تعرضت المرأة السورية على مدار السنوات الماضية لأنواع مختلفة من الانتهاكات على امتداد جغرافية البلاد، واختلاف القوة المسيطرة، لكن عشرات آلاف السوريات ما زلن يقاومن لنيل حقوقهن، والتعبير عن مطالبهن عبر دور مجتمعي فاعل.
في مناطق شرقي سورية، ترصد الكاتبة شمس عنتر، المقيمة في القامشلي، حصول النساء على هامش من الحرية، وتقول لـ"العربي الجديد"، إن المرأة في مناطق الشمال الشرقي تتجه نحو التحرر بخطوات سريعة منذ 2012، إذ باتت تمتلك مساحة حرية تمكنها من مشاركة الرجل الرأي والفعل.
وأوضحت عنتر أن ما ساعد على ذلك كان نظام الرئاسة المشتركة لدى الإدارة الذاتية، إذ استطاعت النساء مبكرا تحسين مسار تحررهن من العادات والتقاليد، وشاركن في كل مجالات الحياة، وإن ظلت بعض نساء المدينة وكثيرات في الريف مهمشات. "لكن يظل الوضع في المنطقة أفضل مما هو عليه من ناحية الأمان والوضع الاجتماعي".
وأضافت: "تعاني المرأة أكثر من الرجال من القهر السياسي، والحصار الاقتصادي، والتدين المسيس، فضلا عن الاعتقالات، والإخفاء القسري، وأزمات النزوح، وتردي الأوضاع في الداخل السوري ينعكس على حياة النساء بشكل مباشر".
وقالت المهجرة من ريف دمشق، سمية الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن المرأة السورية ما زالت محاصرة بالانتهاكات، والفقر يلاحق غالبية النساء، والتعذيب والتنكيل يلاحق المعتقلات في سجون النظام، والمعاناة تطاول الجميع بأشكال متباينة. نساء سورية قاسين كثيرا منذ 2011".
وترى المتطوعة في الدفاع المدني، دلال الأحمد، أن كل امرأة لديها طموح وأحلام، وأن حلمها الشخصي يتمثل في متابعة الدراسة، ومساعدة المدنيين الذين يعيشون ظروفا صعبة بسبب القصف والتهجير، مشيرة إلى أنها وزميلاتها في الدفاع المدني، دورهن تخفيف الأعباء عن الناس الذين أنهكتهم الحرب.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 9774 سيدة سورية ما زلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، كما قُتلت 16228 سيدة، من بينهن 11952 قتلنَ على يد قوات النظام السوري، و977 على يد القوات الروسية، فيما قتل تنظيم داعش 587 سيدة، وقتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة 882 سيدة، وقتلت قوات سورية الديمقراطية 165، كما سجل مقتل 658 سيدة على يد قوات التحالف الدولي، و930 سيدة على يد جهات أخرى.