أسرة طه حسين: رفاته باق في مصر

02 سبتمبر 2022
مقبرة طه حسين في منطقة البساتين في القاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -

تراجعت أسرة عميد الأدب الراحل طه حسين عن قرار نقل رفاته إلى فرنسا، وحسمت قرارها بإبقائه في مصر، وذلك بعد جدال بين أفراد الأسرة على خلفية قرار الحكومة المصرية نقل مدفن الأديب العالمي وأهم رموز الثقافة والأدب في العالم في القرن العشرين، ضمن عدد من المقابر الواقعة في نطاق مقابر الإمام والتونسي بحي الخليفة بالقاهرة التاريخية، في إطار خطة الحكومة لإزالة الكثير من المقابر في مسار محور ياسر رزق الجديد. 
وكتبت حفيدة حسين مها عون في صفحتها على "فيسبوك" إن مشاورات جرت داخل الأسرة بشأن إمكانية نقل رفات الراحل إلى خارج مصر، انتهت إلى القرار السابق. وقالت إنها اكتشفت في السابعة والعشرين من عمرها شجرة ميموزا زرعتها جدتها سوزان في مقبرة رفيق حياتها طه حسين. ومنذ ذلك الوقت، أحببت دائماً زيارة هذا المكان، وصار بالنسبة لي يمثل جذوري حيث دفنت عظام الأجداد، وهو المكان الذي سأدفن فيه بعد كل رحلاتي وأسفاري". كما أعربت عن صدمتها الشديدة من قرار هدم المقبرة و"اقتلاع الناس من جذورها حتى يتسنى لكوبري أن يستقر مكان أجسادهم المدفونة".
ولم يتأكد قرار الهدم، بحسب عون، ولم تبلّغ الأسرة بأي قرار على الرغم من محاولاتها خلال الأشهر الماضية الحصول على إجابات. لكن "حتى الحد الأدنى من الاحترام لإبلاغ الناس بأن جذورهم ستُقتلع لم يحصلوا عليه، وجرى تلويث جدار القبر أولاً بعلامة X باللون الأحمر، وهي جريمة في بعض البلدان".
وألمحت إلى أن "التفكير اتجه لنقل رفات طه حسين إلى بلد تحترم فيه السلطات سلام الموتى وربما حتى تكرم شخصية كانت رائدة في صناعة النهضة. لكن خالها وخالتها رفضا فكرة نقل الجثمان، وقالا إن أحداً اختار أن يُدفن هنا لم يكن ليرضى بقرار أن يدفن خارج مصر".  

وكانت مصادر مقربة من أسرة حسين قد أعلنت أنها تفكر جديًا في نقل رفاته إلى العاصمة الفرنسية باريس، بعد قرار هدم مقبرته التاريخية في القاهرة من أجل مد شبكة طرقات، بعد ترحيب من الحكومة الفرنسية والحديث عن تخصيص مدفن يليق بأثر "المثقف والأديب العالمي على أراضيها". 

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدالاً كبيراً بعد انتشار صورة مقبرة طه حسين على حالها الأصلي، مدونة عليها كلمة "إزالة" بجوار العلامة "X" تمهيدًا لإزالتها كبقية المقابر المجاورة لها. 

وأخيراً، أطلق الكاتب والصحافي المصري وعضو لجنة الحوار المصري عبد العظيم حماد مقترحًا بتدشين حملة اكتتاب بين المثقفين المصريين للمساهمة في نقل رفات حسين إلى ضريح جديد يليق بمكانته ويُلحق بجامعة القاهرة.

ويبدأ محور ياسر رزق الجديد من نقطة تقاطعه مع محور سميرة موسى وينتهى بشارع صلاح سالم والأوتوستراد بشكل يساعد على سهولة وسرعة الحركة المرورية للمواطنين بمختلف أحياء القاهرة، بطول 7 كيلومترات، لربط المنطقة وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم، كما يصل بين محوري المشير طنطاوي والحضارات في الفسطاط حتى كورنيش النيل. ويربط المنطقة بالطريق الدائري والأوتوستراد في قلب العاصمة القاهرة. 

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

يشار إلى أن محافظة القاهرة أزالت ما يقارب 2700 مدفن بالقرب من ميدان السيدة عائشة، بالإضافة إلى بعض المقابر من "ترب المماليك" الشهيرة، ضمن أعمال توسعة طريق صلاح سالم.

وكانت مصر قد شهدت في العام الماضي هدم جزء من منطقة "جبانة المماليك" التي تضمّ مقابر تاريخية وآثاراً إسلامية تعود إلى نحو خمسة قرون، ومنها مقابر مصنّفة تراثا عالميا لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، من ضمن مخططات حكومية لتوسعة شبكات الطرقات الرابطة ما بين مناطق القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.

دلالات
المساهمون