حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الاثنين، من أنّ هجوم إسرائيل البري المحتمل على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة سيكون "كارثياً"، مشدّدةً على وجوب وقفه. أضافت أنّ المنطقة مكتظة بمئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها للنجاة من القصف العنيف في بقية مناطق القطاع، وسط الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكان النازحون الفلسطينيون في مدينة رفح المكتظة، الذين يُقدَّر عددهم بنحو مليون و400 ألف نسمة (أكثر من نصف سكان قطاع غزة)، قد عاشوا رعباً كبيراً ليلة الأحد-الاثنين، وسط القصف الإسرائيلي الذي استهدف أجزاء فيها، بما في ذلك المناطق حيث نُصبت خيام هؤلاء الذين حُشروا في البقعة الصغيرة الحدودية مع مصر.
وأفادت المديرة العامة لـ"أطباء بلا حدود" ميني نيكولاي، في سلسلة تدوينات نشرتها منظمتها على منصّة "إكس"، بأنّ "الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثياً ويجب ألا يستمرّ"، وسط تحذيرات دولية من إبادة قد تنجم عن استهداف المدينة المكتظة بالنازحين.
🔴 Gaza:
— MSF International (@MSF) February 12, 2024
“Israel’s declared ground offensive on Rafah would be catastrophic and must not proceed.
As aerial bombardment of the area continues, more than a million people, many living in tents and makeshift shelters, now face a dramatic escalation in this ongoing massacre...
ورأت نيكولاي أنّ "مع استمرار القصف الجوي للمنطقة، فإنّ أكثر من مليون شخص، يعيش كثيرون منهم في خيام وملاجئ مؤقتة، يواجهون في الوقت الراهن تصعيداً كبيراً في هذه المذبحة المستمرة".
وشدّدت نيكولاي على أن "لا مكان آمناً في قطاع غزة، وقد دفعت عمليات التهجير القسري المتكرّرة الناس إلى رفح، حيث يُحاصَرون في قطعة صغيرة من الأرض وليست لديهم أيّ خيارات (للتوجّه إلى أمكنة أخرى)".
وأشارت المديرة العامة لمنظمة "أطباء بلا حدود" إلى أنّ "فرقنا الطبية ومرضانا اضطروا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى إخلاء تسعة مرافق رعاية صحية في قطاع غزة، بعد تعرّضهم لنيران الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة والقنّاصة والقوات البرية (الإسرائيلية) أو بعد خضوعهم لأمر إخلاء (من القوات الإسرائيلية).
أضافت نيكولاي أنّه خلال الحرب المتواصلة، "اعتُقل أفراد من الطواقم الطبية والمرضى وتعرّض عدد منهم للتعذيب والقتل، وقد حدث كلّ هذا على مرأى ومسمع زعماء العالم".
لا بدّ من وقف الهجوم الإسرائيلي على رفح
ووسط هذا، أكدت نيكولاي أنّ "العمل في قطاع غزة صار شبه مستحيل في الوقت الراهن، وكل محاولاتنا لتوفير الرعاية المنقذة لحياة الفلسطينيين تضاءلت بسبب سلوك إسرائيل في الأعمال العدائية"، مبيّناً أنّ "الاحتياجات هائلة والوضع يتطلب استجابة إنسانية آمنة على نطاق أوسع بكثير".
وطالبت نيكولاي "حكومة إسرائيل بالوقف الفوري لهذا الهجوم (البري على رفح)، وكلّ الحكومات الداعمة لها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، إلى اتّخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق وقف كامل ومستدام لإطلاق النار"، مفيدة بأنّ "الخطاب السياسي ليس كافياً".
يُذكر أنّ الليلة الدامية التي شهدتها رفح راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، من جرّاء غارات عنيفة شنّتها القوات الإسرائيلية، في حين اندلعت اشتباكات بين تلك القوات ومقاومين فلسطينيين في شمال غرب المدينة المكتظة بالنازحين، وسط تجاهل إسرائيلي واضح لكلّ التحذيرات وللتوصيات الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
وبحسب البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين، وصل عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء. ويأتي ذلك في حين أنّ أكثر من سبعة آلاف فلسطيني ما زالوا في عداد المفقودين، ولم يُعرَف بعد إن كانوا أحياء أم لا.
(الأناضول، العربي الجديد)