أسقف منهارة في عين الحلوة... ولا ترميم

13 يونيو 2022
يعيشون تحت سقف منهار (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل فترة نجت عائلة اللاجئ الفلسطيني ثائر عامر شرعان، المؤلفة من ثلاثة أطفال وزوجة، من سقوط أجزاء من سقف منزلهم في منطقة السكة التي تقع على أطراف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. تقول زوجته منال البرهوم، المتحدرة من مدينة إدلب بسورية لـ"العربي الجديد": "جئت قبل 8 سنوات مع عائلتي إلى لبنان هرباً من الحرب في سورية، وانتقلت قبل 8 أشهر للعيش في هذا المنزل، بعدما اضطررنا لترك شقة استأجرناها في منطقة جبل الحليب على أطراف مخيم عين الحلوة لناحية درب السيم، لأن صاحبتها أرادت رفع قيمة الإيجار وأن ندفع المبلغ بالدولار، وهو ما لم نستطع فعله. وقد فتشنا على بيت في المخيم، لكننا لم نجد إلا هذا المنزل، فزوجي لا يملك عملاً ثابتاً لأنه يعاني من إعاقة في قدميه، وعندما يشعر بالتعب يترك العمل، ولدينا ثلاثة أطفال".
وعن واقعة سقوط سقف المنزل، تقول منال: "كنت أجلس مع أولادي في شرفة البيت خارج المنزل حين سقط سقف غرفة النوم وغرفة الجلوس والمطبخ، علماً أن مياه الأمطار تدخل البيت كله خلال الشتاء، وتحديداً غرفة النوم، وسبق أن تحدثنا مع الجيران في شأن النش، وعرفنا أن هناك مشكلة في البناء. وبعدما سقط السقف توجهنا إلى وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وطالبناها بأن تساعدنا في ترميم المنزل، فأبلغنا مسؤولوها أن المنطقة التي نسكن فيها خارج نطاق خدمات الوكالة لأنها تقع في منطقة السكة على أطراف مخيم عين الحلوة. كما توجه زوجي إلى جمعيات للمساعدة، لكن أحداً لم يساعدنا".
تتابع: "نخشى أن يسقط كل السقف علينا، علماً أنه لا يمكن تخيّل مصير أولادي الثلاثة لو سقط السقف وهم داخل المنزل. سيبقى البيت على حاله إذا لم نتلقَ مساعدة لترميمه، لأننا لا نستطيع تأمين أي مبلغ لهذا الأمر، في حين أننا مضطرون إلى السكن فيه، إذ لا يمكننا أن نستأجر منزلاً خارج المخيم باعتبار أن قيمته مرتفعة في شكل كبير. من هنا أطالب أونروا والجمعيات بمساعدتنا في ترميم هذا البيت الذي يسكنه أطفال. وقد هربنا من سورية بعدما سقط سقف المنزل فوق رؤوسنا جراء القصف، أما في لبنان فسقط السقف بسبب سوء البناء والنش، وأنا لا أتقاضى أي مبلغ من الخدمات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين السوريين، لكنني أستفيد على غرار أمي منها في عملية تجديد إقاماتنا، ونحن لم نحصل حتى اليوم على رد على الرسالة التي وجهناها في شأن تجديد إقاماتنا التي انتهت صلاحيتها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021".
تتابع: "زوجي فلسطيني من سكان مخيم اليرموك، وقد تهجر إلى لبنان مع بداية الحرب السورية، وهو يتقاضى مبلغ 50 دولاراً عن إيجار المنزل و25 دولاراً للشخص الواحد من أفراد أسرتنا من أونروا مرة كل شهرين. ونستخدم هذه المبالغ القليلة للعيش، علماً أن أطفالي يحتاجون إلى حليب وطعام وتعليم، بينهم اثنان يجب أن يلتحقا بالروضة التي يتجاوز رسم التسجيل فيها مليون ليرة لبنانية (30 دولاراً). والحقيقة أنني لا أستطيع أن أدفع قسطي الولدين، لذا سأعلم أحدهما فقط".
وليس حال منزل حنان خالد دبدوب المتحدرة من بلدة البروة بفلسطين وتقيم في مخيم عين الحلوة أفضل من وضع منزل ثائر، إذ سقطت أجزاء من سقفه حين كانت في العمل، وابنتها في غرفة أخرى. 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

تقول حنان لـ"العربي الجديد": "قدمت إلى أونروا طلباً لترميم المنزل لكنه رفض في مقابل الموافقة على ترميم منزل أخي زوجي الذي في الطابق العلوي، وكانت مياهه تتسرب إلى منزلي. ناقشت أونروا مرات، من دون جدوى، إذ تحجج مسؤولها بأنني أملك بيتاً آخر، لكن الحقيقة أنني لا أملك إلا هذا البيت الذي أسكن فيه، وأنا منفصلة عن زوجي منذ عشرين سنة، وعملت في التنظيف بروضة كي أستطيع تربية أولادي".
من جهتها تقول مير القاسم، وهي ابنة حنان، لـ"العربي الجديد": "سمعت صوتاً حين كنت في المطبخ، فبحثت عن مصدره، وحين تقدمت نحو الباب تساقطت أجزاء من السقف على الأرض".
وتشرح الأم حنان أن "الغرفة التي انهار سقفها باتت لا تصلح للجلوس، وأونروا لم تهتم بما حصل لنا بعدما سقط السقف، ولم نتلقَ دعماً من أحد لترميم منزلنا. وفي حال لم تساعدنا أونروا في الترميم سنضطر إلى بيع مفروشات غرفة الجلوس لدفع ثمن الترميم".

المساهمون