أزمة القطاع الطبي في فرنسا وبريطانيا: عزوف الأطباء وإضراب التمريض

28 نوفمبر 2022
تعاني خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا من أزمات متكررة (Getty)
+ الخط -

يعاني القطاع الطبي في كل من فرنسا وبريطانيا من أزمات حادة تهدد مستوى الرعاية الصحية التي يتلقاها مواطنو هاتين الدولتين.

وكشفت إحصائية حديثة عن أن أكثر من 4000 طبيب أوروبي قرروا عدم العمل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة "NHS"، ما أدى إلى تفاقم أزمة نقص الأطباء في البلاد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونشرت مؤسسة "Nuffield Trust" البحثية المعنية بتحسين جودة الرعاية الصحية في المملكة المتحدة الإحصائية، الأحد، لتسليط الضوء على أزمة نقص الأطباء في بريطانيا.

أكثر من 4000 طبيب أوروبي قرروا عدم العمل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة

وذكرت المؤسسة أن هناك 4 تخصصات طبية تعاني من أزمة نقص الأطباء، وهي التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة القلب، والطب النفسي.

ووفقا للإحصائية، كان هناك 37 ألفا و35 طبيبًا أوروبيًا يعملون في المملكة المتحدة في عام 2021، وذلك أقل بنحو 4285 من العدد البالغ 41 ألفا و321، والذي كان سيستمر في العمل في المملكة المتحدة لو أنها لم تخرج من الاتحاد الأوروبي.

وجاء في الدراسة: "تشير النتائج إلى أن نقص عدد الأطباء حاملي جنسيات دول الاتحاد الأوروبي في بريطانيا أدى إلى تفاقم أزمة توفر الأطباء في المملكة المتحدة بشكل عام، ولا سيما في المناطق التي لم تكن تتمكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية من العثور فيها على عدد كافٍ من الموظفين المؤهلين".

وعلى صعيد آخر، يستعد موظفو التمريض في المملكة المتحدة لخوض إضراب، الشهر المقبل، بسبب خلاف مع الحكومة على الأجور. وستحصل هذه الخطوة الأولى من نوعها في الفترة الممتدة بين 15 و20 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وقالت الكلية الملكية للتمريض في بيان، الجمعة، إن "الإضراب سيجري بأنحاء إنكلترا وأيرلندا الشمالية وويلز بعدما رفضت الحكومة عرضنا بإجراء مفاوضات رسمية".

فرنسا تواجه نقصاً في عدد الصيادلة

وفي فرنسا، قال رئيس اتحاد الصيدليات فيليب بريسيه إن بلاده تواجه نقصًا في عدد الصيادلة، وتسعى بشكل عاجل لتوظيف 15 ألفًا في هذا القطاع، مضيفا، في تصريحات إذاعية لراديو "فرانس إنتر"، الأحد، أن ثلثي الصيدليات في فرنسا تواجه نقصًا في عدد الموظفين.

وأشار إلى أنه لا يمكن سد الفجوة بسبب عدم وجود بدائل جديدة للصيادلة المتقاعدين.

وفي الوقت نفسه، عزف نحو 1100 طالب عن كليات الصيدلة في جميع أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

وبالإضافة إلى ذلك، تعاني المستشفيات من نقص الأطباء والممرضات بسبب تفشي فيروس كورونا، بينما تواجه الصيدليات أيضًا صعوبة في توفير الأدوية.

ووفقا لتقارير إعلامية، يزيد عدد الأطباء المتقاعدين في فرنسا عن عدد الأطباء الجدد الذين يقومون بالإعداد لممارسة المهنة، حيث انخفض عدد الأطباء العامين بالفعل 5.6 بالمائة بين عامي 2012 و2021، ما يمثل تحديا أمام الدولة الفرنسية خلال السنوات المقبلة.

وفي السياق، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معالجة هذه الأزمة، عندما اقترح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بقاء الأطباء المتقاعدين في الخدمة.

(الأناضول)