أسباب قطع خفر السواحل البريطاني الاتصال بقارب إنقاذ مهاجرين

03 اغسطس 2022
يتدخل خفر السواحل لإنقاذ المهاجرين (هولي آدامز /Getty)
+ الخط -

أزاحت صحيفة "آي" البريطانية، اليوم الأربعاء، الستار عمّا حدث بالتحديد في 29 مايو/أيار خلال عملية إنقاذ مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط بعد أن قطع مسؤولو خفر السواحل البريطاني الاتصال بقارب إنقاذ بريطاني أثناء قيامه بإنقاذ 86 مهاجراً بعد تحذيرات تلقوها. 

تكشف سجلات من تلك الليلة كيف استجابت وكالة البحرية وخفر السواحل البريطانية، بعد أن أصدر ربان السفينة "أورورا"، التي خدمت المؤسسة الملكية الوطنية لمدة 25 عاما، تنبيها يقول إن سفينة النجاة كانت متجهة بسرعة إلى مكان وقوع كارثة محتملة حيث كان قارب مهاجرين يمتلئ بالمياه.

كان المهاجرون على متن قارب مطاطي في وسط البحر الأبيض المتوسط يواجهون صعوبات في منطقة البحث والإنقاذ المالطية، قبل أن تنقذهم السفينة "أورورا" التابعة لمنظمة "سي ووتش" الألمانية غير الحكومية، ثم نقلتهم إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بعد ساعات من عملية الإنقاذ.

وأفادت سفينة "أورورا"، أن المهاجرين الذين كانوا متواجدين على متن القارب المكتظ كانوا لا يملكون أي معدات لإنقاذ الحياة وأن هناك خطراً وشيكاً على أرواحهم.

وبينما كان قارب الإنقاذ يحاول العثور على ميناء آمن للمهاجرين الذين تم إنقاذهم، قال إنّ رجلاً يشتبه في إصابته بكسر في الكاحل وإن العديد من الضحايا يعانون من الإرهاق والجفاف ودوار البحر.

وتظهر سجلات الحوادث البريطانية التي حصلت عليها الصحيفة، اليوم، أن مسؤولي خفر السواحل، أثاروا مخاوف بشأن التداعيات السياسية والمخاطر على سمعتهم، في حال مشاركتهم بشكل كبير في عملية الإنقاذ. الأمر الذي دفعهم إلى قطع الاتصال بقارب النجاة.

بعد يومين، أصدرت وكالة البحرية وخفر السواحل في المملكة المتحدة، إشعارا يمنع السفينة من العودة إلى البحر. وقال المسؤولون إنهم اتخذوا هذه الإجراءات بعد أن أثارت السلطات الإيطالية مخاوف بشأن القارب.

وقال القبطان إنّهم ملزمون بتقديم المساعدة وتسليم الأشخاص المنكوبين إلى مكان آمن. كما أضاف في رسائل أخرى، أن التواصل مع القارب الغارق كان صعبا وأن من كانوا على متنه كانوا يستغيثون بنا بصورة طارئة.

اللافت أنّ صحيفة "آي" حصلت على إحدى الرسائل في سجل خفر السواحل، بموجب قانون حرية المعلومات، تظهر أنّ مسؤولاً في خفر السواحل البريطانية، أشار آنذاك إلى أن سفينة الإنقاذ تحاول على ما يبدو الحصول على إذن لإنقاذ الأرواح، لكنّه في الوقت ذاته، لفت إلى وجود خطر محتمل على ممثل الوكالة البحرية وخفر السواحل، في حال التورط بشكل كبير في هذه العملية.

في المقابل، أوضحت متحدثة باسم الوكالة البحرية وخفر السواحل البريطانية: "نحن ندحض أي تلميح بأننا لا نهتم بمن يحتاجون إلى الإنقاذ... في العام الماضي وحده، تعاملنا مع أكثر من 30000 حادثة في منطقة البحث والإنقاذ في المملكة المتحدة حيث احتاج الناس إلى المساعدة واستجبنا. وأضافت أنّ هناك بروتوكولات تحدد الترتيبات الدولية لتنسيق عمليات البحث والإنقاذ في جميع أنحاء العالم.

وأكدت أيضاً، أنّه "في 29 مايو/أيار، أبلغت سفينة أورورا، خفر السواحل، أنهم كانوا يستجيبون لحادث وقع في منطقة البحث والإنقاذ المالطية، فأبلغنا على الفور خفر السواحل المالطي كونهم المسؤولين عن البحث والإنقاذ في هذه المنطقة. وبما أن هذا الحادث كان يحدث في منطقة البحث والإنقاذ المالطية، فليس من المناسب أن يتدخل خفر السواحل البريطانية في التنسيق، وفقًا للبروتوكولات والاتفاقيات الدولية".

وتظهر رسائل أخرى أن خفر السواحل الإيطالي اعتبر أن الحادث خارج مياهه الإقليمية، وكان ينصح قارب الإنقاذ بالاتصال بالسلطات المالطية أو الوكالة البحرية وخفر السواحل البريطانية لأنه كان يحمل علم المملكة المتحدة.

وتشير سجلات الحوادث إلى أن صندوق الوكالة البحرية وخفر السواحل، أطلع مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية عن هذه العملية في اليوم التالي.

في السياق، قال فينسينت كوشيتيل، المبعوث الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط​​، إن أعلام الدول يجب أن توفر الرعاية اللازمة لضمان امتثال السفن التي ترفع علمها للالتزامات العرفية والمعاهدات في البحر. وقال "أولاً وقبل كل شيء التزام تقديم المساعدة".

 

المساهمون