لم يكن المذيع الصومالي، أحمد طيري، يتخيّل أن يتعافى من تعاطي نبات القات الذي اعتاد أن يلوكه في فمه منذ أن بلغ الخامسة عشرة من عمره، ويتوقف عن تناوله قبل عامين، ويخصّص برنامجاً إذاعياً توعوياً يحذّر الشباب من تعاطيه.
قصة إقلاع طيري بدأت عندما تعرّض لألم شديد في بطنه، في إحدى الليالي، وهو جالس مع صديقه وأبنائه، فقرّر بعدها أن يقلع عن تناول النبتة هو وصديقه، في محاولة لاستعادة عافيتهما المفقودة منذ سنوات.
منذ تلك اللية، بدأ الخمسيني يقلع عن القات، ويحذّر الآخرين من خلال جلسات مع الشباب، وعبر برنامج أسبوعي في محطة إذاعية شهيرة، في العاصمة مقديشو، من استهلاكها.
ويرى طيري أنّ القات نبات مخدّر يدمّر اقتصاد الأسر الصومالية، ويخلق مشاكل اجتماعية. إذ ينقق مدمنو القات مبالغ يومية لشراء أوراق هذه النبتة، لتخزينها لساعات طويلة، ويحتلّ شراء القات صدارة قائمة متناوليه، ويأتي قبل مصروف الأسرة.
ويشير طيري إلى أنّ مدمن القات مضطر أن يكون كذاباً وأحياناً سارقاً، للحصول على أوراق هذه النبتة، بل هي تجعله منبوذاً في مجتمعه، كما هو يعاني أرقاً دائماً.
ويقول لـ"العربي الجديد": "عندما يستيقظ في الصباح الباكر، يبقى متناول القات على السرير كسلاناً مرهقاً"، مؤكداً أنه يشعر الآن بفرق كبير في حياته بعد الإقلاع عن القات، وكأنه ولد من جديد، إذ هو يتمتع بصحة جيدة وتعافى من ليالي الأرق.
ويكمل طيري أنّه "في أواخر مارس/آذار الماضي، عندما أُغلقت الحدود مع العديد من الدول بسبب جائحة كورونا، لم يستطع التجّار استقدام نبتة القات التي تُزرع في المرتفعات الوسطى الخصبة لكينيا المتاخمة للصومال، ما أدّى إلى توقف استيراد القات وتسبّب بمشاكل صحية متفاقمة لمتعاطيه".