ناشدت منظمة "أطباء بلا حدود" السلطات السودانية، اليوم الأربعاء، منح تأشيرات دخول لأجانب يعملون في إطارها، حتى تتمكّن من مواصلة تقديم الدعم لأحد آخر المستشفيات العاملة في السودان، علماً أنّ الحرب أدّت إلى خروج ثلاثة أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة.
وأوضحت المنظمة بأنّها "تنتظر منذ أكثر من ثمانية أسابيع تأشيرات لأطباء جرّاحين وممرّضين وعاملين في تخصّصات أخرى" تحت سقفها، ليتمكّنوا من الانضمام إلى أطقمها في السودان، وذلك وسط أزمة إنسانية كبرى.
We are appealing to the Sudanese authorities to put in place transparent processes for visa approval that will allow us to regularly replace our staff in Sudan.
— MSF International (@MSF) August 9, 2023
Otherwise, we may soon be forced to withdraw our support to the Turkish Hospital.
More 👇https://t.co/pxt6AdjTY1
وقالت المسؤولة عن عمليات الإغاثة في "أطباء بلا حدود" كلير نيكوليه إنّ "تأشيرات عدد كبير من مقدّمي الخدمة الصحية" الذين يساعدون المستشفى التركي في الخرطوم "أوشكت على الانتهاء، الأمر الذي يعني أنّه ينبغي عليهم مغادرة البلاد". أضافت أنّ "لدينا فريقاً جاهزاً للسفر (إلى السودان) ليحلّ محلّ هؤلاء، لكنّه لم يفعل بسبب عدم توفّر تأشيرات سفر".
وبيّنت "أطباء بلا حدود" أنّها عالجت في المستشفى التركي، في الفترة الممتدة ما بين منتصف يونيو/ حزيران ونهاية يوليو/ تموز الماضيَين 3800 مريض، من بينهم أكثر من 200 طفل"، لافتة إلى أنّ هذه "خدمات مهمّة في السودان، أحد أفقر بلدان العالم والذي باتت تعمّه الفوضى منذ اشتعال الحرب فيه".
وقد أدّت الحرب منذ اندلاعها في السودان، قبل 16 أسبوعاً، إلى مقتل نحو أربعة آلاف شخص وتشريد ما يزيد عن ثلاثة ملايين آخرين في داخل البلاد وخارجها.
كذلك ثمّة آلاف الجثث في الشوارع، الأمر الذي يمنع من إحصاء الضحايا بصورة دقيقة ويمثّل خطراً صحياً. ولا يبدو أنّ ثمّة خطّ جبهة بين الطرفَين اللذَين يقصفان يومياً مناطق سكنية ومعسكرات مقاتلين بلا تمييز.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/ نيسان الماضي، تشكو منظمات الإغاثة الإنسانية من عدم قدرتها على الوصول إلى الناس لمساعدتهم، وتتّهم البيروقراطية السودانية بعرقلة حركتها.
وشرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّه لم يعد ممكناً الحصول على التأشيرات إلا في بورتسودان (على البحر الأحمر شرقاً) وهي مدينة لم تصل إليها المعارك، لكنّ من غير الممكن الوصول إليها في معظم الأحيان انطلاقاً من مناطق المعارك في الخرطوم ودارفور حيث يحتاج السودانيون إلى مساعدة منظمات الإغاثة.
ويشهد الوضع الصحي في البلاد مزيداً من التدهور يوماً بعد يوم. بالإضافة إلى الحرب، يتعيّن على 48 مليون سوداني، عدد سكان البلاد، التعامل في الوقت الراهن مع الجوع والفيضانات وما تجلبه معها من أوبئة، من الملاريا إلى الكوليرا.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ "أكثر من 40 في المائة من السكان يعانون من الجوع، أي ضعف العدد المسجّل في العام الماضي"، إلى جانب "نقص في الأدوية والتجهيزات الصحية والكهرباء والمياه".
وقد حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمانتين نكويتا سلامي من المصير الذي ينتظر ملايين اللاجئين الذين يعيشون في السودان. وقالت "ينبغي أن يتمكّنوا من الهرب من المعارك في أمان". وبحسب المنظمة السودانية للاجئين فإنّ 600 لاجئ من إريتريا و300 من إثيوبيا و200 من جمهوربة الكونغو الديمقراطية رُحّلوا في شاحنات من الخرطوم الى القضارف (جنوباً).
(فرانس برس)