أسامة الخطاب... نجاح السوري لأهله وبلده

26 أكتوبر 2021
أسامة الخطاب رحلة تفوق في تركيا (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأ أسامة الخطاب رحلة تحصيل تعليمه في مدرسة الجزائر بمنطقة باب النيرب في مدينة حلب شمال سورية، ثم انتقل فيها إلى مدرسة ابراهيم هنانو، ومضى في طريق التفوق. 
يقول أسامة (27 عاماً) لـ"العربي الجديد": "زادت حدة التظاهرات في مدينة حلب مطلع 2012، وشاركت في الكثير منها قبل أن أتعرض لإصابة بالغة بطلق ناري جعلتني أفقد كليتي وطحالي وأواجه إعاقة في القدم اليمنى بسبب مشكلة في العمود الفقري. وعانيت من جروح وآلام عصبية نحو سنتين". 
يتابع: "في صيف عام 2012، هربت عائلتي من حلب إثر دهم قوات النظام منزلنا واعتقال أعمامي، في حين لم يكن والدي موجوداً. وغادرنا إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وبقينا 15 يوماً قبل أن يسوء الوضع بعد قصفها بقذائف صاروخية وترهيب سكانها برصاصات الرشاشات الثقيلة للمروحيات، فتوجهنا في رحلة شاقة ومخيفة عبر الحقول إلى تركيا حيث نقلت إلى المستشفى إثر تدهور وضعي الصحي. وبعدما أنهيت علاجي مكثت في مدينة كلس حيث افتتحت متجراً للعطور، ثم قررت العودة إلى مقاعد الدراسة في العام الثاني لإقامتي في تركيا"
يقول أسامة إنه واجه صعوبات في نيل الشهادة الثانوية تمهيداً لدخوله كلية الكيمياء في جامعة كلس. ثم تفوق في هذا التخصص وتخرج بدرجة ممتاز، رغم عقبة اللغة التي مثلت تحدياً بالنسبة له، ومسؤولياته الكثيرة كونه يعمل في متجر العطور ومتزوج ولديه طفلان. وجعله ذلك ينام فترات محدودة خلال فترات الامتحانات. 

ويشكر أسامة والده الذي "ساندني وساعدني وزرع الثقة في نفسي منذ الصغر، وعلمني كيف أكون مثابراً وأتحلى بالصبر وصولاً إلى النجاح، وكذلك أمي التي ساعدتني وساندتني في طريق التفوق، وزوجتي التي وفرت جو الدراسة الملائم لي، وأخي الذي تحمل غيابي عن العمل، وكل الأحباب والأصدقاء الذين ساندوا مشواري الدراسي". 
ويعتبر أسامة أن نجاح الطلاب السوريين هو لأهلهم وبلدهم، ويقول: "حين تحدث ثورة في أي بلد يجب أن يتجدد بالكامل. وسورية تحتاج اليوم إلى كوادر كثيرة في كل المجالات".
يضيف: "يجب أن يتعلم كل طالب في دول اللجوء لغة البلد الذي يعيش فيه في شكل جيد باعتبار أن هذا الأمر يشكل الخطوة الأولى لنجاحه، ثم تصبح الأمور أكثر سهولة، ويحدد النجاح مقدار الجهد والاجتهاد المبذولين. وأعتقد بأن الطالب في مناطق سورية المحررة هو أكثر من يعاني من الحروب، وأنا أدعو له بالصبر والتفوق والنجاح".

المساهمون