في بلدية الاحتلال، أخيراً، للاستغناء عن خدمات معلمين في هذه المدارس من خريجي جامعة القدس الفلسطينية التي لا تعترف بها سلطات الاحتلال.
ووفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة، فقد تم الاستغناء عن خدمات عدد غير محدد من المعلمين والمعلمات من عدد من هذه المدارس، خاصة من مدرسة الحياة الأساسية في بلدة كفر عقب، شمال القدس.
وأكد رئيس اتحاد أولياء الأمور في مدارس القدس زياد الشمالي أن قرار الفصل من العمل جاء ارتباطاً بموقف سلطات الاحتلال عدم الاعتراف بشهادة هؤلاء المعلمين الصادرة عن جامعة القدس.