تحذير من "الكارثة الصحية المقبلة": أزمة الغذاء العالمية تهدّد بوفاة الملايين بالأمراض

23 يونيو 2022
ثمّة كثر مهدّدون بالموت لنقص دفاعاتهم المناعية بسبب سوء التغذية (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

سوف تؤدّي أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا إلى وفاة الملايين، من خلال ترك الأكثر ضعفاً عرضة لأمراض معدية، الأمر الذي سوف يتسبّب في الكارثة الصحية المقبلة في العالم، بحسب ما حذّر رئيس منظمة إغاثة كبرى.

وقد أدّى الحصار البحري الروسي لموانئ أوكرانيا، الواقعة على البحر الأسود، إلى وقّف شحنات الحبوب من رابع أكبر مصدر للقمح والذرة في العالم، الأمر الذي هدّد بنقص الإمدادات والجوع في البلدان منخفضة الدخل.

وصرّح المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بيتر ساندز، لوكالة فرانس برس، بأنّ الآثار غير المباشرة لنقص الغذاء تعني أنّ كثراً سوف يموتون ليس من الجوع فحسب، بل أيضاً من جرّاء ضعف دفاعاتهم المناعية ضدّ الأمراض المعدية، بسبب سوء التغذية.

أضاف ساندز، في مقابلة على هامش اجتماع وزراء الصحة في مجموعة العشرين في مدينة يوجياكارتا الإندونيسية: "أظنّ أنّ أزمتنا الصحية التالية بدأت. إنّها ليست عدوى جديدة، لكنّها تعني أنّ الأشخاص الذين يعانون من سوء تغذية سوف يكونون أكثر عرضة للأمراض القائمة"، موضحاً أنّ "التأثير المشترك للأمراض المعدية ونقص الغذاء وأزمة الطاقة... قد تسبّب ملايين الوفيات الإضافية".

وقال المصرفي البريطاني السابق، الذي يرأس الآن الصندوق الذي يُقدّر بأربعة مليارات دولار أميركي، إنّه يتعيّن على حكومات العالم تقليل تأثير أزمة الغذاء من خلال توفير الرعاية الصحية في مجتمعاتهم للأشدّ فقراً الذين سوف يكونون الأكثر ضعفاً.

وتابع ساندز أنّ "هذا يعني التركيز على الرعاية الصحية الأولية في القرى والمجتمعات المحلية"، لافتاً إلى أنّ "توفير الرعاية الصحية في المستشفيات أمر مهمّ، لكنّنا عندما نكون في مواجهة هذا النوع من التحديات، فإنّ الأهم يكون في توفير الرعاية الصحية الأولية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المعركة الخاصة بمكافحة فيروس كورونا الجديد "استولت" على موارد من تلك المخصّصة لمكافحة مرض السل، الذي أودى بحياة 1.5 مليون شخص في عام 2020، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وقال ساندز: "كانت كارثة بالنسبة إلى مرض السل"، ولفت إلى أنّه "في عام 2020، انخفض عدد الأشخاص الذين تلقوا علاجاً لمرض السل بواقع 1.5 مليون على مستوى العالم، وهذا يعني أنّ مئات الآلاف من الأشخاص سوف يموتون، لكنّ ذلك يعني أيضاً أنّ هؤلاء الأشخاص سوف يصيبون أفراداً آخرين".

وشدّد المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا على أنّ "حلّ أزمة الغذاء يُعَدّ الآن أمراً بالغ الأهمية في المساعدة على مكافحة ثاني أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم".

ويتّهم الغرب كما أوكرانيا روسيا بمحاولة الضغط عليهما لتقديم تنازلات من خلال حظر صادرات حبوب حيوية بهدف زيادة المخاوف من حدوث مجاعة عالمية. لكنّ موسكو ردّت بأنّ العقوبات الغربية هي المسؤولة عن النقص في الإمدادات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

يُذكر أنّ ألمانيا تستضيف اجتماعاً حول هذه الأزمة، غداً الجمعة، تحت عنوان "متّحدون من أجل الأمن الغذائي العالمي"، وسوف يكون وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من بين الحاضرين.

ويكمل ساندز أنّ "هذه جائحة الفقراء، ولهذا السبب، لم تجذب المقدار نفسه من الاستثمارات المخصصة للبحث والتطوير"، في إشارة إلى مرض السلّ. وختم حديثه إلى وكالة فرانس برس بالقول: "هذه مأساة، لأنّه مرض نعرف كيف نمنعه، وكيف نعالجه، وكيف نقضي عليه".

(فرانس برس)

المساهمون